وصمة عار على جبين الإنسانية

 

 

 

الدكتور معراج أحمد معراج الندوي *

merajjnu@gmail.com

 

إن الحادثة التي شهدتها ولاية مانيبور بالهند مخزية لأي مجتمع مدني، وليس لها مكان في العالم اليوم المتحضر. وهي وصمة عار على جبين الإنسانية. لقد أثار مقطع فيديو يظهر امرأتين أُجبرتا على المشي عاريتين في ولاية مانيبور شمال شرقي الهند، غضبًا واسعًا بعد تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي.

تصاعدت أعمال العنف العرقي في ولاية مانيبور الهندية الصغيرة، فيما وصفه كثيرون بحالة أقرب ما تكون للحرب الأهلية بين أكبر مجموعتين في المنطقة وهما الأغلبية من عرقية "ميتي" والأقلية من "كوكي" واللتين تتصارعان على الأرض والنفوذ.

وتشهد المنطقة اشتباكات بين قبيلتي كوكي وميتي. وكان سبب الاشتباكات مطالبة مهاجرين من قبيلة ميتي بالحصول على وضع ما يسمى "الطبقة المسجلة" في مانيبور. يمنح هذا الوضع أعضاء الطبقة الاجتماعية المذكورة العديد من الامتيازات، بما في ذلك عند التقدم لوظيفة في مؤسسة حكومية.

وتقع ولاية مانيبور الجبلية في شمال شرق الهند قرب الحدود مع ميانمار، وهي موطن لما يقدر بنحو 3.3 مليون نسمة، أكثر من نصف سكان الولاية هم من أغلبية "ميتي"، في حين تبلغ نسبة أقلية "كوكي" 43 في المائة، حيث معظم مجموعة ميتي من الهندوس ويعيشون في المدينة وحولها، فيما تتبع مجموعة "كوكي" الديانة المسيحية ويعيش أفرادها على التلال المحيطة.

لقد أجبر أكثر من 60 ألف شخص على ترك منازلهم فيما يكافح الجيش والقوات شبه العسكرية والشرطة لوقف أعمال العنف، خلال تلك الفترة نُهبت مستودعات أسلحة تابعة للشرطة ودُمرت مئات الكنائس وتم تدمير قرى بأكملها.

وتفاقمت التوترات عندما بدأت مجموعة "كوكي" في الاحتجاج على مطالب مجموعة "ميتي" المتمثلة بمنحهم وضعا قبليا رسميا، حيث يمنح القانون الهندي القبائل التي تندرج تحت هذا التصنيف حصصا في الوظائف الحكومية وفي القبول في الجامعات كشكل من أشكال المبادرات الإيجابية لمعالجة عدم المساواة الهيكلية والتمييز.

لقد تم تداول مقطع فيديو مثير للجدل على وسائل التواصل الاجتماعي في الهند يوم الأربعاء الماضي، وفيه ظهر حشد من الرجال يقودون نساء من قبيلة كوكي عاريات إلى حقل حيث تعرضن للاغتصاب. وقع الحادث في مانيبور في 4 مايو، لكنه انتشر الآن فقط.

 

* أستاذ مساعد بقسم اللغة العربية وآدابها جامعة عالية - كولكاتا - الهند

تعليق عبر الفيس بوك