الرؤية- فيصل السعدي
تتميز سلطنة عمان بتنوع الأنشطة والفعاليات والمهرجانات السياحية التي تساهم في تعزيز هذا القطاع الحيوي الذي يتم التعويل عليه لدعم الاقتصاد الوطني في ظل ما تمتلكه السلطنة من مقومات طبيعية تجعلها وجهة فريدة للزائرين من مختلف دول العالم.
وتوقعت مؤسسة "فيتش سوليوشنز" العالمية نموا قويا في قطاع السياحة بسلطنة عمان خلال عام الجاري 2023، في ظل استمرار تعافي القطاع من تبعات تفشي وباء كورونا، وضخ استثمارات قوية بالمشروعات السياحة الجديدة، وأيضا في ظل استراتيجية السياحة 2040 الجاري تنفيذها.
وبحسب وزارة التراث والسياحة، فإن العام الماضي شهد جذب استثمارات سياحية بقيمة 1.7 مليار ريال، وذلك ضمن خطة جذب استثمارات بنحو 3 مليارات للفترة من 2021 إلى 2023.
وقد منحت سلطنة عمان مواطني 103 دول إعفاء من تأشيرات الدخول لفترات إقامة تصل إلى 14 يومًا وفق ضوابط معينة، ضمن مبادرات توسعة دور قطاع السياحة كأحد المحركات الرئيسية لنمو الاقتصاد الوطني وبما يتماشى مع رؤية عمان 2040.
ولتحقيق هذه الرؤية الوطنية لنمو قطاع السياحية، شهدت المحافظات استعدادات على أعلى مستوى لاستقبال الزوار من داخل سلطنة عمان وخارجها للاستمتاع بالأنشطة السياحية المتنوعة في عدد من المحافظات وللتعرف على الهوية العمانية.
الجبل الأخضر
تتنوع المهرجانات والفعاليات في ولاية الجبل الأخضر بمحافظة الداخلية على مدار فصول السنة كما تتنوع الأنشطة السياحية هناك خلال فصل الصيف بين ممارسة رياضات تسلق الجبال والمشي في المسارات الجبلية وزيارة الكهوف والقرى الأثرية وغيرها، إذ تشهد الولاية إقبالا واسعا من الزوار المواطنين والمقيمين ومواطني دول الخليج للاستمتاع بالطقس المعتدل.
وتشير الإحصاءات الصادرة عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات إلى أن عدد زوار الجبل الأخضر خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الجاري بلغ نحو 57 ألفًا و867 زائرًا، شكّل العُمانيون منهم 16 ألفًا و476 زائرًا.
وتسجل الولاية التي تتميز بموقع فريد القريب من العاصمة مسقط، هطول أمطار متفرقة موسمية نشطة وسحب عالية في فصل الصيف، ما جعل منها مقصدًا سياحيًّا يستقطب مختلف فئات السياح، إضافة إلى تكامل المنظومة السياحية فيها، وتوافر الخدمات والمرافق كالمنتجعات العالمية والفنادق ذات التصنيف من 3 إلى 5 نجوم، والعديد من المنشآت السياحية والنزل الخضراء والاستراحات ونزل الضيافة.
خريف ظفار
يبدأ موسم خريف ظفار يوم 21 يونيو من كل عام وسط استعدادات على كافة المستويات لاستقبال عشرات الآلاف من الزوار العرب والأجانب، إذ تتميز المحافظة بطقس استثنائي وانخفاض درجات الحرارة وهطول الأمطار.
ووضعت وزارة التراث والسياحة استراتيجية تسويقية لهذا الموسم الذي يمتد لمدة ثلاثة أشهر، مثل الترويج في وسائل الإعلام والإعلانات المدفوعة عبر التواصل الاجتماعي وإبرام الشراكات مع شركات الطيران والمنشآت الفندقية لتنفيذ حملة ترويجية مشتركة طوال فترة الموسم.
وأعلنت شركة مطارات عمان أن إجمالي عدد الرحلات المُجدولة التي سيستقبلها مطار صلالة، ضمن الاستعدادات لاستقبال موسم خريف ظفار، خلال الفترة من 21 يونيو ولغاية 21 سبتمبر من هذا العام سيبلغ 2679 رحلة منها 1456 رحلة محلية، و1223 رحلة دولية.
ولقد وفرت وزارة التراث والسياحة الخدمات التي تلبي متطلبات كافة الفئات، مثل جاهزية المنشآت الإيوائية من خلال استعداد 50 منشأة فندقية تضم قرابة 6000 غرفة فندقية من المنشآت الفندقية المرخصة، بالإضافة إلى تكامل الجهود مع الجهات الحكومية ومؤسسات القطاع الخاص في محافظة ظفار وشركاء القطاع السياحي والعمل بروح الفريق من أجل إنجاح الموسم من خلال التنسيق والتواصل المستمر.
كما تم تنظيم حلقات عمل ترويجية متنقلة في المملكة العربية السعودية بداية من الرياض ومرورًا بالدمام ومن ثم جدة؛ لمواكبة نمو الزوار القادمين من السعودية والوجهات الأخرى بوجه عام، حيث سيتم تسيير 13 رحلة مباشرة أسبوعية من الرياض وجدة والدمام.
وتشير الإحصائيات أن عدد زوار موسم خريف ظفار 2022 بلغ نحو 813 ألف زائر مقارنة بـ767 ألف زائر خلال موسم 2019.
السياحة الشاطئية في الأشخرة
وتجذب الأشخرة في جنوب الشرقية الكثير من محبي الشواطئ الخلابة للتمتع بأنشطة السفاري والألعاب الشاطئية، كما أن ما يتم تنظيمه من أنشطة سياحية تساهم في تعزيز القطاع السياحي نظرا لاعتدال المناخ في هذه المنطقة.
وتقام في نيابة الأشخرة العديد من الفعاليات التي تناسب جميع الفئات العمرية لتنشيط الحركة السياحية، إذ تتميز الأشخرة بمقومات سياحية تشكل عامل جذب للعديد من السياح.
مهرجان الخيل والهجن في بدية
تشهد ولاية بدية في محافظة شمال الشرقية إقبالا واسعا أيضا لممارسة هوايات التخييم وسط الرمال الذهبية وممارسة الألعاب الرملية، إذ يتم تنظيم مهرجانات وفعاليات لجذب الزوار ومحبي الطبيعية.
ومن بين هذه الفعاليات مهرجان الخيل والهجن لإحياء الرياضات التقليدية المتعلقة بالفروسية وسباق الهجن، إذ يعد هذا المهرجان فرصة لهواة ومحترفي التصوير الفوتوغرافي ومنتجي المقاطع المرئية القصيرة، لما يمثله المهرجان من إرث حضاري يجسد الموروثات العُمانية التقليدية، كما أن المهرجان يضم عددا من الفقرات الاستعراضية بمشاركة فرقة الفنون العمانية.