"وحدة العناية المتوسطة للقلب بمستشفى صحار"

 

د. حميد بن فاضل الشبلي

humaid.fadhil@yahoo.com

 

 

مقال اليوم موجه لمعالي الدكتور هلال بن علي السبتي وزير الصحة الموقر؛ حيث سيتمحور الحديث حول نقطتين أجزم بأن غالبية المجتمع يتفق عليهما، لذا سأبدأ الحديث حول مراجعتي للمجمع الصحي بمنطقة الهمبار فجر الجمعة الموافق 9 يونيو الجاري، وذلك إثر الآلام الشديدة التي ألمّت بي حول منطقة القلب، قرر على إثرها الطبيب المناوب بعد عدة فحوصات تحويلي لمستشفى صحار، لأجد نفسي بعد وصولي برفقة الطبيب والممرض في سيارة الإسعاف، بالقسم الذي أود تسليط الضوء عليه في المحور الأول من هذا المقال.

وقد تعامل الجميع مع الحالة بكل إنسانية ومهنية في استقبال الحالات الحرجة (غرفة الإنعاش) التي تعد جزءًا من مكونات قسم الحوادث والطوارئ في شكله الجديد، والذي يمثل نقلة كبيرة في الخدمات الطارئة التي يقدمها المستشفى في الوقت الراهن، ليتم تحويلي بعد ذلك لجناح العناية المتوسطة للقلب، ليستقر الوضع مع قرار الأطباء بإجراء عملية قسطرة بسيطة لله الحمد والمنة. ولما توليه علينا كلمة الحق عبر هذه الوسيلة الإعلامية، التي نقدم فيها النقد البناء عندما نلامس تقصيرا أو ملاحظة نرى من الواجب إيصالها للمعنيين بالأمر، ونذكر ما هو إيجابي عندما يكون الوضع عكس ذلك، لذلك وفي هذا الصدد أود أن أتقدم لوزارة الصحة بالشكر والثناء لتطوير وحدة العناية بالقلب في مستشفى صحار، لما وصلت إليه في التوسعة الجديدة من نقلة كبيرة، في عدد الكوادر المختصة وكذلك الخصوصية والراحة التي يلاقيها المريض والمرافق في جناح العناية المتوسطة للقلب، إضافة لتوفر الغرف والتقنية العالية التي زود بها هذا الجناح، حتى أصبح الذراع الأيمن المساعد لعمليات قسطرة القلب التي يقوم بها المستشفى السلطاني في العاصمة مسقط، وهو ما كان يطالب به الجميع من تطوير بعض المستشفيات في المحافظات، لتخفيف الزحام على العيادات التخصصية في المستشفيات الحكومية المركزية بمحافظة مسقط.

كما أسجل امتناني وتقديري لجميع الكوادر الطبية والتمريضية والفنية بهذا الجناح، لما يقدمونه من خدمة وعناية فائقة طوال 24 ساعة للحالات التي تصل إليهم، وقبل ذلك للروح الجميلة التي يتحلون بها، والتي تساهم في إدخال الطمأنينة والراحة في نفوس المرضى، والذي يعتبر من العوامل النفسية المهمة التي يحتاجها كل مريض في مثل هذه الحالات، ونتمنى أن تحظى جميع الأقسام والأجنحة بنفس المستوى من التطوير سواء في المشاريع الجديدة للمستشفيات التي تخطط الوزارة لتشييدها، أو التوسعات والتحسينات التي تجريها الوزارة على المستشفيات والمراكز الصحية القائمة والتي تم تشيّدها منذ سنوات، ولا تقليل من خدمات الأقسام والأجنحة الأخرى الموجودة الآن.

 

المحور الثاني في حديث اليوم أطرح فيه موضوع مركزية تواجد بعض أنواع أشعة الفحص الدقيقة بمستشفيات مسقط مثل(الأشعة المقطعية للقلب وأشعة الطب النووي والأشعة التداخلية وأشعة طب الأعماق والفحص بالتصوير المقطعي"PET")، حيث وكما يعلم الجميع أن الأدوار فيها تصل لشهور وأحيانًا لسنوات، وبطبيعة الحال هذا يؤثر سلبياً على صحة المريض لتأخر معرفة التشخيص الدقيق للحالة المرضية، لذلك من تسمح له ظروفه المادية سارع بإجرائها على نفقته الخاصة، ومن كانت ظروفه غير ذلك فلا حول له ولا قوة إلا الصبر.

لذلك نرجو أن تكون خطط وزارة الصحة الحالية قد وضعت في أجندتها الحالية، حل لهذه الإشكالية التي يتأخر فيها الطبيب تشخيص الحالات المرضية المستعصية، ونقترح لتخفيف أعباء تنقل المرضى من المحافظات للعاصمة مسقط، وكذلك لتقليل زحمة الأدوار الحاصلة في الوقت الراهن بالمستشفيات التي توجد بها هذه الأشعة، بأن يتم توفير أقسام منها في المحافظات الأخرى المزدحمة بالسكان، أو للمحافظات البعيدة عن محافظة مسقط.

كلنا أمل وتفاؤل في عصر النهضة المتجددة بوجود هذه النقلة النوعية الكبيرة بالخدمات التي تُقدمها وزارة الصحة في جميع المستشفيات، مثل ما نلامسه من تطور كبير ونقلة كبيرة لوحدة القلب بمستشفى صحار، كذلك ثقتنا كبيرة بالحراك الكبير الذي يقوم به معالي وزير الصحة لحلحلت وتبسيط الإجراءات في مواعيد المرضى للعمليات والأشعة ومنها الموضوع الذي تم طرحه مع مقال هذا اليوم..

ودمتم سالمين.