عيد وطن.. ونصرة قضية

د. حميد بن فاضل الشبلي

humaid.fadhil@yahoo.com

تحية إجلال وفخر للقيادة العربية المسلمة التي جعلت من عيدها الوطني، رسالة تذكير ليقظة الضمير الإنساني وللمنظمات والهيئات المعنية بحقوق الإنسان في هذه الحياة، وتأكيدًا لتضامن سلطنة عُمان حكومة وشعبًا مع القضية الفلسطينية وفق ما توليه عليها مبادئها وقيمها العربية والإسلامية، وكذلك تشديدًا نحو اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته لحماية المدنيين وضمان احتياجاتهم الإنسانية ورفع الحصار غير المشروع عن غزة وباقي الأراضي الفلسطينية.

إن الثامن عشر من شهر نوفمبر في كل عام، لا يمثل فقط احتفال المجتمع العماني مع قيادته بذكرى العيد الوطني لسلطنة عُمان، وإنما تأكيد كذلك لمبادئ المحافظة على الوحدة والهوية الوطنية، وتجسيد لقوى الترابط الوثيق بين القيادة الحكيمة الحاكمة وبين أبناء الشعب العماني الأصيل، وهذا ما أكدته توجيهات الحكومة هذا العام لجميع أفراد المجتمع ومؤسساته، بتوقيف جميع الفعاليات والاحتفالات الخاصة بالعيد الوطني الثالث والخمسين المجيد، واقتصاره على رفع أعلام سلطنة عُمان تعبيرًا وتضامنًا مع أبناء الشعب الفلسطيني الشقيق، الذي يواجه أكبر غطرسه وإجرام صهيوني في العصر الحديث، حيث لاقى هذا القرار الحكومي التاريخي تأييدًا شعبيًا، الذي يعبر عن رفض سلطنة عُمان لما يتعرض له الأبرياء في فلسطين بشكل عام وقطاع غزة على وجه الخصوص، من انتهاكات وظلم وقتل وتشريد وتدمير للمدارس ودور العبادة والمستشفيات والمساكن التي تأوي أهل القطاع، مع صمت دولي غير مبرر لكل جرائم الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني.

إننا وفي هذا اليوم المجيد الذي نحتفل فيه بذكرى بزوغ النهضة الحديثة، التي قادها السلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- ليكمل بعدها نهضة عُمان المتجددة مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه، لنؤكد للعالم وفي غمرة احتفالات الوطن بيومه المجيد، أننا مجتمع متماسك في وحدته الوطنية وفي تطلعاته المستقبلية، ومحافظ على قيمه ومبادئه نحو القضايا العربية والإسلامية، ومنها مبادرة السلام العربية في إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، ولنا الفخر بما ذهبت إليه توجيهات الحكومة بأن نجمع بين ذكرى العيد الوطني المجيد، وبين الاستشعار بما يواجهه شعبنا الفلسطيني من ظلم وجرائم يومية يرتكبها العدو الصهيوني الغاشم، وتأييدًا لمواجهته المشرفة نحو الذود عن وطنه وكرامته.

ندعو الله أن يحفظ فلسطين والمسجد الأقصى من كيد الظالمين، وأن يتقبل الله شهدائهم ويشفي جرحاهم وأن يعيد أسراهم، وأن يرزقهم الصمود والقوة في وجه الطغيان، وأن ينصرهم على من ظلمهم، إنه على ذلك لقوي قدير..آمين.