الرستاق ما زالت تفتقر للمشاريع السياحية

 

حمود بن علي الحاتمي

alhatmihumood72@gmail.com

 

الرستاق أرض الأصالة والتاريخ وعاصمة سلطنة عُمان قديمًا، يقول الشاعر:

وما الرستاق إلا عرش ملك

عليه يستوي المسعود قهرا

دعته لنفسها الرستاق كفءاً

وكانت في حمى الماضين بكرا

الرستاق تختزل التاريخ العماني في قلاعها وحصونها وبيوتها الأثرية وأفلاجها  الشاهدة على عظمة إنسانها العماني في تكيفه مع الطبيعة، فقراها المتناثرة بين السهل والجبل كتاب مفتوح تقرأ من خلاله الروابط الاجتماعية والدينية التي تُعبر عن ترابط أهلها وسكانها. كما إن أوديتها وجبالها تشكل مفردات طبيعية يبحث عنها السائح ليجد سلوته  بين جنباتها وظلال نخيلها الباسقة.

وقد حبا الله الرستاق بمقومات طبيعية وتاريخية لم تستثمر الاستثمار الصحيح، ومع تولي حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- مقاليد الحكم انطلقت رؤية "عمان 2040"، وهي رؤية للوطن بأسره ورؤية كل عماني يطمح أن يرى بلاده في مصاف الدول المتقدمة؛ ولهذا شكّل قطاع السياحة حيزًا كبيرًا في الرؤية.

ومن ملامح الرؤية تعظيم دور السياحة في الاقتصاد الوطني، إلّا أننا في ولاية الرستاق لم نرَ أي مؤشرات على تعظيم السياحة بالولاية؛ سواءً من القطاع الخاص أو القطاع الحكومي على الرغم من مبادرات الشباب.

فعين الكسفة التي تتمنى الدول وجودها معها، ها هي تقف دون استثمار متكامل، عدا تنفيذ المشروع الذي أعلن عنه قبل أيام، وكنَّا نمني النفس أن تتحول الكسفة إلى مشروع عملاق نستهدف من خلاله السائح الخليجي والأجنبي، من خلال إنشاء نزل وفنادق سياحية وحديقة عامة كبرى تضم الكثير من الألعاب الترفيهية ومطاعم عالمية وغيرها من الخدمات.

المشروع القائم حاليًا لا يحقق العوائد الاقتصادية السياحية المأمولة؛ كونه لا يُلبي احتياج السائح، إذ يقدم خدمات علاجية وحسب!

لذلك نسأل: أين ندوات الاستثمار التي تناقش فرص الاستثمار السياحي؟ عدا ندوة قيمة حول النزل السياحية دعاني لها الدكتور حمد بن سالم الذهلي بحصن الحزم، ولم تتبنَ أي جهة ندوة للاستثمار السياحي.

على الرغم من الفرص المتاحة ومنها إنشاء خدمات النقل السياحي، والمطاعم السياحية، والاستثمار في القرى المهجورة؛ لتكون نزلًا سياحية بدلًا من تأجيرها للعمالة الوافدة، علاوة على الحافلات السياحية المفتوحة التي تجوب القرى والأودية، إلا أن شيئًا من ذلك لم يتحقق.

الرستاق بحاجة إلى إعادة النظر إليها فيما يتعلق بالاستثمار السياحي، فنحن بحاجة إلى مشاريع مستدامة تخلق وظائف، ومبادرة الحكومة في هذا المجال يجب أن تأخذ دورها، وإلا سنظل نتغنى بالعراقة والأصالة دون أن نقدم المشاريع التي تخدم التنمية.