الانتخابات التركية على صفيح ساخن

أردوغان يُشهر "سلاح العمالة لأمريكا" في وجهة قليجدار أوجلو.. وتوقعات بجولة إعادة

 

إسطنبول- رويترز

يتوافد الناخبون الأتراك اليوم على لجان الاقتراع لاختيار الرئيس القادم لتركيا، في واحدة من أهم الانتخابات في تاريخ الدولة الحديث، في ظل المنافسة القوية بين الرئيس رجب طيب أردوغان ومرشح المعارضة قليجدار أوغلو.

وأمس، عقد أردوغان آخر تجمعاته الانتخابية في إسطنبول، واتهم المعارضة بالعمل مع الرئيس الأمريكي جو بايدن على الإطاحة به، مناشدا الناخبين بالرد عبر أصواتهم في الانتخابات التي تعد التحدي الأكبر لحكمه المستمر منذ 20 عاما.

وتفتح مراكز الاقتراع أبوابها صباح اليوم الأحد لتغلق بحلول ساعة متأخرة من المساء، ومن المتوقع أن تتضح مؤشرات حول ما إذا كان سيتم إجراء جولة إعادة.

وفي حال لم يحقق أي مرشح الفوز بالحصول على أكثر من 50 بالمئة من الأصوات، فسيتم إجراء جولة إعادة في 28 مايو، كما سيختار الناخبون كذلك برلمانًا جديدًا.

وتشير التوقعات إلى احتدام السباق بين تحالف الشعب المؤلف من حزب العدالة والتنمية ذي الجذور الإسلامية بزعامة أردوغان، وحزب الحركة القومية وآخرين من جهة، وتحالف الأمة بقيادة قليجدار أوغلو المكون من ستة أحزاب معارضة منها حزب الشعب الجمهوري، وهو حزب علماني أسسه مؤسس تركيا الحديثة مصطفى كمال أتاتورك، من جهة أخرى.

وركزت حملة أردوغان خلال الشهر الماضي على إنجازات حكومته في مشروعات بقطاعي الدفاع والبنية التحتية وتأكيده على أن المعارضة ستتراجع عن مثل هذه الإنجازات.

ومن بين النقاط التي يركز أردوغان على تناولها في حديثه مسألة أن المعارضة تتلقى أوامر من الغرب وأن ممثليها سيخضعون لرغبات الدول الغربية إذا تم انتخابهم.

وفي تجمع حاشد بمنطقة عمرانية في إسطنبول، أعاد أردوغان التذكير بتصريحات أدلى بها الرئيس الأمريكي جو بايدن ونشرتها صحيفة نيويورك تايمز في يناير 2020 خلال حملته الانتخابية للبيت الأبيض. في ذلك الوقت، قال بايدن إن على واشنطن تشجيع خصوم أردوغان على هزيمته انتخابيا، مشددا على أنه لا ينبغي الإطاحة به في انقلاب.

ونددت أنقرة حينئذ بالتصريحات واعتبرتها "تدخلا" في شؤونها، وعادت تلك التصريحات للظهور في وقت لاحق من ذلك العام عبر مقطع مصور جعل اسم بايدن الأكثر تداولا على تويتر في تركيا.

ويشعر حلفاء تركيا الغربيون بالانزعاج من توثيق العلاقات بين أنقرة وموسكو في عهد أردوغان. وتركيا عضو في حلف شمال الأطلسي الذي يقف بقوة وراء كييف منذ غزت موسكو جارتها العام الماضي.

 

وقال قليجدار أوغلو لرويترز إن حزبه يملك أدلة ملموسة على ضلوع روسيا في نشر محتوى مضلل على الإنترنت باستخدام تكنولوجيا يطلق عليها "التزييف العميق" قبل الانتخابات الرئاسية التي تجرى اليوم الأحد، لكنه لم يقدم الدليل على ذلك، ولم يتسن لرويترز التحقق منه بشكل مستقل.

غير أن منافس أردوغان الرئيسي أضاف أنه إذا فاز بالرئاسة فسوف يحافظ على علاقات أنقرة الجيدة مع موسكو.

وتزداد التوقعات والإثارة بين الأتراك قبيل التصويت مع قلق البعض من تصاعد التوتر أو حتى وقوع أحداث عنف بعد ظهور النتائج. وبينما كان هناك قلق من رد فعل أردوغان إذا خسر، قال الرئيس في مقابلة تلفزيونية الجمعة إنه سيقبل نتيجة الانتخابات مهما كانت.

ولم يعقد قليجدار أوغلو، وهو موظف حكومي سابق يبلغ من العمر 74 عاما، تجمعًا انتخابيًا أمس، لكنه زار ضريح أتاتورك في أنقرة بصحبة حشود من أنصاره.

واعتمدت جهود الرئيس لإعادة انتخابه بشكل كبير على اتهام المعارضة بالتعاون مع المسلحين الأكراد ومع أولئك الذين تحملهم أنقرة المسؤولية عن محاولة انقلاب عام 2016.

وقال أردوغان، خلال زيارة لحي قاسم باشا الذي نشأ فيه في إسطنبول ويعد أيضا معقلًا لحزب العدالة والتنمية، إن قليجدار أوغلو "انفصالي" وربط بينه وبين مكان وجود قادة حزب العمال الكردستاني المحظور في جبال قنديل الذين وصفهم بـ"الإرهابيين". وينفى قليجدار أوغلو مثل هذه الاتهامات.

تعليق عبر الفيس بوك