أحمد مبارك غدير لـ"الرؤية": الأغنية العمانية على حافة الهاوية.. وعلى المسؤولين التدخل لإعادتها للصدارة

الرؤية- ناصر العبري

شارك الفنان أحمد بن مبارك غدير المشيخي في العديد من الأعمال الفنية التي كان لها التأثير الكبير على المجتمع العماني، موضحا أنه وزملاءه واكبوا مجريات النهضة العمانية التي اتسمت بالبهجة والبناء والعطاء والاهتمام بالمواطنين.

وأشار- في تصريحات لـ"الرؤية"- إلى أن الفنانين العمانيين ساهموا في مسيرة النهضة العمانية كل حسب اختصاصه، مضيفا: "كان لمن سبقني في الجانب الفني السبق في مساندة القوات المسلحة أثناء حربها في جبال ظفار، وكما يقال: الفن في خدمة المعركة، وكانت أهم الأغاني الوطنية الكبيرة التي كان لها الأثر الكبير على معنويات المقاتلين في ذلك الوقت، أغنية حاميها جيش عربي للفنان القدير مسلم بن علي، الذي كان صوت للنهضة".

وذكر المشيخي الذي ولد عام 1959 أن الأغاني الوطنية والعاطفية والاجتماعية كانت تلامس الواقع وتتماشى مع المعطيات الثقافية والاجتماعية في البلاد، متابعا: "كنت وزملائي نشكل خلية نحل في مواكبة هذه النهضة في الجانب الفني والجانب الثقافي والغنائي، والحمد لله قدمنا ما نستطيع أن نقدمه مثل كل الإخوة الذين برزوا كل في مجال اختصاصه".

وأكد الفنان أحمد مبارك غدير أن الأغنية العمانية مرت بمنعطفات تاريخية كبيرة من بداية 1970م وحتى الوقت الحاضر، لافتا إلى أنها كانت تبرز أحيانا وتخفت أحيانا نظرا للتقلبات الزمنية، مضيفا: "بلا شك الأغنية العمانية وصلت كما الأغنية الخليجية لكثير من البلدان ولها واقع جميل وكلمة ولحن جميل، وإرث كبير، إذ تستمد هذه الأغنية من الكنوز التاريخية والثقافية والفنية في سلطنة عمان، ومرت بمراحل المساندة والمواكبة ومن ثم التعريف بالمنجزات والوحدة الوطنية العمانية بين أبناء الوطن، ووصلت إلى مرحلة متقدمة ونافست الكثير من الأغاني الخليجية على الساحة الخليجية، وكان على رأس العطاء سفير الأغنية العمانية الفنان الراحل أبو هشام سالم بن علي  سعيد، وكذلك من الشعراء الجيدين والمعروفين الشاعر القدير علي عبدالله الصومالي، والآن أبو مسلم طارش قطن الذي ساهم بعلاقاته الشخصية في وصول الأغنية العمانية أو الكلمة العمانية إلى الكثير من الحناجر الخليجية التي تغنت بقصائده".

ويرى المشيخي أن الوقت الحالي يشهد ركودا في المجال الفني العماني بشكل خاص والخليجي بشكل عام، بسبب تأثير وسائل التكنولوجيا الحديثة وقلة عدد الشركات المنتجة بسبب ظهور منصات التواصل الاجتماعي، التي تحولت إلى منصات لانتشار الأغاني ورواجها، مبينا: "كنا نتمنى أن تكون للأغنية العمانية حظوة كبيرة بالرغم من الإمكانيات التي توفرت لها في فترة ما عبر تخصيص يوم في السنة لها متجسدا في مسابقة الأغنية العمانية التي أمر بتدشينها السلطان قابوس طيب الله ثراه، وكنا نأمل من خلال هذه المسابقات أن تبرز الكثير من المواهب الفنية وأن تستغلها لخلق جيل ثان وثالث على مستوى الفنانين في سلطنة عمان، ولكن لظروف ما لم نر لمسابقة الأغنية العمانية دورا بارزا أو تأثيرا مباشرا أو نتائج معينة نستذكرها من خلال هذه المسابقات أو مسابقة مهرجان الأغنية العمانية، وهذا كان القصد منه الأخذ بيد الفنان العماني ومساعدته للوصول إلى أماكن عالية".

ويشدد أحمد بن مبارك غدير على ضرورة تدخل الجهات المعنية للارتقاء بالأغنية العمانية التي تقف على حافة الهاوية- حسب وصفه- للإصلاح من شأنها وإعادتها من جديد إلى الصدارة والارتقاء بالأعمال الفنية، مشيرا: "وسائل الإعلام نسيت الفنانين العمانيين وكأننا غير موجودين، ولا أعرف هل السبب هو أنهم يريدون إتاحة المجال للأجيال الجديدة مثلا، ولو كان الأمر كذلك فنحن مستعدون لتسليم الراية لمن يستحقها، لكننا لم نر أي مبادرة للاستفادة من الفنانين أصحاب الخبرات والأخذ بيد الشباب، وأنا عن نفسي منذ عام 2019م أو 2020م لم أقدم أغنية وطنية واحدة للتلفزيون، ولم يطلب مني أغنية باستثناء أغنية عابرة قدمتها من ضمن الأغاني، ومع احترامي للأخوة في التلفزيون لم يقبلوها كأغنية مصورة وإنما قبلوها للإذاعة، وأطالب المسؤولين أن ينظروا لقيمة الفن وليس لعمر الفنان، فالفن عطاء وعطاء الفنانين لا ينقطع".

 

تعليق عبر الفيس بوك