نعم.. في بيتنا باحث عن عمل!

 

سالم بن نجيم البادي

 

توالت ردود الفعل على مقالي السابق "هل يوجد في بيتكم باحث عن عمل؟"، والإجابة كانت نعم، وتعليقات أخرى تفيد بكثرة الباحثين عن عمل، وهذا دليل على أن قضية الباحثين عن عمل صارت من القضايا المُهمة والعميقة والمزمنة، وتشغل بال شريحة عريضة من المُجتمع.

وتمثل قضية الباحثين عن عمل مشكلة لا ينبغي الاستهانة بها والتقليل من خطورتها، ويخشى أن تتفاقم في المستقبل ويصعب السيطرة عليها مع تزايد الخريجين من مؤسسات التعليم العالي داخل عمان ومن الخارج يضاف إليهم من حصلوا عن دبلوم التعليم العام ولم يوفقوا في الالتحاق بمؤسسات التعليم العالي. والقول إن مشكلة الباحثين عن عمل قد حُلت وإن أعدادًا كبيرة من الباحثين عن عمل قد تم توظيفهم، قد يزيد من استياء الناس في المجتمع، حين لا يلاحظون ذلك على أرض الواقع، وهم يشاهدون أبناءهم ومعارفهم وجيرانهم ما زالوا يبحثون عن مصدر رزق يجنبهم ذل الحاجة في زمن الغلاء وتعقيدات الحياة. نعم هناك توظيف وجهود حثيثة تُبذل، وهي جهود مقدرة لمحاولة حلحلة قضية توظيف الباحثين عن عمل في القطاعين العام والخاص.. لكن، هل هي كافية؟ وهل قضت على المشكلة؟!

من أراد معرفة أعداد الباحثين عن عمل عليه متابعة الإعلان عن الوظائف ثم الذهاب إلى مكان المقابلات أو إجراء الاختبارات لشغل وظيفة ما، ويحدث أن يعلن عن وظيفة واحدة المطلوب لشغلها شخص واحد فقط، لكن الذين يتقدمون لشغلها بالعشرات من الشباب إن لم نقل المئات، ويزدحم المكان ونشاهد سيماء الأمل والرجاء على تلك الوجوه الشابة، ثم قلق وانتظار النتيجة، هذه مأساة ومعاناة  الباحثين عن عمل.

وفي أحد معارض التوظيف والتدريب، كانت صور الشباب الذين حضروا ذلك المعرض والتي جرى تداولها في وسائل التواصل الاجتماعي، مُعبرة، وتغني عن الكلام. وقد أخبرني أحد الذين حضروا الاختبار لشغل إحدى الوظائف أنه قدر عدد الذين حضروا الاختبار بحوالي 300 شاب وشابة!

وحين نتحدث عن قضية الباحثين عن عمل، لا يعني أننا نبحث عن السلبيات ونضخمها، نعلم أن الإنجازات في بلدنا ضخمة والخير موجود ولدنيا الأمن والأمان والقيادة الحكيمة والحرية وجمال وتنوع الطبيعة والتضاريس، والثروات الواعدة بحياة كريمة لجميع الناس الذين يعيشون على أرض الوطن العزيز الغالي، والنعم التي نعيش فيها تستحق الشكر، وأن نحمد الله، ثم نرجع الفضل إلى أهله وإلى كل من ساهم في بناء عُمان الحديثة.

سيستمر الحديث عن القضايا التي تستحوذ على اهتمام الناس ومنها قضايا الشباب الذين ينتظرون الحصول على فرص العمل، وكذلك المُسرّحين، ولا نفقد  الأمل مع وجود الحكومة الرشيدة تحت القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- والتي تسعى لإيجاد حلول جذرية لكل المشاكل التي تؤرق الناس في المجتمع.