تدشين صندوق "غراس" الاستثماري تمهيدا لإدراجه ببورصة مسقط

مناقشة تعزيز الاستثمار واستعراض التجارب الدولية ضمن "الملتقى الوقفي الثاني"

 

الرؤية- فيصل السعدي

رعى معالي عبدالسلام بن محمد المرشدي رئيس جهاز الاستثمار العماني، أعمال الملتقى الوقفي الثاني الذي نظمته مؤسسة الإمام جابر بن زيد الوقفية وبالتعاون مع وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، بحضور وكلاء الأوقاف والمؤسسات الوقفية والمعنيين والمهتمين والأكاديميين والعاملين بالقطاع الوقفي.

وتحرص مؤسسة الإمام جابر بن زيد الوقفية على تعزيز الجانب المعرفي والتوعوي للقطاع الوقفي في سلطنة عُمان، إذ يركز الملتقى هذا العام على تعزيز الجانب الاستثماري في القطاع الوقفي من خلال إضافة مختصين وخبراء في المجال، كما تضمنت أعمال الملتقى استعراض التجارب الناجحة خارج السلطنة بحضور المعنيين من السعودية وباكستان وماليزيا.

وقال سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام لسلطنة عمان ورئيس مجلس إدارة مؤسسة الإمام جابر بن زيد الوقفية، في كلمة مسجلة له: "إن الوقف في الإسلام ‏مؤسسة لها دور عظيم فيما يتعلق بالقضايا الدينية والقضايا الحضارية، وهي مؤسسة لا تزال قائمة منذ عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام، وقد حض النبي صلوات الله وسلامه عليه على ذلك وتسارع أصحابه رضي الله عنهم إلى القيام بهذا المشروع الطيب؛ لأجل أن ينالوا خير الدنيا والآخرة، ولأجل أن ينالوا انتظام أمور دينهم ودنياهم في هذه الحياة، ومن أجل أن ينالوا الثواب العظيم بأجور هذه الصدقة الجارية، والوقف من الصدقات الجارية التي يجري ثوابها للإنسان بعد موته.

وأضاف سماحته: "قامت مؤسسة الإمام جابر بن زيد الوقفية بعقد الملتقى الوقفي الأول من أجل البحث في القضايا الوقفية وتداول الخبرات بين المؤسسات الوقفية في سلطنة عمان جميعا، وقد نجح ذلك الملتقى وآتى ثماره بمشيئة الله، وهنا يأتي ‏الملتقى الثاني لتتضاعف الخبرات وتتلاقح الأفكار من داخل البلاد ومن خارجها بمشيئة الله سبحانه وتعالى".

وأوضح سماحته: "تجربة مؤسسة الإمام جابر بن زيد الوقفية في العمل الجماعي مع الأفراد والمؤسسات الحكومية والخاصة خير شاهد على خيرية أبناء هذا البلد الطيب، فقد جبلتهم الفطرة على المسارعة والبذل للصالح العام، وعليه فإن المؤسسة مستمرة بعون الله في تقديم المبادرات التي ترتقي بالقطاع الخيري سواء ما تعلق منها بالدورات في فقه إدارة الأوقاف أو تطوير عملها المؤسسي أو غيرها من البرامج المختلفة، وفي ذات السياق يسر المؤسسة أن تبشر القطاع الوقفي بأنها في المراحل النهائية من الإعداد لإطلاق صندوق غراس وهو أول صندوق مدرج لاستثمار الأوقاف في سلطنة عمان".

من جهته، أشار راعي المناسبة معالي عبدالسلام بن محمد المرشدي رئيس جهاز الاستثمار العماني، إلى أهمية القطاع الوقفي الذي تطور بالتوازي مع تطور القطاع المالي والاستثماري بكافة أدواته، مبينا أن هذا المؤتمر تبرز أهميته في مواكبة الجوانب الاستثمارية الحديثة وحوكمتها والاستفادة من التجارب الخارجية.

وذكر سعادة الدكتور وائل الحراصي وكيل الأوقاف والشؤون الدينية، أن سلطنة عمان تشهد صحوة جديدة في المجال الوقفي بدأها سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي بإنشاء مؤسسة الإمام جابر بن زيد الوقفية، والتي تعد مؤسسة مجددة للوقف في سلطنة عُمان، بما تقوم به من جهود فاعلة.

وتابع: "خصصنا هذا العام ليكون عام الوقف، وبدأنا في عام الوقف باستثمار أموال الأوقاف  بإيرادات غير مسبوقة، ونسعى للنقاش اليوم مع أصحاب العلاقة عن واقع المنظومة الوقفية في السلطنة وتطبيق أحدث الأدوات التحليلية للخروج بتشخيص دقيق يعين على وضع استراتيجية محكمة وخارطة طريق واضحة لتحقيق رؤية عمان 2040".

وعلى هامش الملتقى، وقعت المؤسسة وشركة أوبار كابيتال للاستثمارات المالية؛ على التدشين المبدئي للصندوق الاستثماري الوقفي "غراس" الذي سجل رسميا في الهيئة العامة لسوق المال، تمهيدا لإدراجه في بورصة مسقط والإفصاح عن موعد الاكتتاب فيه، إذ يهدف الصندوق إلى تجسيد مبدأ الشراكة الوقفية وفتح المجال للأوقاف الأخرى للاستثمار والحصول على عوائد سنوية وتحقيق الاستدامة المالية للأصول الوقفية.

وتضمن الملتقى عقد عدد من الجلسات النقاشية حول: تجربة شركة أوقاف للاستثمار في الاستثمار الوقفي، تجارب وقفية محلية وإقليمية من جمهورية باكستان الإسلامية ودولة ماليزيا، التخطيط في الاستثمار الوقفي الصناديق الوقفية الاستثمارية.. صندوق غراس نموذجا، إدارة الاستثمار في المؤسسات الوقفية.

تعليق عبر الفيس بوك