يوم في حياة شعب

 

أحمد بن خلفان الزعابي

zaabi2006@hotmail.com

 

منذ فجر التاريخ تحتفل الأمم والشعوب بأيام ارتبطت لديها بأحداث عظيمة كان لها تأثير عميق في مجرى حياة هذه الشعوب ومسارات الأمم، ويأتي الثامن عشر من نوفمبر من كل عام لنحتفل في سلطنة عُمان بأغلى المناسبات؛ وهي العيد الوطني المجيد أعاده الله تعالى على مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المُعظم- أيده الله- وعلى شعب بلادنا الوفي بالخير واليُمن والبركات ومزيدًا من النجاح والإنجازات.

والاحتفال بهذه المناسبة لا يقتصرُ على العُمانيين فحسب بل يشاركنا أيضًا المقيمون في إحياء الأيام النوفمبرية بفعاليات احتفالية تنشر البهجة في مختلف أرجاء الوطن.

الثامن عشر من نوفمبر هو ليس يومًا عاديًا بالنسبة لنا فهو يُذكرنا بشخصية القائد الباني المغفور له بإذن الله تعالى السلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- ويُذكرنا أيضًا برجالٍ مُخلصين نذروا أنفسهم لخدمة البلاد والسلطان وقدموا الكثير لهذا الوطن وضحوا بأنفسهم وحياتهم لأجل الوطن ومنهم من استشهد وسالت دِماؤهُ الطاهرة على هذه الأرض الطيبة في محافظة ظفار الشامخة، وكل ذلك للمحافظة على وحدة تراب الوطن وأمن واستقرار الشعب العُماني.

52 عامًا مضت على نهضة بلادنا الغالية تشهد على مساهمة الآباء في مسيرة البناء لبنة لبنة خطوة بخطوة حتى أضحت بلادنا في مصاف الدول المتقدمة المنفتحة المتطورة على المستوى الدولي، لذلك فنحن لابد لنا من تذكر مآثر الأجداد والآباءِ وما كانت عليه بلادنا قبل عام 1970 وماذا أصبحت بعد ذلك بجهود رجال عُمان الأوفياء وتوجيهات قائد مُلهم أفنى حياته لخدمة بلده وشعبه وقدَّم الكثير لأجل هذا الوطن.

الثامن عشر من نوفمبر هي مناسبة وطنية ليست فقط لأجل الاحتفال فحسب وإنما لتجديد العهد والولاء لسلطان البلاد قائد مسيرتنا المظفرة في العهد السعيد، وتجديد الولاء والعرفان لا يأتي بالشعارات فقط بل يحتاج إلى العمل الجاد والإخلاص لله وللوطن وللسلطان، وإخلاص الجندي في الميدان والعامل في المصنع والموظف والطبيب والمهندس والطيار كل في مجاله، وإخلاص التاجر في تجارته والمزارع في حقله والصياد في مهنته، يُعتبر جانبا من جوانب رد الجميل لهذا الوطن وقائده المفدى، والإخلاص له أوجه عديدة لا تقتصرُ على القيام بواجبات وظيفة أو تأدية عمل أو سلوك مرتبط مهنة محددة إنما يمتد ليشمل مختلف مجالات الحياة فالأوطان لا تُبنى إلا بسواعد أبنائها.

الثامن عشر من نوفمبر عيدنا الوطني ويوم من أيام عُمان الخالدة وهي تمثل مناسبة عزيزة على قلب كل عُماني وعُمانية، وهو يوم في حياة شعب يتطلع لتقديم المزيد وفاءً لهذا الوطن ولأجل الارتقاء به لأعلى المراتب بين الأمم، وكل عام وأنتم بخير.