أحمد بن خلفان الزعابي
مع تزاحم تطبيقات الهواتف الذكية ومنصات التواصل الاجتماعي التي أثرت على الأشخاص وأصبحت نافذتهم على العالم من حولهم تبرز مسابقة ولايتي تقرأ كمسابقة تأتي لتُسهم في إعادة التوازن وتعيد للكتاب مكانته.
وفي الوقت الذي تمسكُ فيه الأيادي بالهواتف المحمولة وتتحرك الأنامل على الشاشات لتصّفح أخبار العالم تطل علينا هذه المسابقة في نسختها الثانية لهذا العام 2025م، وهي من تنظيم فريق باقون وللحلم بقية بولاية صحم وبدعم من مكتب محافظ شمال الباطنة وبرعاية من شركات القطاع الخاص، هذه المسابقة التي تأتي ضمن مناشط صيفنا إبداع وريادة 2025م، بمحافظة شمال الباطنة تغطي في هذه النسخة ولايات صحم والخابورة والسويق وهي موجهة للناشئة من عمر 13 حتى 17 سنة.
اشترك في هذه النسخة عدد 143 متسابقاً من فئة الذكور والإناث توزعوا على مجموعتين، ودارت بينهم جولات من التنافس والتصفيات إلى أن اعتلى منصة التتويج عدد 14 متسابقة تم تكريمهن في حفل بهيج مساء الثلاثاء في الثاني من سبتمبر 2025م، وهذا في الحقيقة مؤشر يؤكد على اهتمام الإناث بالقراءة بشكل أكبر من الذكور، وعلى أولياء الأمور والمؤسسات التعليمية التوقف عند هذا المؤشر وعليهم مناقشة أساب عدم بلوغ أي من الذكور منصة التتويج، وعليهم تشجيع الذكور بضرورة الاهتمام والمداومة على القراءة ويبقى دائمًا التفوق لمن يعطي أكثر ويستغل وقته الاستغلال الأمثل ويهتم ويركز على تحقيق أهدافه، وهذا في الحقيقة ما قامت به الإناث خلال هذه النسخة من المسابقة، ونبارك لهن هذا التفوق والإنجاز المستحق.
تُسهم هذه المسابقة في إعادة المكانة للكتاب كأحد أهم مصادر العلم والثقافة، وهي فرصة كبيرة لأولياء الأمور للاهتمام بالناشئة؛ حيث إن التفات الأبناء للكتاب وتعويد أنفسهم على المواظبة على القراءة أفضل بكثير عن تصفح شاشات الهواتف الذكية وتبديد الوقت على سفاسف الأمور عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث إن الكتاب يحظى بمكانة عالية عبر الزمن، ومن يمتلك المعرفة يمكنه التفوق على من سواه، ويعتبر الكتاب من أغزر مصادر المعرفة، لذلك من الضروري قيام أولياء الأمور بتشجيع الأبناء على القراءة وتحفيزهم لمواصلة المشوار حتى تصبح القراءة لديهم عادة لا تقتصر على مذاكرة الدروس بل تستمر لأن العلم والمعرفة يُحصّنان الناشئة كي لا يلتفتوا للأفكار الضالة وذلك لأن القراءة تفسح المجال أمامهم للتفريق بين الصالح والطالح وتكشف لهم الحقائق.
وأبعثُ من خلال هذا المقال أيضًا رسالة للمؤسسات التعليمية بضرورة تبنّي مثل هذه المسابقات التي تُساهم في تشجيع الطلبة على الاهتمام بالقراءة حيث إنها بكل تأكيد تساهم أيضًا في ارتفاع معدلات التحصيل الدراسي وترفع كذلك من مستوى ثقافة الطلبة منذ نعومة أظافرهم، ورسالتي الأخرى لشركات القطاع الخاص التي لديها موازنات خاصة بالمسؤولية الاجتماعية على ضرورة الاهتمام بمثل هذه المسابقات ودعمها بهدف تطويرها وتوسيعها واستدامتها لما لها من إيجابيات تعود على الناشئة والشباب بشكل خاص ومختلف شرائح المجتمع بشكل عام.
مسابقة ولايتي تقرأ التي أطلقها فريق باقون وللحلم بقية بولاية صحم بدأت لتستمر؛ فهي بمثابة مشروع وطني يُسهم في بناء جيل واعٍ يُحلّل يُفكر يُبدع ويمتلك كافة أساب المعرفة مُمكّن بمختلف المهارات والعلوم، جيل يفكر ثم يتكلم وإذا تكلم ينطق بمستوى عالٍ من المعرفة والثقافة، لذلك على الجميع أفردًا ومؤسسات دعم هذه المسابقة لنُسهم جميعًا في تطويرها واستمرارها.