سارة بنت علي البريكية
عندما كان كلٌ منَّا منشغلاً بتطوير نفسه وذاته وقدراته كان المكرم حاتم بن حمد الطائي شغوفًا بالقراءة والاطلاع والمعرفة، وكنت أرى في عينيه طموحًا لم ألحظه سابقًا، وكانت الساعة تشير إلى وقت الأخبار؛ فكان مرسوم سامٍ بأن يكون أحد رجال الدولة المكرمين وكان في يوم لا يشبه هذا الزمان ولا المكان، ففرحت فرحًا شديدًا ورفعت هاتفي مُهنئة إياه على الخبر السعيد.
ولما كان المكرم حاتم الطائي يُعطي وينجز ويُحقق كنا نكتب على طاولة الدراسة اسم الطموح، وكان طموحنا أن نصل إلى بر الأمان وننهي المرحلة الدراسية التي كنَّا بها ونتفوق، ولكن الذي حدث أننا اجتهدنا وسعينا وكل منَّا سعى في مجاله فنجح من نجح ووصل من وصل، أما حاتم كان شجاعا يكرم الضيف وكريما بطبعه وكانت المبادرات تنطلق الواحدة تلو الأخرى؛ حيث إنه لم يهتم بالجانب الاقتصادي فحسب إنما اهتم بالجانب الإنساني والفني والأدبي والثقافي وأقام عدة مبادرات من شأنها تسليط الضوء على الكاتب والمؤلف والفنان وصاحب الموهبة فكان خير حاضن وخير أبٍ.
ما زال المكرم حاتم الطائي كريمًا كما عهدناه، فقد احتفل قبل أيام بتكريم المرأة العمانية في يومها واهتم بذلك جيدًا، ووضع نصب عينيه هدف أن تجتمع القامات النسائية المعطاءة كل واحدة في مجالها؛ فكان للشاعرة وللكاتبة وللمبتكرة ولرائدة الأعمال وللرسامة وللاقتصادية وللإعلامية مكان في التكريم، فقد رسم وأنجز وأعطى ووهب وأدخل سرورًا في ليلة عمانية بهية تحتفي بإنجازات المرأة العمانية وتكرمها وتكون لها حافزا فالذي يكرم المجيدات يستحق التكريم.
عندما بدأت في الكتابة في جريدة الرؤية كنت ومازالت أسبحُ بين بحور الشعر وكانت بدايتي في كتابة المقالات وتوثيقها من جريدة الرؤية لكنني لم أكن مجتهدة كما أنا الآن؛ حيث إنني وبعد مرحلة ما، علمتُ أن الذي يستمر يصل والذي يناضل ويجاهد ويتعب ويسهر يقف شامخًا، والذي يقف بعيدًا ينظر للمشهد وحسب لن يكون له مكان في الصورة الجماعية، لذا كان من الواجب أن أتقدم في رحلة الكتابة وبتشجيع ودعم من صاحب المبادرات المستمر. كنت هنا وبقيت هنا بينكم تقرأون جديدي وما يجول في مخيلتي وأترجمه إلى كلمات تأتيكم على هيئة مقال فكان "قناديل" عمودي الأسبوعي كما اسميته منذ بداية مرحلة الكتابة بالجريدة، وقبل سنوات طوال مضت، عشر سنوات على ذلك، وكان لي أن أشكر من وقف بجانبي وشجعني فقد مرت أيام وشهور وأنا لا أكتب وكان دائمًا ومرارًا يشد عليّ كي لا أتوقف عن الكتابة؛ فشكرا أستاذي العزيز الرجل الذي كان له بصمة واضحة في عالم الصحافة والكتابة والاقتصاد، رجل نظم المؤتمرات والمبادرات وكان دومًا في الحدث ولم يكتفِ برسم الطموح وإنما صاغه أمامنا وكنّا جزءًا منه.
إنَّ منظومة العطاء المتكاملة في أي بيت أو أي بيئة عمل تحتاج لقائد عظيم يقود دفة السفينة ويكتب لنا إنجازًا تلو الإنجاز وعطاءً تلو العطاء، وجمالًا وبهاءً وصفاءً.
ولكي نبدع ونكون ضمن قائمة المبدعين والمؤثرين في منصات العمل، علينا أن نقتدي بالقائد ونقف جنبًا إلى جنب مكملين لبعضنا البعض شامخين بعطاءاتنا مفتخرين بما وصلنا إليه.
وما كان لي في هذه السانحة إلا أن أشكر المكرم حاتم بن حمد الطائي على الرسمة الجميلة التي رسمها وأنجزها وأتمها على خير تمام؛ فكانت جريدة الرؤية رمز العطاء وأيقونة الجمال والمتميزة دائمًا، والتي كانت وما زالت في المقدمة.. فشكرًا جزيلًا لشخصك الكريم على ما تقدمه لخدمة الثقافة والاقتصاد والمبادرات والإنجازات، ونحن دائمًا فخورون بك فدمت رمزًا للعطاء.