وتبقى الأرض بلادي عُمان

 

خليفة بن عبيد المشايخي

khalifaalmashayiki@gmail.com

 

تغفو الأنفس مستريحة وهي مليئة بذاك الكم الهائل من الارتياح والسعادة والطمأنينة، تشرق عليها شمس كل يوم ولا تحمل معها إلا كل خير، فلا ضجر هناك ولا ضيق هنا، لا خوف من ذاك المكان ولا هلع من غيره، تبدو الأمكنة يسكنها الهدوء ويلفها طمأنينة، فالناس بأرضي مشغولون كل بنفسه، لا دبابات مزمجرة يرونها تقطع شوارعهم، ولا مدافع تقصف مواقعهم، ولا صواريخ تصوب نحو منازلهم، ينامون ملء عيونهم، ويلتحفون أمانا بحجم صنوفهم وأعدادهم بل يزيد من ذلك، فربي لك الحمد على هذه النعمة.

والدي- أبقاه الله وأطال في عمره- في عمر فوق المئة سنة؛ إذ إنه عاصر فترات حالكة، وعاش أوقاتًا مظلمة، وعندما كان يصف لنا وضعهم ما قبل النهضة المباركة، كنَّا نستغرب ونندهش من بسالتهم وشجاعتهم وقوتهم وتأقلمهم على ذاك الوضع والمعيشة التي مرَّت بحلوها ومرها. حتى جاء السلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- وأعلن عزمه على العمل بأسرع ما يُمكن ليغيِّر الظلام الدامس الذي كان يُخيم عليهم آنذاك. وحينما كان يصف الأحداث ويروي قصص الحياة التي كانوا جزءًا منها وطرفًا فيها، كنَّا نرى تلك الصور وكأنها ماثلة أمامنا، فيهلل بالشكر، ويثني بالفضل.. والآن يقول حفظ الله عمان وأهلها، وجلالة السلطان هيثم المعظم، وتغمد الله فقيدنا أعز الرجال وأنقاهم برحمته.

حقيقة أريد أن أسجل كلمة شكر فيما يتعلق بالمكرمة السامية للطلاب أصحاب الدخل المحدود الذين صاروا يُصرف لهم وجبة مجانية في المدارس، تعادل 500 بيسة، وهذا شيء جيد وممتاز؛ إذ إن عبئًا كبيرًا وهمًّا أكبر كان يجثم على صدور الكثير من أولياء الأمور المعسرين والفقراء وغير المقتدرين على إعطاء أبنائهم مصروفًا يوميًا قدره 500 بيسة، فقديمًا كان هذا المبلغ جيدا بالنسبة للطالب ويمكّنه من شراء عدد من أصناف الطعام والشراب كالعصائر والألبان وغير ذلك، أما اليوم فبالكاد يحصل الطالب على وجبة خفيفة.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة