النفايات الضائعة بين "بيئة" والبلدية!!

 

علي بن سالم الراشدي

 

بدأت شركة بيئة نشاطها في إدارة ومُعالجة النفايات في مسقط قبل 12 سنة تقريبًا بنشاط ملحوظ وأسلوب مميز في التخلص من النفايات، من خلال شبكة شاحنات جديدة وصناديق حديثة لتجميع النفايات لتبدأ بعدها في الانتشار بمختلف مناطق السلطنة لتغطيها بالكامل.

كانت البداية رائعة ولكن مع مرور السنوات بدأ حماس الشركة في التلاشي؛ لتظهر مشاكل تجمع النفايات في بعض المواقع واضحة للعيان، ولتحوِّل جمال مسقط والمدن العُمانية المشهود لها بذلك، إلى مناظر بعيدة عن ما اعتادت العين أن تراه في تفاصيل هذه المدن. وتعمل الشركة الحكومية المقفلة من خلال إسناد أعمال النظافة إلى شركات تتبع القطاع الخاص وذلك لنقل النفايات وإدارتها عبر مرادم هندسية حديثة تراعي الجانب البيئي، وذلك ضمن حزم تغطي أرجاء البلاد.

وبعيدًا عن العقود الموقّعة والكمية المتفق على التخلص منها يوميًا مع الشركات والتي تُلزم الشركة بالتخلص من النفايات الموجودة في الصناديق وما حولها بمسافة عشرين مترًا فقط والتي ربما تكون أحد الأسباب في زيادة الضغط عليها، أضف إليه تصرفات البعض في التخلص من النفايات برميها في أماكن خارج الصناديق وكلها تزيد الحمل وربما تكون السبب الرئيس في التراجع... بعيدًا عن كل ذلك، فإن الأمر يحتاج إلى وقفة جادة من جهات الاختصاص لمعالجة هذا الملف الذي يزداد تعمقًا يوميًا، ويشهد على ذلك الملاحظات التي ترد إلى الشركة عن تكدس النفايات في عدة مواقع تثبتها صور حية توضح ذلك.

ولعل أقرب الحلول واقعية ونجاعة ومردودًا اقتصاديًا على البلاد هو إعادة هيكلة هذا القطاع وتقسيمه إلى نطاقين الأول يتعلق بجمع النفايات؛ حيث يعاد مرة أخرى إلى البلديات من خلال شراء معدات وتوظيف عددٍ كاف من العمال لجمع النفايات من كافة أماكن تواجدها دون التقيد بمسافة محددة عن الصناديق، وتعيين سائقين للشاحنات، الأمر الذي من شأنه أن يُوفِّر ملايين الريالات يمكن إعادة صرفها على أنشطة البلدية المتعددة لتطوير المدن والقرى، ويمكن في مرحلة لاحقة تأسيس شركات مقفلة في كل محافظة تتولى هذا الجانب لتستفيد من ملايين الريالات سنويًا تحول إلى تطوير البنى التحتية بالولايات.

النطاق الثاني هو إدارة المرادم الهندسية والتدوير ومعالجة النفايات الطبية والكميائية الخطيرة وكذلك العقود مع الشركات والمؤسسات، ويظل هذا القطاع بيد شركة بيئة ويمكن أن توظف مجموعة من الشباب العمانيين في هذا المجال من خلال الإدارة المباشرة.

المشهد الحالي لتعبثر وتكوُّم النفايات يجب أن يتوقف وأن تكون هناك وقفة لوقف مشاهد نتمنى أن لا نراها في عُمان المتميزة دائما بجمال مدنها وقراها خاصة مسقط العاصمة، والتي نأمل أن تتحول إلى الإدارة الذكية في التخلص من النفايات عبر استخدام الصناديق المخفية تحت الأرض والتوقف عن استخدام الصناديق السوداء.

فهل سنرى حلًا قريبًا لهذا الملف؟ نأمل ذلك!

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة