إيران: "استحالة" تنفيذ المطالب "المُفرطة" من وكالة الطاقة الذرية

طهران- الوكالات

نقلت وكالة تسنيم الإيرانية شبه الرسمية عن المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية قوله إن طهران لن تقبل المطالب "المفرطة" للوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة.

وبعد محادثات غير مباشرة استمرت شهورا، تكافح طهران وواشنطن لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015. ونقطة الخلاف الرئيسية هي إصرار طهران على إغلاق وكالة الطاقة الذرية تحقيقاتها فيما يتعلق بآثار يورانيوم عُثر عليها في ثلاثة مواقع غير معلنة قبل إحياء الاتفاق النووي. ونقلت وكالة تسنيم عن بهروز كمالوندي قوله "نعتبر مطالب الوكالة الدولية مفرطة لأن تنفيذها مستحيل بسبب العقوبات. إذا رفعوا العقوبات، فإن إيران سترد بالمثل". ولم يتضح ما إذا كان كمالوندي يشير إلى تحقيقات الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وبحسب وكالة رويترز، أظهر تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية اطلعت عليه الوكالة، أن إيران تمضي قدما في تحديث برنامجها المتقدم لتخصيب اليورانيوم حتى في الوقت الذي ينتظر فيه الغرب رد طهران على مساعي إنقاذ اتفاقها النووي المبرم عام 2015. وقال التقرير إن إيران بدأت تخصيب اليورانيوم باستخدام واحدة من ثلاث مجموعات من أجهزة الطرد المركزي المتطورة (آي.آر-6) التي ركبتها طهران في الآونة الأخيرة في محطة التخصيب تحت الأرض في نطنز. ويقول دبلوماسيون إن (آي.آر-6) هو أكثر طرز إيران من أجهزة الطرد المركزي تطورا وأكفأ كثيرا من الجيل الأول من (آي.آر-1)، وهو الطراز الوحيد الذي يسمح الاتفاق لإيران باستخدامه في التخصيب.

وتستخدم إيران منذ أكثر من عام أجهزة الطرد المركزي من طراز (آي.آر-6) لتخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60 في المئة، القريبة من درجة النقاء اللازمة لصنع أسلحة، في محطة فوق سطح الأرض في نطنز.

ووسعت إيران في الآونة الأخيرة مستوى تخصيبها لليورانيوم باستخدام أجهزة (آي.آر-6) في مواقع أخرى. وفي الشهر الماضي بدأت سلسلة ثانية من (آي.آر-6)، في موقع فوردو الموجود داخل جبل، تخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 20 في المئة.

وتتجه إيران والولايات المتحدة على ما يبدو نحو التوافق بشأن إحياء اتفاق 2015 الذي فرض قيودا على أنشطة طهران النووية مقابل رفع العقوبات عنها. وانهار هذا الاتفاق بعد أن دفع انسحاب الولايات المتحدة في 2018 إيران إلى خرق تلك القيود واحدا تلو الآخر.

وبعد محادثات غير مباشرة استمرت أكثر من عام قالت إيران إنها سترد قريبا على أحدث التعليقات الأمريكية بشأن نص يعد حلا وسطا قدمه الاتحاد الأوروبي، الذي ينسق المحادثات. وسيشمل الاتفاق التراجع عن الكثير من أعمال التخصيب التي كانت تقوم بها إيران ووضع حدا أقصى للتخصيب عند درجة نقاء 3.67 في المئة.

ولكن تركيبها لأجهزة متطورة في مواقع تحت الأرض مثل نطنز وفوردو يمكن أن يكون إشارة لأي قوة قد ترغب في مهاجمتها في حالة عدم التوصل لاتفاق، لأنه من غير الواضح ما إذا كانت الضربات الجوية على تلك المواقع ستكون فعالة. وتشعر الدول الغربية بقلق من اتجاه إيران نحو امتلاك القدرة على صنع قنابل نووية. وتنفي إيران أي نية من هذا القبيل.

تعليق عبر الفيس بوك