عيد بلا كورونا!

علي بن بدر البوسعيدي

لله الحمد والمنة أن وطننا الغالي عُمان قد نجح في تجاوز جائحة كورونا، وحتى إن كان الخطر ما زال قائمًا، لكن في ظل تطعيم كل الفئات المستهدفة باللقاح المضاد للوباء، باتت عمان في وضع آمن من هذا المرض، وقد شاهدنا جمعياً أنه حتى في حالة زيادة أعداد الحالات لذروة جديدة قبل أشهر- لكن مع وجود التحصين المجتمعي- اتسمت الإصابات بأعراض خفيفة، وكذلك لم تستقبل المسشفيات إلا نسبا قليلة من المرضى سواء في غرف التنويم أو الرعاية المركزة.

وقد جاء شهر رمضان الكريم بنفحاته الروحانية وأيامه الكريمة، وعدنا إلى الصلوات الخمسة في المساجد والجوامع، وكذلك عادت صلاة التراويح والتهجد في الجماعة، في خطوة أكدت أننا بتنا في منطقة آمنة من خطر هذا الفيروس. لكن المجتمع فوجئ للغاية بالقرارات الجديدة التي أصدرتها اللجنة العليا المكلفة ببحث آلية التعامل مع التطورات الناتجة عن انتشار فيروس كورونا، والتي تضمنت عدم السماح للأطفال بأداء صلاة العيد، وهذا أمر غريب ومُدهش، فعادة صلاة العيد تؤدى في الساحات المفتوحة في الهواء الطلق، أي أنَّ خطر العدوى يظل محدودًا بإذن الله، خاصة إذا ما وضعنا في الاعتبار القرار الآخر القاضي باستمرار وضع الكمامات على الوجه وتحقيق التباعد الاجتماعي حتى في صلوات الجماعة وصلاة العيد.

هذه الإجراءات مفهومة في أوقات الازدحام الشديد أو في فترات ذروة الوباء، لكن المؤشرات توضح بجلاء أن منحنى الإصابات متراجع كثيرًا، والأرقام مبشرة للغاية وتوحي بانقشاع هذه الغمة عنَّا، بعد أكثر من سنتين من المعاناة النفسية والمادية، وما تسببت فيه الجائحة من خسائر بشرية واقتصادية.

لا أحد ينكر الجهود المقدرة التي بذلتها اللجنة العليا طيلة الفترات الماضية، والقرارات الحكيمة التي اتخذتها سابقًا، لكن في حقيقة الأمر لا يجب أن نبالغ في أية قرارات جديدة. كنَّا نأمل أن يعود أطفالنا إلى المساجد وخصوصا في صلالة العيد، التي لا تأتي سوى مرتين في العام، وهناك جيل كامل من الأطفال عمره الآن بين 6 و8 سنوات لا يعرف كيف تؤدى صلاة العيد، ولم يشعر بفرحة هذه الصلاة ولم يعلب مع أقرانه بعد صلاة العيد، إنها فرحة غير مكتملة!

كلنا أمل أن يكون عيد الفطر سعيدًا على الجميع، لكنه كان سيكون أكثر سعادة لو أننا تخلصنا من كل القيود وألا نعود إليها مجددًا، فقد ضاق الناس من ارتداء الكمامات، وعانوا من الضوابط المشددة في المناسبات، فمتى تنقشع هذه الإجراءات تمامًا عنَّا؟!

وفي الختام.. أتقدم بالشكر الجزيل لكل الذين يتفانون في أداء عملهم باللجنة العُليا، والأطقم الطبية، والعاملين في الصفوف الأولى لمواجهة الجائحة، ونحمد الله على ما وصلنا إليه من نتائج إيجابية عكست الالتزام المجتمعي وبرهنت على وعي الناس بأهمية الحفاظ على الصحة.. وكل عام وأنتم بخير وعيد فطر سعيد على الجميع.