نظرة من الداخل

 

علي بن حمد المسلمي

ali-almuslmi@moe.om

المُجتمع المدرسي مجتمع صغير من مجتمع كبير، يمثل أنموذجاً مجتمعياً فريداً، يضم بين أطيافه مكونات المجتمع؛ ليشكل نسيجاً واحداً في وقت معلوم وزمن مخصوص.

هذا المُجتمع يضم بين جنباته فئات متعددة، ومتنوعة، ومختلفة، والاختلاف بين هذه الفئات من سنن الله الكونية، فهناك الطلبة الأصحاء، وغير الأصحاء، وهناك من يُعانون من صعوبات في التعلم، ومن لديهم إعاقات عقلية، وسمعية، وبصرية، وجسدية، وآخرون ميسورون، ومعسرون، وأيتام فقدوا عائلاتهم، وكذلك موهوبون، ومتفوقون.

ومعايشة واقع المجتمع المدرسي من الداخل، ومقابلة المختصين في الميدان التربوي في هذه المدارس، تتكشف له هذه الفئات، ويدرك أنَّ المدرسة  في تحد كبير في كيفية توفير الرعاية لهم، وتلبية رغبتهم، واحتياجاتهم لكل فئة من هذه الفئات في ظل تحديات وواقع التعليم المدرسي. ومن أبرز التحديات التي تواجه بعض المدارس، طلاب الدمج ذوي الإعاقات العقلية، والسمعية، ودمجهم في الفصول الدراسية مع الطلبة في مواد المهارات الفردية، ولا سيما أن بعض الطلبة أعمارهم الزمنية أكبر من الحلقة الدراسية التي يتواجدون فيها رغم صغر عمرهم العقلي.

ومن الصعوبات التي تُواجه المدرسة أيضًا، الطلبة الذين يعانون من صعوبات في التعلم؛ حيث لا يوجد في الحلقة الثانية وخاصة مدارس الذكور، معلم لهذه الفئة مما يشكل أزمة داخلية تعيق تعلمهم وتحول دون رعايتهم وتقديم ما ينبغي تقديمه لهم من جميع النواحي التعليمية، والتربوية، والنفسية، والصحية، والاجتماعية، والرياضية.  وأيضاً من ضمن المعوقات التي تواجهها المدرسة، الطلبة ذوي الأمراض المزمنة الذين يحتاجون إلى الرعاية الطبية المستمرة من قبل اختصاصيين يقدمون العون والمساعدات لهم.

وهناك الطلبة الذين يعانون من ظروف اقتصادية، واجتماعية مثل الطلبة المعسرين الذين هم بحاجة إلى يد حانية تعطف عليهم لتوصلهم إلى بر الأمان من أجل مستقبل أفضل لهم ولأسرهم.

وفي هذا الصدد، لا ننكر جهود المدارس، ومجالس أولياء الأمور، وبعض مؤسسات المجتمع المحلي العام، والخاص، ووزارة التربية والتعليم في هذا الجانب ولكن بحاجة إلى تجويد العمل في هذا المضمار، ومساندة المجتمع ككل، والقطاع الخاص من جهة أخرى للمدارس من أجل تقديم الرعاية المعنوية، والمادية لها؛ حتى يتسنى للمدرسة من تحقيق الأهداف المنشودة، والمرجوة منها، والوقوف معها جنبًا إلى جنب.

وهذا لا يتأتى إلا من خلال تذليل العقبات التي تواجه المدرسة، وإيجاد الحلول الرصينة التي تؤدي إلى حلحلة الواقع، وسبر أغواره من أجل هذه الفئات التي تشكل جزءاً من المجتمع النابض بالحيوية، والديمومة، والتطور.

وفي ظل النهضة المتجددة اليوم بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- وفي ضوء إعطاء الصلاحيات للمحافظين في مختلف محافظات السلطنة نقترح إنشاء صندوق في كل محافظة لتمويل التعليم المحلي يكون تحت إدارة المحافظ، وبإشراف من وزارة التربية والتعليم لمساندة المدارس لدعم هذه الفئات، واقتراح بدائل لهم من أجل تجويد العمل وتطويره.

تعليق عبر الفيس بوك