حادثة الطفل ريان تكذِّب "الإسلاموفوبيا"

 

ناجي بن جمعة بن سالم البلوشي

من كان يظن أنَّ إحدى مدن المغرب العربي ستحتضن حادثة أليمة تزعج وتؤرق مضاجع كل إنسان به شيء من سمات الرحمة، ومن أثرها يقوم كل إنسان في الوطن العربي وكل بلاد المسلمين كافة حتى تصل إلى كل العالم الإنساني قاطبة.

نعم.. احتضنت المملكة المغربية وهي  البلد الأقرب جغرافيا إلى القارة العجوز ذلك الحدث الأليم الذي بوقوعه حرك مشاعر العالم الإنساني بكل آيديولوجياته، لكن هناك شيئاً ما ربما لم يلتفت إليه كل الناس خاصة غير المسلمين منهم فاللافت في مشهد هذه الحادثة المؤلمة حضور المسلمين بكل معاني الإسلام الحقيقي وأصوله، لأقدره هنا بأنه الحضور الأمثل والموقف الأهم فقد جمعتهم حادثة المرحوم ريان بإظهار ما في مكنونات الإنسان المسلم من عاطفة الحب والألم والإحساس والإيثار للغير وبكل معاني الإنسانية التي تنادي بها كل دول العالم، أظهروها هذه المرة كما تعلموها وغرسها دينهم في نفوسهم واعتقاداتهم النقية فابتهلوا وتضرعوا للبارئ اللطيف بكل أنواع الابتهال والتضرع والدعاء لتخفيف الكرب عن المرحوم ومساعدته وعونه في مصيبته ومؤانسة وحشته وتوفيق المختصين في نجاح مهمتهم.

جميعهم كانت قلوبهم ومشاعرهم وألسنتهم تلهج بالدعاء في نفس الموقف لا فرق بين الرئيس منهم والمرؤوس والعالم أو الجاهل والمتدين أو غير المتدين ..إلخ، فقد اجتمعوا على فحوى رسالة كانت واضحة وضوح الشمس لكل ذي بصر وبصيرة بأن المسلمين ليسوا أهل حب وشغف بإراقة الدماء أو هم من مصاصيها ولا هم قتلة الأطفال أو مرملي النساء ومُيتمي الأطفال، بل هم أهل العاطفة الساخبة السخية والحب الأمثل والتسامح الأوسع، يؤلمهم صياح الرضع والأطفال وبكاء الوالدين أو تنهداتهم في كل دول العالم وفي كل ميادين الإنسانية، فتعاطفوا بوجدانات حواسهم وبكل ما يملكونه من أحاسيس إنسانية وقدموها على أنواع مشكلة من التضحيات والحب.

هكذا هم المسلمون بطبيعتهم الحقة ولا يزالون عليها إلى أن تقوم الساعة لا يضرهم ما يروج عنهم بمصطلح الإسلاموفوبيا المضلل، فمثل هذه الحادثة تضع كل ذي عقل في حيرة من أمره وحكمه على المسلمين ونتمنى منه أن يتوجه إلى سبيل مراجعة حكم الانسياق وراء كل ضلالة ومصطلح فتوجب عليه نفسه بعد مثل هذه الحادثة التحقق مما يحدث في الواقع من المسلمين وما هو مروج عنهم ليصل بعدها إلى قرار التفكر في التهذيب الأخلاقي لدى المسلمين وكيف دلهم دينهم إلى كل معاني الإنسانية تجاه الإنسان الآخر وتكريمه والإحساس به والتعاطف معه.