الأديبة والمحامية تتحدث لـ"الرؤية" عن مشروعها الفكري

عائشة الحامدية: "بنت الجبل" وصف إنساني لتجربة واقعية.. و"زهرة الحبن" سرد للحب الصادق

الرؤية- سعيد الهنداسي

اختارت الأديبة والمحامية عائشة بنت حسن الحامدية شق طريقها الأدبي في الكتابة السردية، وتحديدًا في مجال الرواية؛ إذ صدرت لها رواية "بنت الجبل" في ثلاثة أجزاء، عبرت من خلالها عن حياة واقعية، واتسمت هذه الرواية بالارتكاز على أساس اجتماعي بحت من خلالها جيشت الكاتبة عاطفة الحنين ومشاعر منسية للطفلة عائشة والتي رحلت عن مسقط رأسها (قرية الخد).

الكاتبة عائشة الحامدية اثناء توقيع الاصدار.jpg
 

الحامدية تحدثت إلى "الرؤية"، حول "العشق الكبير للكتابة"، وقالت: "الكتابة بالنسبة لي متنفس لما يختلج في داخلي، فالقلم والورق من أعز الأصدقاء، والكتابة هي الأداة التي أستطيع من خلالها مساعدة الناس وهي القصة الهادفة والفكرة الجديدة التي يستفيد منها الناس؛ وذلك لأن الكلمة الطيبة كالشجرة الطيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء، وأطمح من وراء كتاباتي أن تلقى آذانا صاغية وقلوبا واعية".

ورغم عملها بمهنة المحاماة إلا أن ذلك لم يحُل بينها وبين الكتابة، قائلة إن "الكتابة بدأت أولاً وما شاهدته من معاناة والدي ومصارعته للحياة الصعبة في السبعينات من القرن الماضي مع أسرة فقيرة، وحالة اليُتم التي عاشها، أثرت في تكويني وكنت أجيد التعبير عن كل هذه المواقف". وعللت علاقة ذلك بالمحاماة بالقول: "هذه الكتابة تشبه صحيفة المحامي في التعبير عن قضية ما، من خلال تحليلها وتفسيرها وتخيل ما يعيشه المحامي مع القاضي والخصوم ليكون هناك توافق بينهم".

وأبدعت الحامدية في رائعتها "بنت الجبل"، والتي تقول عنها: "إنها رواية في ثلاثة أجزاء، يتحدث الجزء الأول عن حياة ما قبل السبعين وحتى عام 1975، وتروي سيرة فتاة وُلدت وترعرعت في جبال الحجر الغربي في أسرة عانت الكثير من الظروف القاسية، وهذه الأسرة تعد رمزا لجميع الأسر التي رحلت من مسقط رأسها باحثة عن الحياة الكريمة السعيدة في العاصمة". وتضيف: "مزجت الرواية الواقع بالخيال، وهي تصف ذلك الإنسان الصلب العنيد الذي يسعى إلى النجاح ويتحمل الصعاب وأيضا هي رمز للحب والوفاء والمحافظة على العادات العمانية الأصيلة التي تمثل ثروة البلد ويجب المحافظة عليها".

وعلى الرغم من النجاح الذي أحرزته الحامدية على المستوى الأدبي، لكنها تبدي حالة من عدم عدم الرضا عما وصلت إليه في مضمار السرد، معللة ذلك بالقول: "إن الكتابة وصف لواقعي الذي أعيشه، وتجربتي في الكتابة كانت في مرحلة دراستي الجامعية وأسميت أبي "الجبل" وأنا ابنته، فتمخضت رواية "بنت الجبل" إعجابًا بهذه الشخصية التي أثّرت في حياتي وافتخر بها".

وتحدثت الكاتبة عائشة الحامدية عن إصدارها الأول في عام 2020 وتأخرها في إصداره، حيث عزت ذلك لعوامل أسرية، وقالت: "كانت مرحلة بناء الأسرة والزواج المهمة الأولى لي، فآثرت أن أقوم بدور الأم التي تسعى لبناء أسرة متماسكة وسعيدة، لكن بعد أن كبر الأبناء واستقرت أوضاعهم أكملت دراستي وبدأت في العودة لمعشوقتي الأولى الكتابة".

ولأن الكاتب يستطيع التعبير عما بداخله من مشاعر خيالية في الكتابة تشير الكاتبة الحامدية إلى "واقعية الخيال وخيالية الواقع" في كتاباتها بقولها "استطعتُ من خلال الكتابة التعبير عن الخيال والواقع معًا، وهناك من ألقى باللوم عليّ في قدرتي على كتابة تفاصيل دقيقة في الحياة اليومية التي نعيشها، وكان حسب وجهة نظرهم، أن أترك للجانب التشويقي مكانًا في الكتابة".

ويستحوذ على فكر الحامدية واقع الكاتبات العمانيات في الوقت الحاضر، حيث عبرت عن فخرها بما أحرزته الكاتبات العمانيات من مكانة أدبية، غير أنها أكدت الحاجة إلى "دور أكبر للجان والجمعيات المتخصصة في الجانب الأدبي والثقافي ومشاركات أكبر وأوسع للمرأة العمانية داخليًا وخارجيًا".

وتحدثت الحامدية عن قدوتها في الحياة، وذكرت أمثلة منهم الدكتور إبراهيم الفقي خبير التنمية البشرية الراحل، والشيخ محمد متولي الشعراوي، أحد أبرز الدعاة ومفسري القرآن الكريم.

زهرة الحبن.jpg
 

وكشفت الحامدية عن إصداراتها المرتقبة، حيث تعكف على إعداد بحث اجتماعي عن العادات والتقاليد، إلى جانب تكملة الجزء الثاني من رواية "بنت الجبل"، فيما تعتزم أيضًا إصدار رواية "زهرة الحبن" التي تحكي عن الحب الصادق.

تعليق عبر الفيس بوك