نحن وأنتم

 

عائض الأحمد

عزيزي/ عزيزتي.. رجل الشارع ومبدعي السياسية متملقي الهبات طالبي العطايا، فاتحي الأذرع والقلوب لكلمات الغرام السياسي وسداد قروض أعيان القوم، ألم تسألوا أنفسكم إلى متى وأنتم تحملون مكيالين وتبيعون أنفسكم لأكثر من شيطان؟!

أما آن لكم من هدنة يغفو فيها شيطانكم الأكبر.. الموت لكم، الموت لأفكاركم، الموت لغباء جحودكم. بعض مدعي الإبداع وشيطنة الشعوب يتوارون خجلًا وربما وجلًا من بائعي "الهوى" منكسي الرؤوس باحثي مستنقعات إرث الإخوه الأعداء. مرضعات إبليس بئس الراعي والرعية. حملناكم جياعا ونصرناكم وأنتم شتاتا ثم ماذا؟! عدتم لسابق عهدكم لا شمس لكم ولا نهار، الليل المظلم قلوبكم، ونهاره المبصر أرجافكم  يا قوم "الفَلِسَ"، من أين لكم كل هذا؟ أطفالكم يتساءلون ألم يكن هؤلاء آباؤنا وقت الحاجة؟ ألم يكونوا خلفاء المأوى والمأكل حينما غبتم قسرًا عنَّا؟

أسوأكم أخلاقًا وأطولكم قامة مرَّ يومًا من هنا، فكان الدار داره والفناء لنا، كنَّا الغرباء في حدائق منازلنا وكنتم الساكنين، كنا الوجع وأنتم في سباتكم نائمون، ويلٌ لأمثال هؤلاء، لم يعد المعروف ذا عرف، ولم تكن الشهامة بقيمة من ذرف دمعه حزنًا على أطلال حصونكم الخربة.

الدرهم والدينار وما صنع الحداد تلوكها ألسنة الجبناء، يعلوها سيل شوارع مشوهة، يكسوها السواد وبذاءة ألسنتكم الخرساء، متطاولة على شرفاء العصر حاضني أتعابكم حينما لفظكم العالم أجمع.

المنة وسرد القصص وفصاحة الحكواتي في ليالي شتائكم الباردة زادتكم "عفن" وأزكمت أنوفنا.

علماء الاجتماع وخبراء السياسة أعجزهم ذاك المشهد وألجم أصوات المساء وتناثرت قطرات الندى على أسطح أفكاركم ونهجت نهج بلاغة الصم البكم (وَلَٰكِن لَّا تُبْصِرُونَ).

يقول أحد الحكماء من أمن منكم فظ القول والعمل فقد نجا، ونحن نقول من سمع أقوالكم ورأى أفعالكم ابتسم وعاد ضاحكا مستبشرا، كنت أعلم حال سفهائكم فزادني حباً وشفقة على أجيال تربت بين ظهرانيكم ليس لها ذنب اقترفته ولن تكون في عزلة عما يخامر عقولهم أن تركوا بين مطرقة شواذ العصر وسندان عمائمه.

ليس كل التاريخ يكتب بماء الذهب، وليس الذهب أرخص من كلمات رجل عاش في "صفائح" بلدته المهجورة، لم أسمع إنجليزيًا واحدا يقول لأحد سكان "نيودلهي" اصمت فنحن من بنى وشيِّد، لعلمه أن الأرض أرضهم والمال مالهم وهم مجرد أداة أخذت أجرًا مقابل عمل ليس أكثر.

أهدافك وأمنياتك أنت المسؤول عنها، لا تنتظر أن أخلق لك مساحة جحود أخرى، ثم تفيق من نشوتك كشتاء كل عام باحثا عن مشاعر دفء، في وسط بحر هائج.

ختاماً.. نحمل الود ولم يكن غير الحب صنعتنا، ولحمالة الحطب أن تجنينا على البعض كما تقولون، فأين بعضهم الآخر عن سخافة بعض "كلهم"؟

ومضة:

أخلاقك وأدبك ليست سلعة تباع وتشترى.

يقول الأحمد:

الكذب مقبرة أصحابه.