سالم بن نجيم البادي
الفاسد ومن يتستر عليه والذين يتعاطفون معه ويخشون جرح مشاعره الرقيقة ومشاعر أسرته وجماعته وقبيلته ومعارفه هم متساون في الجريمة مع الفاسد لا فرق بينهم وكأن هولاء يقولون للفاسد صاحب الجاه والمنصب أسرق اختلس عربد في الأموال العامة كما تشاء فأنت محمي بالمنصب والمكانة الاجتماعية والاسم الرنان ولن يشهر بك وإن قدمت للمحاكمة فإنَّ ذلك سوف يكون في السر فنحن نخشى على سمعتك الناصعة وسمعة عائلتك المصونة ذات الحسب والنسب الرفيع.
يا له من منطق أعوج وفكر مريض أن من سرق مال الشعب وترك الناس بين باحث عن عمل وصاحب دخل محدود وأسر محتاجة ورواتب زهيدة وتسريح من الوظائف وغلاء الأسعار وارتفاع قيمة فواتير الكهرباء وضعف وغلاء خدمات شركات الاتصالات وغلاء وقود السيارات.
ولأصحاب القلوب الرحيمة والعواطف الجياشة تجاه الفاسد وأسرته، نقول لهم: اتقوا الله واصمتوا إذا كنتم لا تستطيعون محاربة الفساد وملاحقة المفسدين في الأرض وتقديمهم إلى العدالة فلا أقل من أن تصمتوا والصمت هنا جميل وهو أجمل من الذهب والفضة.
ويعد من التستر على الفساد والفاسدين، عدم ذكر حجم هذا الفساد إن وجد وتقدير الأموال المنقولة وغير المنقولة والتي ضاعت نتيجة هذا الفساد. والفساد لا يقتصر على أخذ الأموال أو الأراضي بغير وجه حق فإضاعة وقت العمل الرسمي فساد وتعطيل إنجاز معاملات الناس فساد والواسطة أو المحسوبية والمحاباة فساد والاستيلاء على الأملاك العامة فساد حتى لو كانت زهيدة والرشوة فساد، واستخدام سيارات الحكومة لقضاء المصالح الخاصة فساد، وكل من أخذ شيئا بغير وجه حق وخارج نطاق القانون فهو فاسد وأنواع الفساد كثيرة جدًا.
وفي ظل غياب الشفافية عند الحديث عن الفساد وعدم وجود معلومات كافية عن مدى انتشار الفساد في بلدنا، فإنَّ ضحي لا يجزم بوجود هذا الفساد والذي يعلمه هو أنه لا يجوز وفي كل الأحوال التستر على الفساد والفاسدين، وينبغي محاكمتهم محاكمة علنية والتشهير بهم حتى يكونوا عبرة لغيرهم!