عُمان والسعودية.. علاقات راسخة ومتجددة

 

صالح البلوشي

تأتي زيارة صاحبِ السُّمو الملكي الأميرِ محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود وليّ العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع بالمملكة العربية السعودية الشقيقة، المقررة اليوم الإثنين، إلى سلطنة عُمان بعد زيارة الدولة التاريخية التي قام بها حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- إلى السعودية في يوليو الماضي، ولقائه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وأسفرت عن توقيع عددٍ من الاتفاقيات بين البلدين الشقيقين أبرزها إنشاء المجلس التنسيقي العماني السعودي المشترك بين حكومتي البلدين الشقيقين.

لا أريد هنا أن أتحدث عن تفاصيل زيارة مولانا المفدى- أيده الله- إلى السعودية والاتفاقيات التي وقعت فيها، فقد نشرت جميع تفاصيلها في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والورقية والإلكترونية في البلدين، وكذلك وسائل الإعلام الخليجية والعربية والعالمية، ولكن زيارة سُّمو ولي العهد تؤكد مجددًا رغبة القيادتين الحكيمتين في تطوير العلاقات الثنائية بينهما في جميع المجالات التي تخدم تطلعات الشعبين.

وحسب وكالة الأنباء العمانية، فإنَّ زيارة صاحب السمو محمد بن سلمان لا تقتصر فقط على بحث تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين الشقيقين، وإنما ستتناول عددًا من القضايا الإقليمية وفي مقدمتها القضيتان اليمنية والفلسطينية، وهناك مساعٍ تبذلها السلطنة منذ الأيام الأولى للحرب في اليمن من أجل إنهاء النزاع المسلح وإطلاق النار بين الفرقاء والجلوس على طاولة المفاوضات من أجل إيجاد حل سلمي للقضية يحفظ وحدة الشعب اليمني ووحدة وسلامة أراضيه.

إن العلاقات الأخوية بين السلطنة وشقيقتها المملكة العربية السعودية ليست وليدة اليوم أو الأمس، وإنما هي علاقة راسخة، وخاصة منذ عهد جلالة السلطان الراحل قابوس بن سعيد- رحمة الله عليه- وإخوانه من ملوك السعودية رحمة الله عليهم؛ حيث شهدت العلاقات بين البلدين الشقيقين تطورًا في جميع المجالات وتوجت بتوقيع اتفاقية ترسيم الحدود بين البلدين في شهر مارس من عام 1990، وكذلك التعاون المشترك ضمن إطار دول مجلس التعاون الخليجي في تعزيز العمل الخليجي المشترك ومواجهة التحديات التي تواجهها المنطقة وتُهدد أمنها واستقرارها.

لعل فترة الثمانينات وبداية التسعينات من القرن الماضي، كانت الأصعب في تاريخ المنطقة؛ حيث واجهت المنطقة حربين مدمرتين؛ وهما الحرب العراقية الإيرانية، التي كادت في بعض الفترات أن تتجاوز حدود البلدين لولا حكمة قادة المنطقة، ثم الغزو العراقي للكويت.

إنَّ المنطقة بحاجة إلى تعزيز العلاقات بين دولها لمواجهة التحديات التي تواجه المنطقة، ولا شك أن ذلك الأمر هو رغبة شعبية بالدرجة الأولى، هذه الرغبة التي تنتظر مزيدًا من التكامل والتعاون بين دول المنطقة لكي يتحقق المزيد من التقدم والازدهار في جميع المجالات.