المعتصم البوسعيدي
في ظلِ انتخابات مجالس إدارات الأندية، شاهدنا أعداداً جيدة لأعضاء الجمعيات العمومية المشاركة في هذه الانتخابات مقارنة بواقعنا الرياضي الصعب والذي بتنا نردده في كل مرة وحين، ليس لسوداوية النظرة؛ بل لتكريس الحاجة إلى العمل الجاد الذي يقودنا نحو ما هو أفضل للرياضة العُمانية.
تقع إشكالية جمعياتنا في ماهية العضوية؛ بمعنى هل هي عضوية من أجل الشخص نفسه مُؤمن بها للمصلحة العامة، أو من أجل ما يعنيه له النادي من محبة وشغف، أم لأسباب أخرى كرغبة منه أو من غيره لكسب صوت انتخابي، وهذا أمر طبيعي على كل حال، لكن العضوية القائمة على رغبة ومعرفة وبالحقوق وما لها وما عليها- لا شك أنَّها- تساهم في التغيير والتطوير والرقابة والمحاسبة، وتوجد التأثير المطلوب على كافة الأصعدة.
إنَّ مسؤولية الجمعيات العمومية مسؤولية مُشتركة بين المجتمع والنادي والمؤسسات، والنادي على وجه التحديد يجب أن يكون قيمة كبيرة وعنصرا جاذبا للمجتمع، وأن يستغل كل الجوانب التي تُعزز من حجم جمعيته مع مُراعاة الكيف بطبيعة الحال، ومما يبعث الأمل في هذا الأمر جودة الخطاب الإعلامي في بعض الأندية، والاشتغال الجيد على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي، رغم أنَّ الزخم جله وكله محصور في كرة القدم، لكن لا بأس طالما الغاية توسيع رقعة الجماهير التي أراها شرارة الجذب الأولى للجمعيات العمومية إن أُحسِنَ استغلالها، وهنا يجب فهم الفارق بين الجمهور وبين أعضاء الجمعية العمومية، وكذلك بين الفرق الأهلية التابعة لكل نادٍ.
الجمعيات العمومية مفهوم واسع ومحاوره كثيرة ومتعددة، وتسليط الضوء عليها نابع من أهميتها وقيمتها، والأمر ليس جديداً أو وليد لحظة، وأعتقد أن الجمعيات العمومية خاصة بالأندية نافذة أمل كبير للتغيير، لكنها ستبقى تدور في حلقة الوعي لدورها وقيمتها التي تتعدى الدور الانتخابي، وهي كما يقال فالجمعيات العمومية هي "المرجع الأساسي" للنادي؛ فالقرار يولد منها وإليها ينتمي.
إن إيجاد الجمعية العمومية القوية مرتبط بعوامل مختلفة، منها- حسب وجهة نظري- غياب لغة الأرقام والإحصائية وصعوبة الوصول إلى المعلومة، بالرغم من التطور التقني والرقمي وما تقدمه، إلا أنه من الصعب الحصول على معلومات محدثة وموثقة في هذا الفضاء الواسع، كما أجد أهمية بالغة في التنافس الانتخابي، الذي كلما كان محموماً كان مُحركاً للجمعيات العمومية وانتعاشها بطريقة أو بأخرى، ونحن بذلك نتعلق بخيط الأمل؛ فلربما جاد علينا تيار الزمن بحكاية جميلة تشرق فيها شمس السعادة من أرض الرياضة العُمانية.