المنتخب الأولمبي

 

محمد العليان

"كان بالإمكان أفضل مما كان"، خرج المنتخب الأولمبي من الباب الواسع من التصفيات النهائية المؤهلة لبطولة كأس آسيا، بثلاث نقاط من 3 مباريات، وبدأ المنتخب التصفيات وكأنه يتكئ على عصا، رغم الإعداد المثالي الذي توافر له من معسكرات ومباريات وتفريغ اللاعبين.

وقد سنحت للمنتخب فرصة للتعويض والتأهل، لكن للأسف لم يستغلها لا الجهاز الفني ولا اللاعبين، وإذا عدنا إلى الوراء قليلاً وخاصة أن أغلبية المنتخبات عانت من تداعيات فيروس كورونا الذي أوقف المُسابقات سواءً على المستوى المحلي أو القاري والدولي أيضًا وهذا أثر بشكل قاطع على الجميع، ولكن البعض كان لديه حلول والآخر كان مجبورا بتنفيذ قرارات دولته لهذه الظروف الصحية لسلامة الجميع ومنهم قطاع الرياضة، ورغم ذلك كانت الفرصة متاحة للجميع وبظروف مختلفة لكل المنتخبات؛ حيث البعض بدأ مسابقاته قبل الآخرين، ومنهم من تأخر في بدء المسابقات ومنهم مسابقاتنا المحلية كنحن ورياضتنا؛ إذ تأخر بدء الموسم الرياضي، وهذا أثّر على اللاعبين وعدم مشاركتهم مع أنديتهم أو بدء مسابقاتهم السنية والدوري الخاص بهم.

لكن هذه الظروف ليست عذرًا ولا مبررًا أو دفاعًا عن المنتخب وخروجه، الكل يتحمل مسؤولية عدم تأهل المنتخب من اتحاد كرة وجهاز فني ولاعبين بنسب متفاوتة، وإن كنت أرجح أكثر الجهاز الفني، الذي يتحمل مسؤولية الخسارة والخروج؛ حيث لم يستطع التعامل مع المباريات جميعها عدا مباراة قرغيزستان في الشوط الثاني فقط، وأخفق في مباراة الحسم والمصير أمام الشقيق الإماراتي. كذلك عدم توظيف اللاعبين وقدراتهم؛ فلم يثبت المدرب على تشكيلة معينة في التصفيات وظل العقم الهجومي مشكلة ولم يجد الحل، رغم أننا نعلم أن المعسكرات لاتُعد منتخبًا وتجهزه للبطولات والمباريات، لكن هذا الظرف انطبق على الأغلبية، ولكن كان بالإمكان وضع حلول فنية لتعويض هذا النقص.

أما بالنسبة للاعبين فللأسف هناك لاعبون لا يجيدون أبسط أبجديات كرة القدم، مثل التمرير الصحيح والاستلام والتحرك بكرة أو بدون كرة، فضلاً عن الأخطاء البدائية، فاختيار اللاعبين أنفسهم لم يكن صائبًا. وفي الوقت نفسه لانريد أن نُحمِّل اللاعبين كامل المسؤولية، فهذه إمكانيات وقدرات البعض، ولن يذهبوا بعيدًا بالمنتخب، وهذا ما حدث، وهو الإخفاق والخروج المُحزن، رغم تفاؤل الوسط الرياضي بأن يرى المنتخب في نهائيات كأس آسيا وتحقيق الأحلام والطموحات.

الواضح من وجهة نظرنا أنَّ المدرب ضلّ الطريق منذ المباراة الأولى أمام المنتخب الهندي، وجعل فرصة التأهل تنكمش والأمل يتضاءل، وأكملها في المباراة الأخيرة "مباراة الأمل" فخسرها، ولم يقدم ما يشفع له بخطف بطاقة التأهل. الآن وبعد الخروج والإخفاق وكالعادة مع خسارة من هذا النوع كمسابقة خارجية، لابُد من كبش فداء يتحمل الوزر كله، غير أن الأسهل والأقرب القول إن صاحب المسؤولية الكبيرة هو الجهاز الفني، ومن ثم وجب استبداله بجهاز ومدرب وطني من أبناء البلد وما أكثرهم.

في النهاية.. ليس أمامنا غير الرهان على المستقبل بكل ما فيه من أمل وبشريات.

آخرالكلمات: "الرجل القوي يعمل، والرجل الضعيف يتمنى".