العبيلة.. هل تعُود لها السياحة؟

 

د. حميد بن فاضل الشبلي

humaid.fadhil@yahoo.com

 

مقترح موجّه للمُختصين في شرطة عُمان السلطانية، بعد التوجّه الجميل الذي طال انتظاره من المجتمع، والمتمثل في إلغاء العمل بمنافذ الروضة ووادي الجزي وصاع، وذلك للقادمين من محافظات السلطنة إلى محافظة البريمي؛ حيثُ لم يعد مطلوبًا إبراز البطاقة الشخصية، أو جواز السفر للقادمين لهذه المحافظة، وهذا ما عودتنا عليهِ شرطة عُمان السلطانية من تفاعل مع حراك المجتمع مع أي موضوع يخدم المصلحة العامة، ولعل فتح المراكز المذكورة فيه خير بإذن الله وتنشيط للسياحة والتجارة الداخلية.

وتزامنًا مع هذا القرار أودُّ الحديث عن مقترح يخص منطقة "العبيلة" القريبة والمحيطة بمركز وادي الجزي الحالي، وأرجو من شرطة عُمان السلطانية استثمار هذا المبنى (مركز وادي الجزي)؛ ليكون موقعًا سياحيًّا، يُعيد الذاكرة السياحية الجميلة لهذه المنطقة، فكما يعلم الجميع أن العبيلة كانت ولسنوات طويلة قبل بناء المركز الحدودي الجديد، تُعتبر من المناطق السياحية الترفيهية النّشطة؛ فقد كان يرتادها أفراد المجتمع مع عطلة نهاية الأسبوع وفي الإجازات الرسمية، يقدِمون من مُختلف الولايات، وخصوصا البريمي ومحضة والسنينة، والقادمون أيضًا من الباطنة والظاهرة، بالإضافة إلى القادمين من دولة الإمارات العربية الشقيقة وخصوصًا مدينة العين، ومع أنه لم يكُن بها أي من المرافق السياحية الترفيهية سوى بعض ألعاب الأطفال التقليدية -مرجحانة وزحليقة- إلا أنها كانت تعجُّ بالسياح، وذلك للاستمتاع بجوِّها العليل، وإعداد الطعام والشاي والقهوة في الطبيعة، ولا ننسى متعة الشواء، ورحلات التخييم والسمر التي كانت تستمتع بها العائلات والشباب، وخصوصا في الليالي القمرية، كما أن هذه المنطقة تتميز ببركة هطول الأمطار عليها صيفًا وشتاءً في كثير من الأوقات؛ لذلك كانت متنفسًا جميلًا جداً بعيداً عن حياة المدينة، وإزعاج الأسواق ورائحة عوادم السيارات.

في الوقت الراهن لن أتحدث حول استثمار هذا المبنى للسياحة التقليدية، ولكن مقترحي ينصب نحو تحويل المبنى إلى فندق سياحي، به جميع المرافق من أحواض سباحة، وغرف فندقية، ومطاعم ومقاهٍ سياحية، وألعاب ترفيهية للكبار والصغار، إضافة إلى إمكانية بناء بعض الكرفانات، أو الغرف الفندقية المتحركة، يتم تشييدها فوق التلال الجبلية الموجودة حول المبنى السابق ذكره، كذلك يمكن تأجير الدراجات النارية والهوائية والجمال والخيول لعشاق الجولات السياحية في الطبيعة بين الأشجار والصخور والجبال، وهناك بكل تأكيد أفكار أخرى جميلة متوفرة لدى الشركات والفنادق المتخصصة في استثمار المواقع السياحية.

مبررات هذا المُقترح تأتي للسمعة السياحية القديمة التي عرفت بها هذه المنطقة- العبيلة- والتي توقفت بعد الانتقال من مبنى المركز الحدودي القديم لمركز وادي الجزي للموقع الحالي، كذلك لتوسط منطقة العبيلة بين محافظة البريمي ومحافظة الباطنة، فمن الجميل وجود متنفس سياحي بين أحضان الطبيعة يخدم قاطني هذه المحافظات، كما لا ننسى الاستفادة من الموقع الطبيعي لهذه المنطقة وما تزخر به من إمكانات متعددة يمكن الاستفادة منها في هذا المشروع السياحي الجميل.

وختامًا.. نسأل الله أن يحظى هذا المقترح بالقبول من ذوي الاختصاص؛ وذلك خدمةً للمصلحة العامة للوطن والمجتمع، وتشجيعًا للسياحة الداخلية، والاستفادة من الطبيعة الجميلة التي حبانا الله إياها في هذه الأرض الطيبة، وإعادةً للزمن الجميل لهذه المنطقة السياحية الطبيعية في الفترة الزمنية المنصرمة، وشكرًا لما قدمه هذا المركز من خدمات للمواطن والمُقيم والشكر موصول كذلك لكل ما تقدمه مؤسسات الدولة من جهود في هذا الوطن العزيز.