آمال بين الجبل والشلال

 

سمير الهنائي

يتميز الجبل الشرقي الواقع بين مُحافظة الداخلية ومحافظة الباطنة بمناخ معتدل صيفاً وبرد قارس شتاءً بحكم موقعه الجغرافي في منتصف سلسلة جبال الحجر الغربي حيث تبلغ درجات الحرارة شتاء ما بين 8 درجات مئوية إلى 16 درجة مئوية وفي فصل الصيف ما بين 18 درجة مئوية وحتى 26 درجة مئوية.

وقد شهد السنوات الأخيرة إقبالا غير متوقع من المواطنين والمقيمين داخل السلطنة، وما يميز الجبل الشرقي كذلك هو ملامسة السحب للأرض خلال مواسم الأمطار خاصة، والأجواء شبه الخريفية في بعض الأيام من فصل الصيف عندما تتكون السحب الركامية مما يجعله وجهة سياحية جاذبة، ومن خلال إقامتي القريبة من الجبل فتوقعي يتجاوز عدد مرتادي الجبل أسبوعيًا الخمسة آلاف سائح وبإمكان وزراة السياحة أن تعمل نقطة إحصاء للسياح يوميا من أجل تقييم المكان وعمل اللازم مستقبلاً.

وموضوع آخر إنني أوجه دعوة إلى المسؤولين المعنيين لزيارة شلالات دربات في محافظة ظفار فقط؛ لكي يقفوا على حجم التقصير في هذا المكان الذي يُعد من أجمل الأماكن السياحية في فترة الخريف ولكن مع الأسف لايزال السياح يصلون إليه عن طريق التسلق الوعر مع أطفالهم وعائلاتهم محفوفين بجميع المخاطر التي لاتعد ولاتحصى، أهكذا تدار السياحة؟ وهل نحتاج للملايين لإنشاء ممر خشبي فولاذي وسط هذا الوادي للوصول إلى هذه الشلالات؟ فهل يعقل أن هؤلاء المسؤولين لم ينقلوا لنا تجارب دول عديدة مشابهة كهذه كما شلالات دربات؟! فمع الأسف مواقع عديدة جميلة ولكن الخدمات بها مفقودة تماماً فبهذه الطريقة صدقوني لن نتقدم حتى خطوة إلى الأمام.

فما زلنا نفتقر إلى الخدمات الرئيسية الأولية في العديد من المواقع السياحية داخل السلطنة بما فيها دورات المياه العامة، ولقد بلغ السيل الزبى من استياء المواطنين والمقيمين من هذا الأمر، ولكنني لن أقول لاحياة لمن تنادي لأنَّ الحياة موجودة في ذواتنا وحرصنا على هذا الوطن، ولكن علينا أن ننهض نهضة حقيقية لننتشل هذا القطاع من درك الخمول، فما يتم إنفاقه اليوم على السياحة في السلطنة لا يُوازي قيمة ثرواتنا السياحية، والنهوض بهذا القطاع أولا يقع على عاتق الحكومة  برفع ميزانية السياحة لأن الميزانية الحالية والسابقة للوزارة المعنية لن ترقى ولو جزء مما تصبو إليه سياحتنا.

كما إن التعاون بين الدوائر الحكومية ليس بالقدر الكافي والقوانين مازالت مُعرقلة، ولا يوجد تنظيم للقطاع وفشلنا في التعاون السياحي مع الدول المجاورة على مدى سنوات طويلة، كما وجب على الإعلام العماني أن يتحمل المسؤولية في هذا الجانب لأنه داعم رئيسي للتعريف بالسلطنة.

فما زالت الأماني والأحلام مستمرة، ومازالت أقلامنا تخط سطورها حبًا لهذا الوطن، والمسؤولون يدركون أن عصب السياحة وسيلة لجلب الاستثمار الاقتصادي في كافة المجالات، فالسياحة هي الاقتصاد الذي قد يمرض، لكنه لا يموت مطلقاً.

السلطنة بلد آمن ونستطيع جذب رجال الأعمال وتوفير جميع متطلباتهم بما يحقق الاستقرار والراحة لهم، وأختم هنا مناشدتي للحكومة الرشيدة آن الأوان أن نحول سفاراتنا بالخارج إلى محطات ومراكز تسويق سياحي حينها ستكون الخطوة عن عشر خطوات.