الحركة النسوية وباء وفساد

طالب المقبالي

muqbali@gmail.com

 

الكاتب قبل كتابة أي مقال يقوم بدراسة جميع جوانب الموضوع الذي يود الكتابة عنه لجمع أكبر قدر من المعلومات واحتواء الموضوع بكل جوانبه كي لا يقع في الأخطاء.

فأنا لم أكن أهتم بالجمعيات النسوية التي بدأت في الانتشار في الآونة الأخيرة لأنني على يقين بأننا في بلد إسلامي مُحافظ لا يُمكن أن تنجر النساء فيه نحو هذه الجمعيات والحركات والتَّخلي عن قيم ومبادئ ديننا الإسلامي الحنيف.

لقد لفت انتباهي أحد الإخوة وطلب مني أن أكتب عن هذا الموضوع خشية انتشار هذه الظاهرة في السلطنة والتي بدأت بالفعل في الانتشار في بعض الدول العربية، وبدأت آثارها تطفو على السطح.

وقد بعث إليَّ صاحبي بقصة لإحدى ضحايا هذه الجمعيات، ومن خلال سياق القصة تبين لي أنها ليست في عُمان، ولكن لأجل الفائدة سوف أتطرق إلى جوانب من تلك القصة، ومن ثم أعرج إلى تويتر وتحديداً لتقصي بعض التغريدات التي انتشرت تحت هذه الوسوم والتي اقتبست أحدها عنواناً لمقالي هذا.

#الحركة_النسوية_وباء_وفساد، #الحركة_النسوية، #اتضامن_مع_مطالبات_نسويات_عمان؛ فالقصة التي أرسلها صاحبي أنَّ امرأة تفضح الجمعيات النسوية، وترسل رسالة إلى دكتور تحدث في هذا الجانب لم أطلع على حديثه، ولكن من خلال القصة يبدو أنه كتب دفاعاً عن هذه الحركات، وصاحبة القصة تُريد أن تثبت له خطورة هذه الحركات.

فالذي يهمنا هو مضمون القصة، والحالة المأساوية التي عاشتها صاحبة القصة. فحسب الرواية أن صاحبة الرواية لديها مؤهل جامعي وفي العقد الرابع من العمر، وهي متزوجة وأم لثلاثة أولاد ويبدو أنَّ أولادها كبار وقد وصفتهم بالشباب. وتقول صاحبة الرواية أن التيار قد تلقفها بعدما أدمنت تويتر وفيسبوك وإنستجرام على حسب تعبيرها. وأضافت أنها كانت تعيش في أمان الله، ووصفت زوجها بالطيب، لكنه حازم معها ومع بناتها، وتقول بأنها تعرفت على نساء من خلال تويتر وإنستجرام وكانت تدور بينهن حوارات قوية تركز على كره كل ما هو ذكر، زوج، أب، أخ، وأكثر ما يركزن عليه هو "شيطنة الزوج"، وأنه لا يُمكن أن تكون المرأة سعيدة في ظل زوج إلا إذا استسلم لها أو الطلاق!!

صاحبة الرواية كانت غير مُقتنعة بما يدور من حوارات في هذا الشأن، وكانت تشارك في الحوارات من باب التسلية لا أكثر.

القصة طويلة ولكن في النهاية تقول بأنَّ الجماعة توصلوا إليها من خلال نساء في نفس بلدتها، وقد رضخت للضغوط والإغراءات وصُور لها أن زوجها هو الشيطان الأكبر، كما صُوِّر لها أنَّ بيتها جهنم وأنَّها يجب أن تتخلص من هذا الجحيم الذي تعيش فيه، وبالفعل تطلقت من زوجها وتركت بيتها وأولادها وسكنت في شقة مستأجرة وكانت الجماعة تُساعدها في دفع الإيجار وتوفر وظيفة لمن لا يوجد لديها عمل كنوع من الإغراء، وتقول صاحبة القصة أنهم يستأجرون استراحات وشاليهات وأحيانًا في بيت واحدة منهن، وكانت لديهن سيولة كبيرة من المال وجميعهن موظفات.

وتصف صاحبة القصة أن مجالسهن رقص وأغاني وحرية مُطلقة، كما تقول إنَّ الأخطر من هذا أن كل واحدة منهن تقص قصصها مع زوجها كيف أدبته وكيف جرته إلى المحاكم وورطته في قضايا ديون وعنف.

ولعلَّ صاحبة القصة حالفها الحظ بأن هداها الله وعادت إلى رشدها واكتشفت حقيقة هذه العصابة المُجرمة، وأنها تسعى لتدمير البيوت عن طريق خلق عداوة وحقد على الرجل وأنه شيطان، وأن المرأة يجب أن تستقل براتبها، ولا تسمح لرجل أن يسألها حتى لو كان أبوها.

وبعد أربع سنوات من الضياع عادت إلى رشدها فالتزمت دينها وصلاتها، وأخذت تدعو الله تعالى أن يعيد إليها زوجها وأولادها الذين هجرتهم طوال هذه السنوات.

 وبالعودة إلى تويتر فهناك تغريدات تحت وسم موجه إلى نساء عمان (#اتضامن_مع_مطالبات_نسويات_عُمان).

وبين من يدعو ويؤيد هذه التجمعات النسوية، هناك من يعارضها بشدة، ويؤكد أنَّها مخالفة للدين والمبادئ والقيم.

تقول الأستاذة جوخة الشماخية: "‏أنا امرأة عُمانية لا أؤمن بالحرية المُطلقة للمرأة، أعيش في وطن أعطاني حقوقي كاملة بل فوق ما كنت أتوقع، نشأت في أسرة لم تقف يومًا في طريق طموحاتي واهتماماتي، لدي زوج وأبناء يباركون قراراتي وخطواتي، إن عُنّفتُ أو تعرضتُ لأذى هناك قانون يحميني وينصرني".

وتحت هذا الوسم القادم من الخارج يقول الدكتور حمود النوفلي: "‏بعد أن عبر المجتمع العُماني رجالاً ونساءً بالإجماع عن رفض فكر الحركة، نناشد وزارة الأوقاف والشؤون الدينية القيام بدورها بالوعظ والتحذير منه، كما نناشد وزارة التربية والتعليم، ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي توعية الطلاب ومنع تشكيل مجموعات تروج له، كما نناشد وزارة التنمية الاجتماعية والادعاء العام التحرك القانوني".

أما المغردة مريم بنت محمد البلوشية فتقول: "لم أجد تكريماً للمرأة مثل تكريم الدين الإسلامي لها، لسنا بحاجة لحركة نسوية بفكر غربي خبيث هدفه تدمير المرأة المُسلمة".

ونحن في عُمان حظيت المرأة العمانية بما لم تحظَ به قريناتها في البلدان الغربية التي تدعي الحضارة وتدعي أنها تنصف المرأة وتعطيها حقها!