التطعيم باللقاحات المضادة لكورونا.. طوق النجاة من براثن الجائحة والعودة للحياة الطبيعية

اللقاحات المعتمدة في السلطنة آمنة تمامًا.. وعلى الجميع الإسراع لتلقي الجرعة

◄ توقعات باستمرار الزيادة في أعداد الإصابات خلال الأسابيع المقبلة

◄ اللواتي: الشائعات المغلوطة حول اللقاح تسببت في وفاة مصابين بكورونا

◄ إنتاج اللقاحات يكون بعد مراحل بحثية تحت إشراف نخبة من العلماء حول العالم

◄ لقاح أسترازينيكا يحمي من الإصابة بـ"كورونا" بنسبة تصل إلى 91.7%

◄ أعراض ما بعد تلقي اللقاح متشابهة.. أبرزها الصداع والإعياء العام

◄ البلوشي: لم نسجل أية حالات تنويم في المستشفى السلطاني بين من تلقوا اللقاحات

◄ السيابية: الإقبال الكبير من المواطنين والمقيمين يعكس نمو الوعي بأهمية اللقاح

مسقط- العُمانية

يُعد التطعيم باللقاحات المُضادة لفيروس كورونا (كوفيد-19) وسيلة آمنة وفاعلة للوقاية من المرض مع التأكيد على أهمية الالتزام بالإجراءات الاحترازية للخروج من هذه الجائحة بأقل الأضرار؛ الأمر الذي من شأنه أن يُسهم في عودة الحياة إلى طبيعتها في أسرع وقت ممكن.

وأكدت وزارة الصحة مأمونية اللقاحات المُستخدمة والمُعتمدة في السلطنة، كما لم تُسجل أية مضاعفات جسيمة لمن تلقوا اللقاح حتى الآن والتي جاء اختيارها بناءً على أسس علمية وبعد ترخيصها من الهيئات التنظيمية المُعتمدة في بلد المنشأ والمنظمات الدولية. وبحسب تقرير لوكالة الأنباء العمانية فإن ما تبثه مواقع التواصل الاجتماعي من معلوماتٍ مغلوطة حول مأمونية اللقاح، بمثابة تعطيل مُباشر لجهودٍ حثيثة، وبعد سلبي عن طريق الوقاية الذي يُمثل درع أمان يوطد التعاون مع الكوادر الطبية التي تبذل طيب وقتها وناضلت لسبيل سلامة عافية مواطني ومقيمي السلطنة. وذكر التقرير: "كيف يُخيل للبعض ممن يقومون بنشر مقطع فيديو أو رسالة في مواقع التواصل الاجتماعي تحمل معلومات تنأى عن النزاهة الطبية والمعلوماتية حول مأمونية اللقاحات تُسهم في حرمان أحدهم من السير بأمان لأخذ جرعته التي أقرتها له الحكومة".

شائعات مغلوطة

وقال الدكتور رضا بن عيسى اللواتي طبيب أمراض باطنية في المستشفى الميداني الخاص بكوفيد-19 إن بعض الأشخاص انجرفوا خلف الشائعات المُتعلقة بمأمونية وفعالية اللقاحات المُضادة لفيروس كورونا وحتى عن المرض نفسه، الأمر الذي أدى إلى عدم التزامهم بالإجراءات الاحترازية وساهم في إصابتهم بالمرض ونقلهم للعدوى لمن لا ذنب لهم من ذويهم وأصدقائهم وللمجتمع. وأضاف- في تصريح للوكالة- أنه بسبب الشائعات المُرتبطة بالتطعيم، لوحظ عزوف لدى البعض عن أخذ اللقاحات المُضادة لكوفيد-19، مؤكدًا أن بعض المعلومات المغلوطة المُتعلقة بالمرض واللقاحات يتم تداولها عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي وغالبًا تكون بلا مصدر وبلا تحقق من صحتها أو مصداقيتها، وكان لها دور سلبي في إصابة الكثير منهم بالمرض وتنويم البعض منهم في المؤسسات الصحية. ولفت اللواتي إلى تأثير الشائعات، مُستشهدًا بشائعة ظهرت في بدايات المرض حول استخدام دواء الكورتيزون وأنه يُعد سببًا في الوفاة في حالة أنه وُصِف للمريض المُصاب بكوفيد19، مضيفًا أن بعض المرضى كانوا يعترضون على استخدام هذا الدواء في خطة العلاج بحجة أنه سيسبب لهم بعض المشاكل الصحية، كما إن بعض المرضى المُصابين بكوفيد19 كانوا يرفضون استخدام أجهزة التنفس المُساعدة بحجة خوفهم منها، وأنها ستعجل من وفاتهم، فتزداد حالتهم سوءًا. وبين أنَّ دور الطاقم الطبي في هذا الجانب تمثل في تقديم النقاش العلمي والإقناع بالحجة، الأمر الذي ساهم إقناع بعض المرضى في أخذ العلاجات المُناسبة دون تخوف.

وأكد اللواتي أهمية اللقاحات للبشرية ودورها في القضاء على الكثير من الأمراض وأنها ليست بالأمر المستحدث؛ حيث وُجدت هذه اللقاحات واكتشفت منذ سنوات طويلة، وقد حصل البشر على تطعيمات بأنواع كثيرة منها، مشيرًا إلى أن السلطنة ودول العالم استفادت كثيرًا من التطعيمات لأمراض عدة منها: الحصبة والنكاف وغيرها، وأصبح وجود بعض الأمراض قليلا بفضل التطعيمات. وشدد على أن السبيل إلى عودة الحياة إلى طبيعتها يتمثل في أخذ التطعيمات وعدم الالتفات للشائعات المتعلقة بعدم مأمونية وكفاءة اللقاحات والالتزام بالإجراءات الاحترازية، مشيرًا إلى أنه مع زيادة عدد المُطعمين ستنخفض أعداد المصابين، الأمر الذي من شأنه أن يُسهم في انخفاض أعداد المنومين في المستشفيات والعناية المركزة وبعدها أعداد الوفيات مُستشهدًا ببعض الدول منها: أمريكا وبريطانيا.

مراحل بحثية

وأوضح الدكتور رضا اللواتي أن الشركات لا تنتج اللقاحات إلا بعد مرورها بعدة مراحل بحثية يقوم بها مجموعة من العلماء ويُشرف عليها آخرون، لافتًا إلى أن بعض التجارب تتقلص مدتها أو تدمج مراحل مع مراحل أخرى لضرورة المرحلة والوضع. وأضاف أنه عند كتابة البحث يتم الإشراف عليه من قِبل مجموعة أخرى من الباحثين والعلماء إلى أن يصل إلى شركات الأدوية والتي تقوم بدورها في الإنتاج ويكون تحت إشراف فريق عمل آخر من الباحثين والعلماء المعروفين في هذا المجال. وأفاد أنه من بين اللقاحات الآمنة والفاعلة والمستخدمة في السلطنة اللقاح الأول الذي نجح وتمت الموافقة عليه ويستخدم في كل دول العالم، وهو لقاح شركة "فايزر-بيونتيك" حيث أجريت الدراسات السريرية على 44 ألف شخص حول العالم في مختلف الدول التي شملتها الدراسة وتبين نسبة الفعالية هو 95%. وأضاف أن الأعراض التي يُصاب بها الشخص نتيجة هذا التطعيم هي الصداع والإرهاق والتعب وألم في مكان الإبرة وربما إحمرار وتورم بسيط، كما إن هناك بعض الأعراض الأخرى التي سُجلت بنسب ضئيلة كاحتقان الحلق والغثيان وآلام المفاصل والاعياء العام، مؤكدا أن هذه مؤشرات على بدء استجابة الجهاز المناعي للجسم للقاح. أما فعاليته على أرض الواقع، ذكر اللواتي أنها لوحظت في كثير من الدول منها أمريكا وبريطانيا ودولة قطر، فقد قلل كثيرًا من نسب الإصابة والتنويم أيضًا وانعكس ذلك على الوفيات.

وذكر أيضاً أن لقاح "أكسفورد- استرازينيكا" من بين اللقاحات المعتمدة في السلطنة؛ حيث إن جرعة واحدة من اللقاح تحمي من الفيروس بنسبة 76% لمدة 3 أشهر أيضًا وبعد الجرعة الثانية تصل الحماية إلى 82.4% في أول 3 أشهر بعد الجرعة الثانية، وقد تصل إلى 91.7% أيضًا بعده، ومن الممكن أخذ الجرعة الثانية بعد 12-16 أسبوع من الجرعة الأولى مُبينًا أن الأعراض المتوقعة لهذا اللقاح هي نفسها مُشابهة للقاح شركة فايزر.

وأفاد أنه أُجريت دراسات على اللقاح في الواقع؛ ففي اسكتلندا مع استخدام لقاح "أكسفورد- أسترازينيكا" بعد أخذ الجرعة الأولى فقط، انخفضت نسبة التنويم في المستشفيات بسبب كوفيد-19 تقريبًا إلى 94 بالمائة، مؤكدًا أن اللقاحات الحالية مُفيدة جدًا في مواجهة التحورات والسلالات الجديدة لكوفيد19 سواء المتحور البريطاني، أو البرازيلي، وبدرجة ما المتحور الجنوب أفريقي، لافتًا إلى أنه قد تظهر تحورات جديدة إذا لم نُسارع بأخذ اللقاحات.

وأشار إلى ارتفاع عدد حالات الإصابة في السلطنة في الوقت الحالي؛ حيث وصل عدد الحالات المنومة في المؤسسات الصحية إلى أكثر من 1000 وأكثر من 300 مريض منوم في العناية المركزة، إلى جانب تنويم 160 مريضا في يوم واحد، مشيرا إلى أن هذا رقم قياسي لم يُسجل في السلطنة سابقًا.

وتوقع الدكتور رضا اللواتي زيادة في أعداد الإصابات خلال الأسابيع القادمة حسب المنحنى الوبائي، مؤكدًا أن هذا الارتفاع سيؤدي إلى زيادة العبء على القطاع الصحي والكوادر الطبية العاملة في المؤسسات الصحي، داعيًا أفراد المجتمع إلى أخذ اللقاحات المُضادة لفيروس كورونا ومواصلة الالتزام بالإجراءات الاحترازية.

التأثيرات النفسية

من جانبه، تحدث الدكتور زكريا بن يحيى البلوشي استشاري أمراض الالتهابات والأمراض المعدية بالمستشفى السلطاني عن التأثيرات السلبية للشائعات في المجتمع خاصة المتعلقة بالتطعيمات التي قد يصل تأثيرها على الجانب النفسي والجسدي للفرد ويمكن أن تؤثر أيضًا حتى على الأشخاص الذي ينتهجون طرقًا صحيحة وتجعلهم ينحرفون عن هذا الجانب، وتولّد لديهم قناعات مختلفة؛ الأمر الذي يصل إلى العزوف عن أخذ التطعيمات، لافتًا إلى أن ذلك ينطبق على جميع أنماط الحياة وليس على اللقاحات فقط.

وأشار إلى التأثير السلبي الذي يمكن أن تؤديه الشائعات في تدمير خطط الدول سواء كانت اقتصادية أو علمية أو اجتماعية أو تنموية خاصة التي تقف ورائها أجندة مغلوطة. وأوضح أن الشائعات المتعلقة باللقاحات ليست جديدة، فهي قديمة، وهناك أفراد ومجموعات حول العالم تُحارب اللقاحات؛ هدفها تشويه صورة اللقاحات على الناس ونشر الأخبار المغلوطة والخاطئة، وكانت لهم اجتهادات سيئة لنشر ثقافة عدم تقبل اللقاحات؛ حيث كانت تربطها بأمراض أخرى، في حين أنه لا توجد أساسًا أي علاقة بين اللقاحات والأمراض مثل ربطها بأمراض التوحد. وقال إنه لا أدلة علمية على وجود علاقة بين اللقاحات والأمراض، أو ربطها بتنمية الدماغ أو الجسم بشكل عام أو أي حدث يحدث بمحض الصدفة لدى من تلقى اللقاح.

وأضاف أنَّ الشائعات مع لقاحات كوفيد19 انتشرت بشكل كبير وتسببت في وفيات نتيجة تصديق البعض للشائعات وعدم تلقي اللقاحات، داعيًا إلى أخذ المعلومات الصحيحة من المصادر الموثوقة علميًا والجهات ذات الصلة. وذكر البلوشي أنَّ هناك الكثير من الحالات تراجعت نسبة تعافيها بسبب تأثير الشائعات المغلوطة؛ حيث أدت إلى توقف بعض المرضى عن أخذ علاجهم، مضيفًا أنه بحكم تخصصه في التهابات الأمراض المُعدية فإنَّ هناك الكثير من المرضى وُضعت لهم خطة علاج واضحة وكانت نسبة الشفاء بهذه العلاجات كبيرة جدًا نظرًا لتصديقهم للشائعات بوجود علاجات أخرى أو عدم وجود المرض أو الالتهاب؛ حيث يلجأون لوسائل أخرى تؤخر من العلاج؛ مما يُسهم في تأخر علاجهم بصورة مباشرة. وقال إن البعض منهم للأسف يُتوفى جراء تصديقهم للشائعات، والبعض منهم قد يُصاب بإعاقات، والبعض منهم يتدارك الشائعات ويسلك الطريق فيحص على العلاج الصحيح، وهنا يظهر تأثير الشائعات على مختلف الأمراض.

وأفاد الدكتور زكريا البلوشي أنه لا شك في فاعلية اللقاحات ضد كوفيد19، مؤكدا أنها تعمل على عدة مستويات؛ منها التقليل من الإصابة بالفيروس ومخاطره، مشيرًا إلى أن اللقاحات تم إثبات نجاحها علميًا من خلال التجارب السريرية ومن خلال الدراسات على أرض الواقع في التقليل من عدد الإصابات وانتشار الفيروس في المجتمع، والأكثر أهمية أنها تُقلل من نسبة التنويم في المستشفيات ودخول المرضى في العناية المركزة وتقليل عدد الوفيات.

وأكد أنَّ الحالات القائمة حاليًا في المستشفى السلطاني لم تُسجل أي حالة تنويم لمن تلقى اللقاح المُضاد لكوفيد19، لافتًا إلى أنَّه من النادر جدًا أن يكون هناك تنويم في العناية المركزة فقط لمن تلقى جرعة واحدة فقط، وأن اللقاح ساهم عالميًا في تقليل الحالات المنومة في المستشفيات وفي العناية المركزة، مع الأخذ في الاعتبار احتمالية بسيطة وهي شبه نادرة للتنويم لبعض الحالات ممن تلقوا اللقاح، خاصة في فئة كبار السن ومن لديهم نقص في المناعة، وهذا بسبب قلة فاعلية اللقاح أحيانًا. وأشار إلى أن أغلب الحالات المنومة في المؤسسات الصحية هم من غير المُطعمين باللقاحات المُضادة لفيروس كورونا.

وبيّن أن لقاح "فايزر-بيونتيك" هو لقاح عبارة عن شفرة جينية للبروتين الخارجي لفيروس كورونا مغلف بطبقة من الدهون تُعطى للمريض بحيث إن خلايا الجسم تستخدم الشفرة لصناعات البروتينات الخارجية، مما يُحفز الجهاز المناعي على إصدار أجسام مُضادة والخلايا التائية المناعية، إضافة إلى طرق أخرى من جهاز المناعة في حالة دخول فيروس كورونا ويقضي عليه دون أن يُسبب أي مشاكل، مشيرًا إلى أن هذا اللقاح مر بجميع مراحل التجارب وصولًا إلى التجارب السريرية وتم إثبات مأمونيته وفعاليته، كما تم مؤخرًا الانتهاء من التجارب السريرية لعمر 12 إلى 16 عاما وتم الاعتراف بتطعيم هذه الفئة العمرية، وسيُستخدم هذا اللقاح لمن هم في عمر 12 عاما فما فوق.

وذكر البلوشي أن لقاح "أكسفورد- أسترازينيكا" مر أيضًا بجميع المراحل وصولًا إلى التجارب السريرية وأثبت فعاليته ومأمونيته، مشيرًا إلى أن تقنية اللقاح تعمل عبر ناقل فيروسي غير ضار وقد تم تعديله بحيث لا يتكاثر ولا يسبب المرض وينقل الشفرة الجينية المُصنعة للبروتين الخارجي لفيروس كورونا ويعمل بنفس طريقة الاستجابة المناعية لدى لقاح فايزر، وتم التصريح به للفئات العمرية من 18 عاما فما فوق.

النداء الوطني

من جهتها، استعرضت شذى بنت أحمد السيابية أخصائية مختبرات طبية بوزارة الصحة تجربتها في مركز التحصين بمجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر خلال حملة التحصين الوطنية للتحصين ضد كوفيد19، مُشيرة إلى أنها لمست إقبالًا كبيرًا من المواطنين والمقيمين لتلقي التطعيمات المُضادة لفيروس كورونا وهو يدل على وعيهم في أهمية أخذ اللقاح تحقيقًا للنداء الوطني لمجابهة هذه الجائحة.

وأضافت أن أبرز تساؤلات المتُلقين للقاحات تمثلت في كفاية اللقاحات للتحصين كعامل نهائي لعدم الإصابة بالفيروس، مشيرة إلى أن الإصابة مُمكنة وأن اللقاح لا يُغني عن الأخذ بأسباب الوقاية والالتزام بالإجراءات الاحترازية وهو أمرٌ ضروري. وأكدت السيابية أهمية المبادرة نحو أخذ اللقاح وعدم الالتفات لأية شائعات مع ضرورة تقصي المعلومات الطبية من مصادرها المتخصصة، مُبينةً أن الفرق الطبية لا تتوانى عن تقديم المشورة والإجابة على كل الاستفسارات عند زيارتهم لمراكز التحصين لأخذ اللقاح وتصحيح المعلومات المغلوطة حول اللقاحات.

وفي سياق حديثها عن مدى تجاوب المواطنين والمقيمين مع الفرق الطبية في مراكز التحصين، قالت إنهم يشكلون تعاونًا ملحوظًا يزيدهم عزمًا على بذل كُل الجهود في سبيل تحقيق أفضل النتائج المأمولة لوقاية المواطنين والمقيمين من الإصابة بالفيروس. وأكدت أن الخطوة نحو أخذ اللقاح لا يُمكن تأجيلها؛ فاللقاح آمن وهو بمثابة ركيزة مهمة في سبيل الوقاية من الإصابة بفيروس كوفيد-19 والخروج من هذه الجائحة بأقل الأضرار.

أما هاجر بنت خميس البلوشية أخصائية اجتماعية بوزارة التربية والتعليم تطرقت إلى الجهود الجلية المبذولة في المنظومة الصحية في السلطنة من قِبل الحكومة وسعيها الدؤوب لتنفيذ خُططها العلاجية في سبيل مجابهة كوفيد19، وأثرها التبعي على السياسات الاقتصادية والاجتماعية. وأكدت- في تصريح لوكالة الأنباء العمانية- أن هذه الجهود تتطلب تعاضدًا مُجتمعيًا يحقق وحدة النسق البنائي للمجتمع ومؤسساته، ويُبعد كُل ما من شأنه إضعاف دِعامات الأسس العلاجية للوصول إلى بناء صحي مُتكامل يتوازن مع هيكلة المنظومة الحياتية التي ضرب كوفيد19 بتأثيراته عُمقها، وأدى لتبعاتٍ نفسية سببتها تراكمات أخرى اختلفت بين اقتصادية وذاتية.

وأكدت البلوشية أهمية توحيد الجهود لمجابهة الخوف لدى الأفراد حول أخذ جرعة كوفيد19 بطريقة مُنظمة تضمن وصول المعلومة الصحيحة للأفراد حول مأمونية اللقاح الذي سيشكلُ دعامة نفسية وصحية له تتعاضد مع سُبل الوقاية التي لا يُمكن أن ينأ بعيدًا عنها بمجرد حصوله على اللقاح.

ولفتت البلوشية إلى أهمية المعلومات الصحيحة فيما يتعلق بمأمونية اللقاح لتكون كفة ميزان الطمأنينة حول أخذ اللقاح أرجح من ما تدسهُ الشائعات حول الأمر ذاته.

كيف يتم التطعيم؟

يشار إلى أن اللقاحات المضادة لكوفيد19 تُعطى عن طريق حقنة عضلية؛ وهي عبارة عن جرعتين تفصل بينهما مدة زمنية محددة؛ حيث يبدأ مفعول اللقاح بعد أخذ الجرعة الأولى، غير أنه لا يتم الوصول للمفعول الكامل من اللقاح إلا بعد 14 يوما من تاريخ أخذ الجرعة الثانية، ولذا فإن الشخص وقبل انقضاء هذه المدة يكون عرضة للإصابة بالعدوى وينبغي عليه التوجه للمؤسسة الصحية للمعاينة في حالة ظهور أي أعراض للمرض.

ويمكن التخفيف من الآثار الجانبية للقاحات عن طريق وضع كمادات باردة على مكان الحقنة لتخفيف الألم والاحمرار والتورم في مكان الحقن- إن وجد- واستخدام الأدوية الخافضة للحرارة مثل الباراسيتامول؛ لخفض الحرارة والتقليل من الصداع وآلام المفاصل وفي حالة استمرار هذه الأعراض أو في حالة التعرض لآثار جانبية جسيمة يمكن التوجه إلى أقرب مؤسسة صحية.

وجاء اختيار الفئة المستهدفة للتطعيم استنادًا إلى عوامل عدة؛ منها التقييم المستمر للوضع الوبائي العالمي والمحلي في ظل وجود سلالات جديدة متحورة سريعة الانتشار ودراسة المسح الوطني الاستقصائي المصلي، إضافة إلى دراسة التحليل السكاني التي أجريت في السلطنة للوقوف على العوامل المؤثرة في الخطورة والوفيات الناجمة عن مرض كوفيد19 والتوصيات الصادرة من الوكالات والهيئات الدولية مثل منظمة الصحة العالمية والوكالات الأوروبية للأدوية ومحدودية موارد التصنيع والتوريد بالكميات المطلوبة ضمن إطار زمني مُحدد.

ومن الفئات المُستثناة من أخذ اللقاحات في هذه المرحلة ممن لديهم حساسية مفرطة معروفة لأحد مكونات اللقاحات أو من أصيب بحساسية مفرطة بعد أخذ الجرعة الأولى أو من لديه تاريخ مرضي لحساسية مفرطة معروفة لأي لقاح أو دواء يعطى عن طريق الحقن توجد به نفس مكونات لقاح كوفيد-19.

وستكون اللقاحات مُكملة للإجراءات الوقائية الأخرى؛ حيث إن اللقاحات لن تستهدف تطعيم جميع الفئات السكانية دفعة واحدة وستكون دائمًا هناك فئات مُعرضة لخطر الإصابة ما لم تتقيد بالإرشادات الوقائية، إضافة إلى أن اللقاح سيعمل على الحد من مضاعفات المرض، بينما الإجراءات الاحترازية تسهم في الحد من إمكانية انتقال عدوى المرض للشخص. كما إنه لا توجد صيغة قانونية لجعل اللقاح إجباريًا وسيكون أخذه بدافع من قناعة الأفراد في المجتمع مدعومًا بالتوعية وحفز الشعور بالمسؤولية والواجب الوطني.

ويبقى الوعي المجتمعي عُنصرًا مهمًا للتجاوب مع الخطط الصحية التي تبذلها وزارة الصحة والجهات الأخرى في سبيل تحقيق أفضل مستويات الأمان الصحي للمواطنين والمقيمين على هذه الأرض الطبية لمجابهة الجائحة.

وتحتم المسؤولية على الجميع، التكاتف مع كُل ما من شأنه تعزيز الجانب الوقائي وتحقيق التكافل والتعاضد مع الكوادر الطبية التي تبذل جُهدها في ميادين العمل ليرفل مواطنو ومقيمو السلطنة بالصحةِ والعافية، مع ضرورة التصدي لكل الشائعات التي تُعرقل سير تنفيذ الخطط الصحية الساعيةِ لتحقيق للخروج من هذه الجائحة في أسرع وقت مُمكن.

تعليق عبر الفيس بوك