سعادة ما بعدها سعادة

 

 

يا لها من سعادة، حين ترى الصبية في المسجد، وحضورك لأداء الصلاة مبكراً

 

حمد بن صالح العلوي

 al3alawi33@gmail.com

 

يا لسعادة المرء منِّا حينما يكون مستعداً ومنتبهاً وعلى وعي تام، قبل أن يُنادي المُؤذن لصلاة الفجر، وقبل أن يصدر المنبه صوتاً هادئاً خفيفاً، كشدو العصافير بنصف ساعة .

فموعد أذان صلاة الفجر قد حان، شكرتُ الله تعالى، على نعمة الصحة والعافية، أتهيأ للوضوء، أفتح صنبور المياه، وأقول بسم الله الرحمن الرحيم، مُمددًا كفي لصنبور الماء، وأسرع قليلاً قبل أن ينتهي بقول المؤذن "لا إله إلا الله".

وإذ أنا خارج البيت، متلفظاً عدداً من الأدعية، وأخطو خطوات سريعة، تقدر مسافة خمس عشر دقيقة، وصلنا بفضل من الله وعونه وتوفيقه، وما بقي إلا خمس دقائق، وفي هذا الوقت أستطيع أن أصلي ركعتين، سنة الصبح، ريثما يقيم المؤذن منادياً المصلين ومنبهاً "قد قامت الصلاة، فد قامت الصلاة".

عددٌ من الصبية، يلعبون في ساحة المسجد "الحوش" وكان عددهم أربعة، ألقيتُ عليهم التحية والسلام، ردوا جميعا وبصوت واحد، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، ويدخل أحد الصبية المسجد؛ وإذ هو ينضم مع أقرانه، منهم الراكع والساجد، ومنهم القارئ والذاكر ومنهم رافع كفيه يلهج ولسانه داعيًا.

ولحظات وإذ بالمؤذن يقيم الصلاة، ومن يؤم المصلين يتجهز ويعدل ثوبه وعباءته، ويقرب ناقل الصوت لفمه، حتى يتضح لهم الصوت، ويتنحنح، ويُكبر تكبيرة الإحرام،الله أكبر، وبدأ بقراءة الفاتحة وسكت ثم تبع ذلك قراءة أواخر سورة البقرة بدءًا من قول الله تعالى "لِّلَّهِ مَا فِی ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَمَا فِی ٱلۡأَرۡضِ وَإِن تُبۡدُوا۟ مَا فِیۤ أَنفُسِكُمۡ أَوۡ تُخۡفُوهُ یُحَاسِبۡكُم بِهِ ٱللَّهُ فَیَغۡفِرُ لِمَن یَشَاۤءُ وَیُعَذِّبُ مَن یَشَاۤءُ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَیۡءࣲ قَدِیرٌ". إلى قول الله تعالى" لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ۗ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ۖ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ۚ أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ".

ثم هم راكعا مسبحا مبتهلا، ثم اعتدل من الركوع ثم خرَّ ساجدا، مسبحاً ثمَّ قعد، ثم هوى ساجداً ثم قام للركعة الثانية، وفعل كما فعل بالركعة الأولى، والمصلون معه في كل حركاته وسكناته، إلى أن قعد للتشهد الأخير، مختتما الصلاة، والتفت يميناً وقال السلام عليكم ورحمة الله والتفت شمالاً وقال السلام عليكم ورحمة الله.

يا لها من سعادة، حين ترى الصبية في المسجد، وحضورك لأداء الصلاة مبكراً، سائلين الله تعالى القبول... آمين.