قصة مواطن

 

سالم بن نجيم البادي

يشعر الكاتب بالفخر والسعادة والرضى حين يجد التفاعل مع ما يكتب وترد إليه الاتصالات من أناس لا يعرفهم ولا يعرفونه إلا من خلال ما يكتب، ولابد من الإشارة هنا إلى دور جريدة الرؤية هذه الجريدة الفتية الغراء التي لاقت قبولا وانتشارا واسعاً في المجتمع ونالت ثقة الجميع والدليل على ذلك كثرة تداول الناس ما تنشره من أخبار ومواضيع تهم الناس وتلامس قضاياهم الحياتية اليومية والاحتفاء بما يكتب فيها من مقالات وآراء، والناس يتواصلون مع الكاتب بغية إيصال مشكلاتهم إلى من يهمه الأمر وإلى من يعتقدون أن بيده الربط والحل وربما يفعلون ذلك بعد أن أعيتهم كل الحيل وسدت في وجوههم جميع الأبواب.

تجربتي مع جريدة الرؤية الرائدة أن بعض مقالاتي ومنذ أن تنشر في النسخة الإلكترونيه تتناقلها الأيادي من مجموعة واتساب إلى أخرى، وقد يستمر ذلك لعدة أيام وتنهال عليَّ التعليقات وردود الفعل وذلك يشعرني بعظم وثقل مسؤولية التصدي للحديث عن هموم الناس البسطاء.

قال لي أحدهم: أنتم الكتاب تخدعون أنفسكم وأن لا أحد يقرأ مقالاتكم هذا غرور حين تعتقدون أن هناك من يهتم بما تكتبون، وأدركت أنه هو الذي لا يقرأ، وأيقنت أن الصحافة لم تفقد دورها وأنها ما زالت هي السلطة الرابعة.

نعود إلى المواطن الذي تواصل معي يريدني أن أكتب عن المعاناة التي بدأت في العام 2015 حين أصيبت ابنته في حادث سير ومنذ ذلك التاريخ وهو ينتقل من مستشفى إلى آخر خارج وداخل السلطنة، وأجريت لابنته عدة عمليات في مستشفيات السلطنة ولم تكن موفقة ولعل هذا التعبير أكثر لطفاً من القول إن العمليات كانت غير ناجحة وفاشلة.

وكما يقول والد الفتاة إن هذه العمليات شابتها الكثير من الأخطاء الطبية مما جعله يستعين بمحامٍ لرفع قضية حول موضوع الأخطاء الطبية، سافر الأب بابنته إلى الهند مرتين الأولى على حسابه الخاص والثانية على نفقة الحكومة لكن وقبل أن تنتهي فترة العلاج تم إخباره بأنَّ عليه العودة إلى عمان وبما أن فترة العلاج لم تنتهِ اضطر إلى البقاء هناك ثمانية أيام أخرى على نفقته الخاصة مع ما يترتب على ذلك من دفع مبالغ مالية للعلاج والإقامة والإعاشة ودفع فرق تذاكر السفر نتيجة التخلف عن الموعد المحدد في تذاكر السفر.

وعندما عاد لم تنتهِ المعاناة حيث دخل في معركة مع شركة التأمين وتصديق الفواتير هو من سكان البريمي وعليه في كل مرة قطع المسافة بين البريمي ومسقط يتردد على جهات كثيرة من أجل التصديق على الفواتير، وهو الذي تكبد مبلغا ماليا كبيرا مقارنة مع ظروفه المالية.

هنا أترك المواطن يسرد جانباً من قصته:

"أنا مواطن عماني تعرضت إحدى بناتي لحادث سير مؤلم وبعد عدة عمليات غير موفقة هنا في السلطنة قمنا بتسفيرها للعلاج في الهند قمنا بعدها برفع قضية على شركة التأمين حيث قامت بصرف مبلغ عن الإصابات الجسدية وأرجأت التعويض عن مصاريف العلاج بدعوى عدم اعتماد الفواتير من وزارة الصحة أو وزارة الخارجية أو من السفارة الهندية في مسقط وبعد ترددي بين أروقة تلك الجهات الثلاث من مكتب إلى مكتب ومن قسم إلى قسم ومن موظف إلى موظف كان الرد النهائي أنه لا يتم التصديق على الفواتير إنما يتم التصديق على الإجازات المرضية والتقارير الطبية فقط وهذه تم اعتمادها فعلا، ولكن بقيت فواتير العلاج بدون تصديق وحسب رد السفارة الهندية يتم الاكتفاء بختم الفواتير من المستشفى الصادرة منه والفواتير مختومة من المستشفى الصادرة منه، علماً بأن هناك مصاريف ليس على شركة التأمين ولاتوجد لها فواتير وهي مصاريف الأكل والشرب والتنقلات والاتصالات والأدوية ومساعدات طبية مثل الكراسي المتحركة والأسرة، وإجازات دون راتب وجلسات علاج طبيعي في مراكز متخصصة والكثير غير ذلك".

انتهى كلامه ويرجو المواطن أن يجد آذانا صاغية لدى الجهات المختصة وعند أصحاب الشأن.