الحملة الوطنية للتحصين والواقع

 

ناجي بن جمعة البلوشي

 

خلال زيارته الأخيرة لولاية صلالة بمُحافظة ظفار، صرح معالي الدكتور وزير الصحة الموقر لتلفزيون السلطنة قائلاً إن الوزارة تسعى في حملتها الوطنية للتحصين ضد كوفيد-19 للوصول إلى تحصين مليون و500 ألف نسمة من السكان في المجتمع، قبل أو مع نهاية شهر يونيو المقبل، وأن هذا الرقم يعادل نسبة 30% تقريبا من إجمالي عدد السكان، وحتى لا نهضم حقوق العاملين في القطاع الصحي فإن لوزارة الصحة جهودها المبذولة التي لا يمكن لنا أن نحصرها هنا؛ فالتضحيات التي يقدمها منتسبوها بكل وفاء ووطنية وإنسانية لا ينبغي لنا في مقابلها سوى تقديم كل أوجه الدعم والاحترام والتقدير.

لست هنا هاضمًا للحقوق بل متعمقاً في الواقع الحقيقي الذي يمكن أن نتخيله من مجرد تفكيرنا في الرقم الذي أعلن عنه معاليه والواقع الذي نحن فيه، فاليوم تاريخ 22 من أبريل أي قبل حوالي 70 يومًا من التاريخ المحدد للانتهاء من تحصين مليون و500 ألف شخص، إذا وضعنا رقماً أقرته السلطات لكنه يتغير بمتغيرات الساعات اليومية مع العاملين فيها والمختصين بالتحصين، فإننا نضع هنا رقماً ربما يقترب من الحقيقة أو يزيد لأعداد من انتهينا من تطعيمهم، فنقل مثلا بين 250 ألفا إلى 300 ألف شخص محصن، وهذا يعني أنه تبقى لدينا ما يقارب المليون و200 ألف ممن يستحقون التحصين في مدة أقصاها سبعين يوما. بيد أنه خلال السبعين يوماً ما يقارب 10 أيام جُمع،إضافة إلى 3 أيام إجازة عيد الفطر السعيد المتوقعة، ومن هذه الحسبة وهذه الأرقام فإنَّ الواقع يصارحنا بأننا أمام 60 يومًا لتطعيم مليون و200 ألف إنسان مستحق للتطعيم؛ مما يعني أنه علينا وضع اللقاح في ذراع 20 ألف مستحق يوميًا. وهذا الرقم للأسف لم نسجله- في الواقع- لا في يوم واحد ولا على مدى أسبوع بكل ولايات السلطنة؛ بل إن الرقم اليومي المقيد في السجلات أقل من هذا الرقم بكثير. إذن نحن اليوم أمام خطة تنفيذها في الواقع صعب جدا، إن لم يكن يقترب من المستحيل؛ لكنها ليست مستحيلة بالكامل، فأبناء عُمان لا يُوقف حدود طموحهم وأهدافهم شيء، وتبقى الرؤية الشاملة لجوانب الخطة والتنفيذ ودراستها الدراسة الدقيقة الوافية تمثل الهدف المنشود. وبتعاوننا جميعاً من مستحقي التحصين وذوي المستهدفين أو الإعلاميين أو رواد المواقع الإلكترونية أو فرق التطوع أو منتسبي الأندية الرياضية أو غيرهم من شرائح المجتمع أو بتعاوننا جميعاً نحن أبناء عمان دون تحديد، سنجعل من الصعب سهلا، وسيتم هذا التحصين في موعده، وعلى أكمل وجه.

حفظ الله تعالى عُمان وأبناءها لما فيه الخير.