فايزة بنت سويلم الكلبانية
اعتدنا أن نرى قصة بناء هذا الوطن عبر مقاطع الفيديو المتداولة بمختلف وسائل التواصل الاجتماعي للسلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- وهو يجوب الصحاري والجبال متنقلًا بين مختلف محافظات وولايات السلطنة منذ أن تولى حكم البلاد عام 1970، وخلال مرحلة شبابه وحتى وقت قريب قبل رحيله..
كان السلطان الراحل يلتقي الشيوخ والأعيان والمواطنين شيبا وشبانا، قاطعا المسافات مرتحلا بين الجنوب والشمال والشرق والغرب بأبسط هندام، مفترشا الأرض تارة، وجالسا ليرتاح من عناء الطرق تحت ظل شجرة تارة أخرى، وممسكا بالخريطة ومن معه يتحاورون ويخططون لمستقبل أفضل لكل عمان، ويلتقي بالمواطنين ليستمع إليهم وإلى مقترحاتهم ومطالبهم للتطوير ويعمل على توفير سبل الحياة الكريمة من منطلق رؤيته الحكيمة الثاقبة- طيب الله ثراه- بأن "المواطن شريك في التنمية".. ليضرب لنا جميعا أروع المواقف التي تشهد بأن العمل الحقيقي يكون بالوقوف على الميدان، ولا نعتمد على ما ينقل لنا ونسمع من فلان وعلان مهما علت منازلهم ومناصبهم، وإنما نذهب لنرى ونستكشف ونطلع بأم أعيننا لنتخذ القرارات الصحيحة بعيدا عن التقارير المكتوبة بلغة اللسان غالبا بعيدا عن واقع الحال والتنظير، فالميدان هو المعلم الحقيقي، لنسير في الطريق الصحيح.
وها هي السيدة الجليلة عهد بنت عبدالله البوسعيدية حرم جلالة السلطان المعظم- حفظها الله ورعاها- تضرب لنا جميعا- من مواطنين وموظفين ومسؤولين وصناع قرار وغيرهم- أروع الأمثلة في ذلك؛ حيث نراها يوميا في زيارات ميدانية متنقلة بين المحافظات، بكل تواضع وبساطة بين المواطنين، تتلمس احتياجاتهم، وتستمع لتحدياتهم ومناشداتهم، فيفرح الصغار قبل الكبار بتشريفها، داعمة لكل يد تنشدها، وملبية لنداءات كل من استغاث بطيب كرمها، لتدعم رواد الأعمال بشراء منتجاتهم، وتُعين صاحب الحرف لتطوير عمله ومكان رزقه، ليخلده الزمان إرثا وتراثا يتوارثه الأجيال لتبقى هذه الحرف خالدة وحاضرة على مدى الزمان، وتتابع حالة علاجوجهت نداء استغاثة للشفاء من مرضها، وتشد من أزر أطفال ليكونوا عونا لأنفسهم وأهاليهم ويبدأوا مشروعهم المتواضع منذ نعومة أظافرهم بتشجيع ودعم من السيدة الجليلة قبل أي شخص آخر، وغيرها من أساليب الدعم والتحفيز التي تقدمها السيدة الجليلة.
كلنا فخر بأم الوطن، وأم الإنسانية على حسن صنيعها، وإطلالتها التي تبث فينا الفخر والاعتزاز نحن نساء عمان، لبذل المزيد من العطاء لخدمة هذا الوطن الغالي.
وصدق صاحب السمو الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح طيب الله ثراه أمير دولة الكويت حين قال إن: "السلطان قابوس ما مات.. وأنتوا موجودين".. فكل هذه المواقف العظيمة من السيدة الجليلة، والتفاعل مع المجتمع ومتطلبات الشعب بلا حواجز ووسطاء، بشخصها وتواضعها حفظها الله ورعاها، ما هو إلا تأكيد على مواصلة تحقيق النهج القابوسي السامي من منطلق أن راحة الشعب وأبناء الوطن تأتي في المقام الأول.
وأيضا هذا ما أكد عليه صاحب السمو السيد أسعد بن طارق آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون العلاقات والتعاون الدولي، الممثل الخاص لجلالة السلطان، في حديث له قائلا: "جاءت أولى توجيهات حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- للوزراء والمسؤولين بأن ينزلوا إلى الميدان، ويزوروا الشركات والمؤسسات والمصانع، وأن يلتقوا بالناس ويتلمسوا احتياجاتهم وتحدياتهم، فنحن من أوصى بنا السلاطين خيرا، نحن أبنائهم وأبناء هذا الوطن الغالي، وكلنا شركاء في بنائه".