أنيسة الهوتية
"عشرين واحد وعشرين".. هذا الرقم التصاعدي نأمل من قدومه صعوداً طيباً بلا توقف في مجالات الحياة المختلفة لكل البشرية الخيرة؛ لأنها فعلا تستحق الأفضل بعد الاختزال الذي تسببت به كورونا في العام عشرين عشرين، الذي لربما كونه رقمًا من أرقام التكرار الموصوف بأرقام اللاحركة "أرقام مكانك سر"، فإنها كانت لإقامة التصفيات وإنهاء بعض الأمور المفرطة كما كان يقول جلال الدين الرومي، بأن هناك أعواما تأتي مكللة بالهموم مثقلة بالأحزان لتخفيف الأرض من ذنوب أهلها وإرجاع وتيرة الحياة إلى الاتزان.
أما في كتاب سحر الأرقام والحروف للمؤلف الإمام محمد الغزالي -والذي لن نجده حاليا في باقة مؤلفاته- فإن الأرقام المتكررة دلالة على الخير الكثير أو الشر الكثير، حسب نوعية الرقم والتوجه الاجتماعي له في ذلك الآن، أو أنها رسالة كونية إرشادية توعوية حين ظهورها فجأة وانتباه المستقصد لها مباشرة أو بنفسه دون تنبيه من أحد!
أمَّا في علم الكرونولوجيا، وبالتحديد الميثاق الزمني من منتصف الليل إلى منتصف الليل، فإنَّ الرقم عشرين يساوي ثمانية! والثمانية من أكثر الأرقام سِحراً في مميزاته، ولا يعلم ذلك سوى من قرأ كتاب الغزالي، ويليه الرقم أحد عشر، فالثمانية يمتلك الاتزان، والثبات، والقوة، وعدم الانتهاء، والاستمرارية، والقناعة، والترابط، والتسامح، والنشاط، وأيضا "اللف والدوران" و"عشرين عشرين" فعلا "لفت ودارت" علينا تنازليًّا.
وفي كلِّ هذه المعمعة العلمية التي تكاد تكون كما قال أحد الزاهدين: "إنه علم لا ينفع وجهل لا يضر"، ولكلامه وقعٌ مثل النقش على الحجر، فإن الإيمان بالقدر خيره وشره من أركان الإيمان الستة الثابتة، وعلى المؤمن أن يؤمن إيماناً حقاً تاماً ثابتاً بأن رب الخير لا يأتي إلا بالخير، ولكن كما قال رب العزة سبحانه في سورة العاديات الآية السادسة: "إن الإنسان لربه لكنود" صدق الله العظيم، وتلك رسالة إلهية تبين حالة البشري الذي لطالما تعود على النظر إلى نصف الكوب الفارغ والتذمر عليه دون النظر إلى النصف الممتلئ! فبذلك المنظور وبتلك الرغبات والمتطلبات لا يستطيع هذا الإنسان الواهن أن يميز أن الخير كثيراً ما يأتي وهو يلبس السواد!
ومن أبسط الأمور التي أكاد أراها في الخير القادم لعشرين واحد عشرين، حين تفتح أبوابها، هو أن المؤسسات والشركات التي سرحت أعداداً هائلة من الموظفين، خاصة الوافدين في عشرين عشرين ستحتاج إلى القوى العاملة لتحريك عجلة العمل؛ وبالتالي فإن الفرص التوظيفية للمواطنين ستكثر، أما المواطنون من ذوي الخبرة في المجالات المختلفة فلربما ستهطل عليهم الفرص الأفضل من مؤسسات أخرى؛ فبالتالي يبدأ التنقل الوظيفي الإيجابي، لأنَّ كل وظيفة يتركها الموظف ذو الخبرة في مجالها للصعود إلى وظيفة أفضل أو فرصة، فإنه يترك وظيفته لشخص آخر يتطلع إليها كفرصة صعود لإثبات العمل ولنيل خبرة أكبر! وهَلُمَ جرًّا.
ونتمنَّى من الجهات المسؤولة وضع قوانين ثابتة لإعطاء أولوية تشغيل الفرص الوظيفية لغير المتقاعدين، ففي الكثير من الأمثلة نجد متقاعداً يعمل في شركة خاصة ويحصل على راتبين: راتب التقاعد وراتب الوظيفة، بينما هناك باحث يستحق هذه الوظيفة ويحتاجها أكثر لتسيير حياته ومعيشته. وأيضا وضع تسهيلات خاصة للمشاريع الاستثمارية التي يفتتحها المتقاعدون حتى تكون لديهم فرصة عمل خاصة بهم يفرغون فيها طاقاتهم العملية والفكرية والخبرة التي حصلوا عليها خلال أعوام العمل الماضية، وكذلك بمؤسساتهم الصغيرة تلك يكونون هم سبب فتح أبواب للتوظيف لشباب آخرين.
وكما قال عمي ناصر: "الفلج بو سايرة درب واحد ما تنفع، غيروا لها دربها حتى تتوسع".