فايزة بنت سويلم الكلبانية
وللأوطان في دم كل حر..
يد سلفت ودين مستحق...
(أحمد شوقي)
سعدنا خيراً بتفضل حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- بإلقاء خطابه السامي بمُناسبة العيد الوطني الخمسين للنهضة عبر إذاعة وتلفزيون السلطنة؛ حيث ركَّز جلالته في خطابه السامي على أبرز المضامين من خلال العمل لتطوير الجهاز الإداري للدولة من خلال رؤية عُمان 2040، إلى جانب تكريس منظومة المحاسبة والمساءلة الإدارية وستكون تحت إشرافه السامي، وتفعيل الحماية الاجتماعية، مثمناً ما قام به أفراد ومؤسسات البلد لدعم ومساندة الجهود الحكومية للحفاظ على صحة وسلامة الجميع ولهو محل تقدير واعتزاز منِّا مثمنين كل ما بذلتموه من مساع نبيلة.
كما أوضح جلالته أنَّه رغم التحديات التي واجهت السلطنة مؤخرًا، إلا أن خطة التوازن المالي والإجراءات المتخذة ستكون بلاشك كافية للوصول باقتصادنا الوطني إلى بر الأمان، كما إن القطاعات الصحية والاجتماعية والاقتصادية تأتي على رأس أولوياتنا.
كثيرة هي عبارات وأقوال السلطان الراحل قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- ودعواته للاهتمام بالشباب والمرأة والتنمية وأرض الوطن وإشراكهم في صناعة التنمية العُمانية.. ها هو الثامن عشر من نوفمبر يطل علينا من جديد للعام 2020، ولكن إطلالته هذا العام لن تكون بذات الإطلالة التي اعتدنا عليها ولكننا نعاهد قائدنا الراحل أن نحافظ على مُنجزات هذا الوطن الغالي.. فاليوم أصبح الثامن عشر من نوفمبر ذكرى مُضيئة في سجل الذكريات التي يحفظها التاريخ العماني الخالد، الحافل بالمنجزات القابوسية، معاهدين حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق – حفظه الله ورعاه- على الولاء والطاعة في استمرار العهد السعيد.
لقد خاضت المرأة العُمانية غمار الحياة العامَّة من أوسع أبوابها؛ وأسهمت في بناء المجتمع.. فمسيرة النهضة الظافرة على مدى 50 عامًا جعلت من المرأة العمانية نموذجاً فريداً بما تحظى به من اهتمام وتكريم، وذلك بفضل الفكر السامي الذي اعتبرها شريكة في التنمية لا غِنَى عنه؛ فكانت منهن الوزيرات، والمكرَّمات أعضاء مجلس الدولة وأيضًا مجلس الشورى، والسفيرات، وممثلات مشرِّفات للسلطنة، وصاحبات سعادة، ومديرات، وصاحبات مشاريع ورائدات أعمال؛ سواءً في القرى أو المدن، في الحضر أو البادية، في السهل أو الجبل؛ استجابةً وطنيةً لدَعوَةٍ أطلقها مَولانا حَضرَة صاحبِ الجلالةِ السُّلطان قابوس بن سعيد المعظم –طيب الله ثراه- لها بأن تُشمِّر عن ساعد الجد، وأن تُسهم في حركة التنمية الاقتصادية والاجتماعية حسب قدرتها وطاقتها، وخبرتها ومهارتها، وموقعها في المجتمع.
لقد كان الدعم السامي- ولا يزال- الركيزة الأساسية التي تنطلق منها المرأة نحو فضاءات أرحب من العمل والكفاح، جنبًا إلى جنب مع أخيها الرجل، ويتبدى ذلك جلياً في خطابات السلطان الراحل قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه-، وها هو حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه يواصل- النهج السامي في دعم المرأة العمانية وتعزيز دورها وحفظ حقوقها ومكانتها الاجتماعية والنهوض بها وإشراكها في مختلف المجالات كلبنة أساسية في المجتمع، وقد واصلت على مدى تاريخها دورها المنوط بها، سواء داخل البيت كأم وزوجة وأخت أو خارجه كطبيبة أو مهندسة أو معلمة أو إعلامية وأي مهنة أخرى، والتي وضعت فيها بصمتها المميزة وسجلت اسمها في التشكيلة الوزارية الحديثة بحروف من ذهب.