مستقبل التخطيط العمراني بالسلطنة

د. حميد بن فاضل الشبلي

Humaid.fadhil@yahoo.com

قبل عدة أيام كانت لي متابعة للمؤتمر الدولي الذي نظمته وزارة الإسكان والتخطيط العمراني، الذي حمل عنوان (مؤتمر يوم العمران العالمي الافتراضي - World Urbanism Day) ، حيث جرى تنفيذه بمشاركة افتراضية للعديد من الخبراء والأكاديميين والمختصين والباحثين  في مجال التخطيط العمراني من السلطنة إضافة إلى بعض المشاركات الخارجية، حيث احتوى المؤتمر على أربعة محاور رئيسية (التمدين - المدن الذكية - المجتمع - التقييم والمتابعة).

لذلك الحديث عن ما دار في هذا المؤتمر من معلومات ومشاريع ومداخلات لن نتطرق لها في هذا المقال، وسنحاول بإذن الله العودة لها في موضوع خاص لاحقًا، إلا أننا كلنا أمل أن تحظى المرحلة القادمة من التخطيط العمراني في السلطنة بالجودة والتخطيط السليم التي تراعي حاجة المجتمع في الحاضر والمستقبل ، وربما استبشرنا خيراً في بعض المواضيع من النماذج الجميلة التي تم طرحها في المؤتمر مثل (استراتيجية التنمية العمانية الوطنية - مشروع رأس الحمراء - مدينة العرفان - المدن الذكية - المبادرة الوطنية للأحياء السكنية (حي النسيم) بولاية بركاء - مدينة الأحلام بولاية لوى).

في هذا المقال وتزامنًا مع أهمية هذا الحدث الخاص بالتخطيط العمراني، أود تسليط الضوء على الواقع الذي نعيشه حاليًا وهو ما تعانيه بعض المخططات العمرانية من قصور وعشوائية، ولذلك في صباح يوم المؤتمر تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يحتوي على مشهد لجريان وادٍ يمر وسط مبنى سكني قيد الإنشاء، وهذه بعض السلبيات التي تحدث عنها بعض المشاركين في المؤتمر والتي تم تسجيلها لبعض أخطاء التخطيط في المرحلة الماضية، وهو ما تطرقت له في مقال سابق نشر في شهر مايو المنصرم بعنوان (حتى لا تحاسبنا الأجيال القادمة) ، وفي ذلك وضعت تساؤلا هل مخططاتنا العمرانية وشبكات الطرق والخدمات الأخرى تستوعب الزيادة السكانية المتوقعة في المستقبل، وذلك من خلال ضرورة وجود تخطيط مستقبلي مدروس ومنظم.

النقطة الأخرى الهامة التي أود التركيز عليها هي الآمال الموضوعة في الوقت الراهن، على عاتق كل من وزارة الإسكان والتخطيط العمراني ومكاتب أصحاب السعادة المحافظين، في وضع حلول سريعة لطلبات المواطنين المتراكمة للأراضي السكنية والتجارية والصناعية، ولعل أبرزها منح الأراضي السكنية التي بات كثير من الأفراد في طابور الانتظار للحصول عليها منذ عدة سنوات، حيث توجد نسبة كبيرة من الشباب المتزوجين الذين يسكنون في بيوت وشقق بالإيجار، أو يزاحمون والديهم بالسكن معهم في الوقت الراهن، كما لا ننسى مسألة افتقار كثير من المخططات السكنية للخدمات الضرورية (كهرباء- ماء - طرق - هاتف) ، ولذلك من الطبيعي أن يتأخر التعمير في مثل هذه المخططات، لذلك من الضرورة التعجيل في وضع الحلول العاجلة التي ستسعد عددا كبيرا من أبناء المجتمع يحلم أن يعيش مع عائلته في سكن ملك خاص بهم.

 

كما أتمنى تفعيل مقترح توزيع الأراضي السكنية لمن لديه الرغبة الفعلية للبناء مع منح مدة معينة لصاحب الأرض لبنائها، وفي حال عدم الشروع بالبناء يتم توزيعها لشخص آخر في الانتظار ولديه القدرة ورغبة أكيدة للبناء، مع حفظ دور الشخص الذي لا تسمح ظروفه الحالية بالبناء ليكون ضمن المخطط الذي يأتي بعده وهكذا، مع التأكيد أنه يوجد أفراد لديهم أراضٍ (سكنية - تجارية - صناعية) وغير قادرين على بنائها وتعميرها لوجودها في مواقع بعيدة كل البعد عن أي خدمة (طريق - ماء - كهرباء- هاتف) ، فهل يغامرون في الشروع بالبناء وتركها مهجورة لعدة سنوات حتى تحل عليها ليلة القدر بوصول تلك الخدمات إليها .

وختاماً هذه بعض الآمال والأمنيات التي يأمل المجتمع من المؤسسات المعنية بالتخطيط العمراني سرعة حلها، قبل أن ننطلق بعون الله لتطبيق المدن الذكية وكذلك تشييد ناطحات السحاب.