الإسلام خيرٌ للبشرية

جيهان رافع

الإسلام خيرٌ للبشرية جمعاء فهو رسالة التسامح والسلام والإبداع لصيغة التنظيم البشري.

وإنّ أعظم ما قيل في الاشتياق: أذّن بلال يومًا في المدينة بعد وفاة النبي -صلى الله عليه وسلّم- بأعوام وعندما وصل إلى –أشهد أنَّ مُحمدًا رسول الله- بكى وبكت المدينة.

يقول البروفيسور راما كريشنا في كتابه (محمد النبي): " لايُمكن معرفة شخصية محمد –صلى الله عليه وسلّم- بكل جوانبها ولكن كل ما استطعت تقديمه هو نبذة عن حياته بصور متتابعة جميلة، فهناك محمد النبي (ص) ومحمد المحارب (ص)، ومحمد رجل الأعمال (ص) وهو ذاته رجل السياسة ورجل الخطابة والرجل المُصلح والملاذ الآمن لليتامى وحامي العبيد، ومحرر النساء والرجل القاضي".

ويقول المُستشرق الأمريكي سنكس في كتابه (ديانة العرب): " ظهر مُحمد- صلى الله عليه وسلم- بعد المسيح عليه السلام بخمسمائة وسبعين سنة وكانت أولوياته ترقية عقول البشر بإشرابها الأصول الأولية للأخلاق الفاضلة وبإرجاعها إلى الاعتقاد بإلهٍ واحد وبحياةٍ بعد هذه الحياة".

وقال المُفكر الفرنسي ديباسكييه في الإسلام: "إنّ الإسلام هو المُخلّص الوحيد للبشرية من التشتت والإلحاد اللذين انتشرا بكثرة في الآونة الأخيرة، فالإسلام هو الوحدانية التي يحتاجها العالم ليتخلص من متاهات الحضارة المادية التي وإذا استمرت ستنتهي بتدمير الإنسان".

إنّ كل ما سلف وما سيذكر وما ذكره التاريخ وأثبتته الحقائق عن الدين الحنيف دين السماح والسلام جذب عدداً لا يستهان به من الغربيين لاعتناق الإسلام وخير شاهد على ذلك راقص الباليه البريطاني الذي اعتنق الدين الإسلامي وبعدها أطلق على نفسه اسم عبد الرشيد الأنصاري وعمل أستاذًا في جامعة الأزهر قال: "إنّ الذي يعتنق الإسلام أشبه برجلٍ استيقظ من نومٍ عميق وبعدها لاح الفجر فرفع رأسه لأنه أصبح مُسلمًا".

وفي نفس المشهد نرى أنَّ الأسباب متعددة لكل من اعتنق الإسلام لكن المقصد واحد وهو الخروج من الفوضى الداخلية في النفس إلى تنظيمها وترتيبها على ما يُشعرها بالسكينة وما يجعلها مطمئنة، كما حدث مع الملاكم الألماني بيير فوكل الذي أسلَم على يده بعد إسلامه أكثر من ثلاثة آلاف ألماني.

قال مالكوم إكس: "إنّ أمريكا في حاجة لفهم الإسلام لأنَّه الدين الوحيد الذي يملك حل مشاكل العنصرية".

ترعرعت فكرة المسامحة في المسلم منذ ولادة الإسلام ونشأ مفهوم الإنسانية من الإسلام ففي الزكاة يدفع بالنفس الإنسانية نحو العطاء ويحثها على المساعدة والصدقة وفي الصلاة وكما قال علي عزت: "ليست الصلاة مُجرّد تعبير عن موقف الإسلام من العالم إنما هي أيضًا انعكاس للطريقة التي يُريد بها الإسلام تنظيم هذا العالم".

فإذا آمنت بالإسلام إذن أنت تؤمن بالسلام فهو الإبداع لطرق التنظيم ولمَ يؤدي إلى محاسبة النفس كي يستطيع الإنسان أن يقف موقف الحق من الطرف الآخر وهو السياسة الأخلاقية عندما يتقن الإنسان التعامل بما نصّ عليه وما دعا إليه الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام.