طفرة بالأجسام المضادة لـ"كورونا".. وعمال المتاجر "وسطاء عدوى" بلا أعراض

ترجمة - رنا عبدالحكيم

نشرت شبكة "سي.إن.إن" الإخبارية، نتائج دراستين ذاتا علاقة بمستجدات تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"؛ وجدت الأولى منهما أنَّ العمل في متجر البقالة يعرِّض الموظفين لخطر الإصابة بالعدوى، لا سيما أولئك الذين يتعين عليهم التفاعل مع العملاء، بينما فجَّرت الدراسة الثانية مفاجأة بأنَّ المناعة ضد عدوى الفيروس تظل في أجسام الأشخاص المتعافين لمدة خمسة أشهر على الأقل، وربما لفترة أطول من ذلك.

وأفادت الدراسة الأولى، التي نُشرت بمجلة الطب المهني والبيئي، بأنَّه من المحتمل أن يصبح العاملون في متاجر البقالة "مصدرًا مهمًا لانتقال الفيروس دون معرفة ذلك؛ لأن معظم المشاركين في الدراسة كانوا بدون أعراض.. وكان 20% من 104 من عمال البقالة الذين خضعوا للاختبار في متجر في بوسطن في مايو، كانت اختبارات مسحة الأنف الخاصة بهم إيجابية، وقال الباحثون إنَّ هذا كان معدل إصابة أعلى بكثير مما شوهد في المجتمعات المحيطة. وكان العمال الذين تعاملوا مع العملاء أكثر عرضة للإصابة بفيروس "كوفيد 19" بخمس مرات من زملائهم في مناصب أخرى.

وقال الدكتور جاستن يانج الأستاذ المساعد في كلية الطب بجامعة بوسطن والباحث في كلية هارفارد للصحة العامة، الذي عمل على الدراسة: "لقد فُوجئنا بالتأكيد برؤية أن هناك العديد من الأشخاص الذين لم تظهر عليهم أعراض". وأضاف: "هذا بالتأكيد مقلق للغاية لأنه يعني أن موظفي متاجر البقالة بالتجزئة يعملون نوعًا ما كوسيط للفيروس، مثل الموزع الفائق تقريبًا".

وفي الدراسة الثانية، وجد الباحثون أنَّ أجسام الأشخاص تنتج جيشًا من المركبات المناعية استجابةً للعدوى، وبعضها يموت في البداية سريعاً، بينما يتراكم البعض الآخر بشكل أبطأ، مشيرين إلى أنَّ القياسات التي تُظهر استجابة متضائلة للأجسام المضادة في الأشهر الأولى بعد الإصابة قد تقيس الموجة الأولى، ولكن هناك فريق ثانٍ يبني قوته في الخلفية. وأظهر الدراسة أن 90% من الأشخاص الذين يتعافون من العدوى يحافظون على استجابة ثابتة للأجسام المضادة بشكل عام.

وقال فلوريان كرامر أستاذ التطعيم في كلية الطب في إيكان، والذي قاد فريق الدراسة، إنَّ "الاستجابة المناعية استمرت لعدة أشهر". وأضاف: "بينما ظهرت بعض التقارير التي تقول إن الأجسام المضادة لهذا الفيروس تختفي بسرعة، وجدنا العكس تمامًا، أن أكثر من 90% من الأشخاص الذين يعانون من مرض خفيف أو متوسط ينتجون استجابة قوية بما يكفي لتحييد الفيروس".

ونظر الفريق في استجابات الأجسام المضادة لأكثر من 30 ألف شخص ثبتت إصابتهم بـ"كوفيد 19" بين مارس وأكتوبر، ووصفوا استجابات الأجسام المضادة بأنها منخفضة أو متوسطة أو عالية، وأنَّ أكثر من 90% لديهم مستويات معتدلة إلى عالية من الأجسام المضادة لبروتين سبايك للفيروس (الهيكل الذي يستخدمه لمحاربة الخلايا التي يصيبها)

القائمون على الدراسة تابعوا عن كثب 121 مريضًا تعافوا وتبرعوا بالبلازما، مرة واحدة بعد ثلاثة أشهر من ظهور الأعراض لأول مرة، ومرة أخرى بعد خمسة أشهر. ورأوا انخفاضًا في بعض الأجسام المضادة. لكن آخرين أثبتوا مناعة أكبر، وقالوا إنَّ الخطوة المهمة التالية ستكون تحديد ما يُعرف باسم ارتباطات الحماية، وهي المركبات التي يُمكن قياسها في الدم والتي ستخبر الأطباء ما إذا كان شخص ما مُحصنًا أم لا.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة