الوقت الإضافي للمشاورات أوشك على النفاد

"مخاض عسير" لحكومة توافقية.. هل يضيِّع لبنان فرصته الأخيرة؟

ظهور مفاجئ للحريري يربك المشهد المضطرب

عون يرأس الاستشارات النيابية الملزمة لتكليف رئيس جديد للحكومة

بيروت - الوكالات

قبل موعد الاستشارات النيابية الملزمة لتكليف رئيس جديد للحكومة المقررة اليوم، أشار رئيس الحكومة السابق سعد الحريري إلى أنَّه سيُرسل وفدا إلى الكتل النيابية البارزة "للتأكد من استمرار التزامها بالورقة الفرنسية لإنقاذ لبنان"، بحسب ما أكده بيان صادر عنه.

وأشار الحريري -حسب وكالة الأنباء الفرنسية-  إلى أن مبادرة الرئيس الفرنسي هي الفرصة الوحيدة والأخيرة لوقف الانهيار، وفي المقابل فإنَّ حزب الله وحليفته "حركة أمل" لا يزالان متمسكين بتسمية وزير المالية والوزراء الشيعة في الحكومة، وهو ما أطاح بولادة حكومة الرئيس المكلف السابق مصطفى أديب.

وأوضح الحريري -في بيان- إثر لقائه الرئيس ميشال عون في القصر الرئاسي: "أبلغته أني سأرسل وفداً للتواصل مع جميع الكتل السياسية الرئيسية للتأكد من أنها ما زالت ملتزمة بالكامل ببنود الورقة الفرنسية". وأنه في حال تبيّن أن "هناك من غيَّر رأيه، خاصة بالشق الاقتصادي فيها وشق الاختصاصيين، مع علمه المسبق أن ذلك يفشلها، فليتفضل يتحمل مسؤوليته أمام اللبنانيين ويبلغهم بهذا الأمر".

واعتبر الحريري أنَّ هدفه هو تعويم مبادرة الرئيس ماكرون؛ لأنها الفرصة الوحيدة والأخيرة لوقف الانهيار وإعادة إعمار ما دمره انفجار مرفأ بيروت. مضيفا: "المبادرة الفرنسية قائمة على تشكيل حكومة اختصاصيين لا ينتمون للأحزاب، تقوم بإصلاحات محددة بجدول زمني محدد، لا يتعدى أشهراً معدودة"، لافتا الى "أن عدم وجود أحزاب بالحكومة هو لأشهر معدودة فقط.

وشدّد على أنّ "تشكيل مثل هذه الحكومة والقيام بهذه الاصلاحات يسمح للرئيس ماكرون، حسبما تعهد أمامنا جميعا، بتجييش المجتمع الدولي للاستثمار بلبنان، وتوفير التمويل الخارجي للبنان، وهي الطريقة الوحيدة لوقف الانهيار الرهيب".

ويسبق حراك الحريري موعد الاستشارات النيابية الملزمة التي دعا إليها الرئيس عون اليوم الخميس، بعد اعتذار مصطفى أديب أواخر الشهر الماضي عن تشكيل حكومة نتيجة شروط سياسية مضادة.

وفشلت القوى السياسية الشهر الماضي في ترجمة تعهد قطعته أمام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بتشكيل حكومة في مهلة أسبوعين وفق خارطة طريق فرنسية نصت على تشكيل حكومة "بمهمة محددة" تنكب على إجراء إصلاحات ملحة للحصول على دعم المجتمع الدولي.

وإثر اعتذار أديب، منح ماكرون في 27 سبتمبر القوى السياسية مهلة جديدة من "أربعة إلى ستة أسابيع" لتشكيل حكومة، متهماً الطبقة السياسية التي فشلت في تسهيل التأليف بـ"خيانة جماعية".

ومن المقرر أن يلتقي الحريري رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي كان تمسكه مع حليفه حزب الله، القوة السياسية والعسكرية الأبرز، بالاحتفاظ بحقيبة المال وتسمية الوزراء الشيعة وسط معارضة أطراف أخرى بينها الحريري قد أطاح بولادة حكومة أديب.

إلى ذلك، شن جبران باسيل رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية اللبناني السابق، هجوما مبطنا على رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، لطرحه نفسه لرئاسة حكومة من شأنها تأييد مبادرة فرنسية لحل الأزمة الاقتصادية العميقة في البلاد.

وخلال احتفال أقامه التيار الوطني الحر في منطقة بعبدا بالعاصمة بيروت، قال باسيل -وهو صهر رئيس الجمهورية ميشال عون- إنه "لا علم لدينا إذا كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عيّن أحدا ليشرف على مبادرته (لمعالجة الأزمتين السياسية والاقتصادية بلبنان)، ويقوم بفحص الكتل ليرى مدى التزامها بالمبادرة".

وواصل باسيل انتقاده للحريري بقوله إن من يريد ترؤس حكومة اختصاصيين (تكنوقراط) يجب أن يكون هو الاختصاصي الأول، أو أن يتنحى لاختصاصي آخر. ورأى أن الصراع على السلطة والخوف من الآخر كبير، لدرجة أن الفريقين جاهزان لإضاعة فرصة إنقاذ البلد مقابل تحصيل مكسب بحفظ موقعيهما في النظام.

وسيعقد عون مشاورات رسمية اليوم بشأن ترشيح رئيس للوزراء، لتشكيل حكومة جديدة تحل محل حكومة دياب التي تقدمت باستقالتها قبل شهرين بعد انفجار ضخم ألحق أضرارا بمناطق واسعة من العاصمة بيروت وأودى بحياة 200 شخص.

تعليق عبر الفيس بوك