نداء من المصابين بحساسية الجلوتين

جيهان رافع 

 

أردت هنا أن أُشير إلى حالات بدأت تنتشر في عالمنا العربي الذي اعتاد في نظامه الغذائي على القمح بل هو الغذاء الرئيسي لنا فأينما وجدتَ أطعمة ستجدها تشمل مادة القمح المعروفة بغناها بمادة الجلوتين وهو مركب بروتيني من الغليادين والغلوتنين وتشكل نسبة 80 بالمئة من البروتين الموجود في حبة القمح وهي مادة غير منحلة بالماء.

فما هي حساسية الجلوتين وكيف نستطيع اكتشافها قبل فوات الأوان؟

قد تصيب الأطفال في عمر مبكر وذلك يتم اكتشافه بسرعة لكن عندما تُصيب الكبار في السن وهم المعتادون في نمطهم الغذائي على الخبز والقمح بشكل يومي دائم ولأن الأعراض تبدو كاضطرابات هضمية ونفخة وشعور بالإعياء والمريض يظن أن تلك الأعراض هي مجرّد تلبك معوي والأطباء أيضًا لا يكتشفون هذا المرض إلّا في أوقات متأخرة وبعد حدوث هجمات قوية وبعد تعرّض المريض للعديد من الفحوص المكلفة ماديًا ومعنويًا منها المنظار للمعدة والقولون وصور الأشعة وغيرها من تحاليل وكل ذلك من الممكن تلافيه بتحليل دم واحد لكن لأننا لا نمتلك الوعي الصحي لهذا الخطر ولأنه لا يظهر إلّا بعد مرور الزمن وعندما لا يتم اكتشافه سيتلف بعض أعضاء الجسد، لأنَّ حساسية الجلوتين تجعل الزغبات المعوية تضمر وتبدأ بعدم امتصاص الغذاء كاملاً من الطعام لتوزعه على الجسد وهذا ما يسمى بسوء الامتصاص الناتج عن حساسية القمح أو الجلوتين، وهنا تكمن مخاطر عدّة لم نطلع عليها ولم نحاول إدخالها في ثقافتنا الصحية أو أن نقوم بالتوعية الصحية لتجنبها أو على الأقل أن يتم تشخيصها بشكل دقيق قبل فوات الأوان وقبل بداية المُعاناة مع جهاز هضمي بات عاجزاً عن امتصاص المعادن والعناصر الضرورية للجسم.

فالنداء الأول من المصابين: هو العمل على التوعية الصحية بهذا العدو الذي ربما يكمن داخل الجسد لسنين رأفةً بالناس المصابة ولا تعلم بذلك.

 ثانيًا- نداء لتخصيص مطاعم أو مخابز محلية تنقّي الدقيق من الجلوتين وتنصف هؤلاء المرضى بعيدًا عن الاستغلال التجاري وغلاء المواد المستوردة وتكون تنقية فعلية مئة بالمئة لأن هؤلاء المرضى تغيرت حياتهم كليًا وانتقلوا من نظام غذائي عادي طبيعي إلى نظام عالي التكلفة ومربك لهم حيث لا يستطيعون التأقلم بسهولة ولا يجدون في معظم الدول العربية ذلك المنتج المستورد الخالي من الجلوتين وإنّي أشير في مقالي هذا إلى تفرّد واهتمام عُمان بالتدقيق وفحص المواد الغذائية وتخصيص آليات ووضع أشخاص رفيعي المستوى في الدقة وعدم الخطأ والاهتمام بحياة الناس من المواطنين والمقيمين على حدٍ سواء لكن أردت أن تتم الإضاءة على مخاطر الجلوتين والتدخل السريع لإنشاء أماكن مخصصة تصنع خبز الذرة مثلاً أو تنقي الدقيق من الجلوتين والاستعجال في القيام بالتوعية الصحية للناس على الانتظام في عمل تحاليل الدم الخاصة بهذا المرض كل فترة زمنية ولو كل سنة مثلًا والتوعية بعدم الإفراط بتناول الجلوتين والتأكيد على الصناعة المحلية للأغذية والحلويات البديلة التي يفتقدها مريض الحساسية إن جاء يوم لا سمح الله وتوقف الاستيراد لهكذا منتجات كي يستطيع إعادة بناء جسد قوي ويُصبح إنسانًا فاعلًا في الحياة العملية والمجتمع، كما أرجو أن يكون هنا جمعية خاصة بمرضى حساسية الجلوتين وجمع حالات التعاطف معهم ليس بالضرورة ماديًا إنما معنويًا ومساعدتهم في كل المطاعم والأماكن التي يرتادونها ويخصص لهم عناية في انتقاء ما يبعد الضرر عنهم وذلك لن يتم إلا بالتوعية الصحية للأصحاء قبل المرضى.

السلامة والعافية للجميع يا رب العالمين..