جلالة السلطان حرص على تقديم واجب العزاء على رأس الوفد العُماني

الشيخ صباح الأحمد.. فارسٌ في ميادين العطاء الإنساني

...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...

◄ الشيخ صباح مُنح وسام آل سعيد ووسام عُمان المدني من الدرجة الأولى

◄ مسيرة حافلة بالعطاء والإنجازات لقائد حكيم انتهج الخير والتسامح والسلام

الكويت - العُمانية

قَامَ حَضْرَة صَاحِب الجَلالَة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم -حَفِظه اللهُ ورَعَاه- والوفدُ المرافقُ له، بتقديمِ واجب العزاء والمواساة إلى أخيه صَاحِب السُّمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، وأسرة آل الصباح الحاكمة، والشعب الكويتي الشقيق؛ في وفاة المغفور له بإذن الله تعالى أمير دولة الكويت الراحل صَاحِب السُّمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح -طيَّب الله ثراه- خلال استقبال سمو أمير دولة الكويت لجلالة السلطان المعظم بالمطار الأميري.

وأعربَ جلالة السُّلطان المُعظَّم -أبقاه الله- خلال لقائِه بسمو أمير دولة الكويت عن خالص تعازيه وصادق مواساته في الفقيد الكبير، داعيًا الله تعالى أن يتغمَّده بواسع رحمته، ويُسكنه فسيح جناته، وأنْ يُلهم سموه وأسرة الصباح الحاكمة والشعب الكويتي الشقيق الصبر والسلوان.

من جانبه، عبَّر أميرُ دولة الكويت عن خالص شكره وتقديره لجَلالَة السُّلطان المُعظَّم، والوفد المرافق له، على تعازيهم الخالصة ومُواساتهم الصادقة، داعيًا المولى القدير أنْ يحفظ جلالته بموفور الصحة والعافية ويجنبه والشعب العُماني كل سوء ومكروه.

ورافقَ جَلَالة السُّلطان المُعظَّم -أيَّده الله- خلال تقديم واجب العزاء وفدٌ رسميٌّ؛ ضمَّ كلًّا من: صَاحِب السُّمو السيِّد فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء، وصَاحِب السُّمو السيِّد فاتك بن فهر آل سعيد المبعوث الخاص لجلالة السلطان، وصَاحِب السُّمو السيِّد تيمور بن أسعد آل سعيد رئيس مجلس مُحافظي البنك المركزي العُماني، ومَعَالي السيِّد خالد بن هلال البوسعيدي وزير ديوان البلاط السلطاني، ومَعَالي الفريق أوَّل سُلطان بن مُحمَّد النعماني وزير المكتب السلطاني، ومَعَالي السيِّد حُمود بن فيصل البوسعيدي وزير الداخلية، ومَعَالي السيِّد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية، ومَعَالي الدُّكتور حمد بن سعيد العوفي رئيس المكتب الخاص، ومَعَالي السيِّد سُعود بن هلال البوسعيدي وزير الدولة ومحافظ مسقط، ومَعَالي الدُّكتور عبدالله بن ناصر الحراصي وزير الإعلام، ومَعَالي قَيْس بن مُحمَّد اليوسف وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، وسَعَادة السَّفير الدُّكتور صالح بن عامر الخروصي سفير السلطنة المعتمد لدى دولة الكويت.

 

فُقدان عظيم

وبوفاة صَاحِب السُّمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح -طيَّب الله ثراه- تكُون الكويت والعالم قد فقدتْ قائدًا حكيمًا ورجلًا مخلصًا كرَّس حياته وجهده لخدمة وطنه وأمته ورفعة شأنهما على كافة الأصعدة المحلیة والإقليمية والدولیة. وشهدتْ مَيَادين البذل والعطاء الإنسانية مآثر سموِّه -رحمه الله- ومبادراته وعطاءه المتواصل اللامحدود في شتى بقاع العالم دون تفرقة أو تمييز.

وكانَ لدولة الكويت منذ قِيامها حضورها في دعم العمل الإنساني وفعل الخير ومد يد العون والإحسان وإغاثة الشعوب المنكوبة، وهي سمة متأصلة في قادتها وشعبها، وركيزة أساسية ضمن مبادئها وسياستها عبر مختلف المؤسسات الحكومية والأهلية. وكانَ العملُ الاجتماعيُّ من بين اهتمامات المغفور له -بإذن الله تعالى- سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح عند توليه أول مسؤولية في العام 1954، في عهد المغفور له الشيخ عبدالله السالم الصباح كعضو في اللجنة التنفيذية العليا، ثمَّ تعيينه رئيسًا لدائرة الشؤون الاجتماعية والعمل عام 1955، وفي فبراير من العام 1963 تمَّ تعيينه وزيرًا للخارجية ورئيسًا للجنة الدائمة لمساعدات الخليج العربي، كما كان لإنشاء الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية في مطلع الستينيات، الذي يعتبر أول مؤسسة إنمائية في الشرق الأوسط، دَور مُميز في مسيرة العطاء للكويت واهتمامها في مد جسور التعاون مع مُختلف دول العالم وتقديم المساعدات التنموية للدول النامية والدول الأقل نموًّا.

ويبلُغ عددُ الدول التي تستفيد من عطاء الصندوق وجهوده الآن 107 دول في المجالات التنموية والإنسانية والتعليمية والصحية، وفي برامج مكافحة تفشي الامراض والأوبئة في العالم.

 

عطاء لا مَحدُود

وبعد 60 عامًا من العطاء اللامحدود، قامت الأمم المتحدة في سبتمبر من العام 2014 بتسمية سموه (قائدًا للعمل الإنساني) ودولة الكويت (مركزا للعمل الإنساني)؛ مما يُجسِّد تقدير المجتمع الدولي الكبير لمبادراته السامية وللدور الريادي للكويت حكومة وشعبًا بقيادة سموه -رحمه الله- في مَجال العمل الإنساني وجهودها في تحقيق التنمية بمختلف أبعادها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية في شتى بلدان العالم وشهادة حضارية وتاريخية على صدر الكويت وشعبها، وتأكيدًا لدورها كعضو فاعل في الأمم المتحدة.

كَمَا أنَّ هذا التكريم جاء تقديرًا للمساعدات الإنسانية والحملات الإغاثية التي تُقدِّمها دولة الكويت للدول والشعوب، وللمبادرات الإنسانية التي أطلقها سُموُّه في عدد من القمم التي استضافتها بلاده، والتي من بينها إنشاء صندوق الحياة الكريمة والذي أسهمت الكويت فيه بمبلغ 100 مليون دولار خلال المنتدى الاقتصادي الإسلامي، وإعلان دولة الكويت المساهمة بمبلغ 500 مليون دولار على هامش مؤتمر المانحين لإعمار شرق السودان، والمساهمات المالية الإنسانية لوكالة الأونروا والمفوضية العُليا للاجئين، والإعلان عن تقديم قروض ميسرة للدول الإفريقية بمبلغ مليار دولار خلال القمة العربية الإفريقية الثالثة ومضاعفة مساهمة دولة الكويت الطوعية السنوية لصندوق الأمم المتحدة المركزي للاستجابة للطوارئ الإنسانية إلى مليون دولار.

واستضافتْ دولة الكويت العديدَ من المؤتمرات الإنسانية، وأكدت على الدوام أهمية الدور الإنساني للجمعيات والهيئات الخيرية الذي يتمثَّل في إيصال المساعدات الإغاثية للدول المنكوبة. وتجلَّى ذلك الدور الانساني كذلك في إسهامات جمعية الهلال الأحمر الكويتي والهيئة الخيرية الإسلامية العالمية في إغاثة ومساعدة الدول المحتاجة. واستضافتْ دولة الكويت كذلك أعمال المؤتمر الدولي للمانحين لدعم الوضع الإنساني في سوریا لثلاث دورات متتالیة، وأعلنتْ عن تبرُّعها بمئات الملایین لإغاثة اللاجئین السوریین في دول الجوار السوري.

 

أمير الإنسانيَّة

إنَّ جهودَ سموِّ الأمير صباح الأحمد الجابر الصباح -طيَّب الله ثراه- الإنسانية، وعطاءات الكويت السخية طالت كل ركن في العالم، دون أن تكون مرتبطة بمصلحة سياسية، أو أي اعتبارات أخرى متعلقة بالدين أو اللون أو الجنس أو المكان، وإنَّما انطلقتْ من مَبادئ وتعاليم ديننا الحنيف، وما جُبل عليه أهل الكويت وتناقله أبناؤهم وأحفادهم من طيبة وقيم فاضلة في البذل والعطاء وعمل الخير.

وخلال مَسِيرته الحافلة بالعطاء والإنجازات، ودوره الدائم كقَائِد حكيم عمل بمنهج الخير والتسامح والسلام، وجسَّد صوت الاعتدال والعقل والحكمة، وأسَّس دَعَائم لفلسفة جديدة للعمل الدبلوماسي تقودها روح المسؤولية والمصداقية واحترام كرامة الإنسان وحقوقه، حظي سموُّه -طيَّب الله ثراه- باحترام دول العالم وقادتها، ومُنح عددا من الأوسمة الرفيعة؛ من بينها: "وسام آل سعيد" الذي يعدُّ أحد أرفع الأوسمة العمانية، ووسام "عُمان المدني من الدرجة الأولى". كما مُنح سموُّه -رحمه الله- قلادَة الملك عبدالعزيز من المملكة العربية السعودية، وقلادة الاستقلال من دولة قطر، ووسام زايد من دولة الإمارات، ووسام الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة من الدرجة الممتازة من مملكة البحرين، ووسام الاستحقاق اللبناني من الدرجة الاستثنائية برتبة وشاح أكبر، ووسام الاستحقاق الرئاسي لجمهورية ألمانيا، وقلادة كريسا نثموم الإمبراطورية من اليابان، والوسام الأعظم من طبقة باث من ملكة المملكة المتحدة إليزابيث الثانية، ووسام جوقة الشرف الأكبر من الجمهورية الفرنسية، ووسام الاستحقاق الرئاسي من إيطاليا، ووسام جيرجكاستريوت إسكندر بك من ألبانيا، وآخرها وسام الاستحقاق الأمريكي من الرئيس دونالد ترامب 2020.

تعليق عبر الفيس بوك