شكرًا أيُّها الأوفياء

 

 

ناجي بن جمعة البلوشي

حتى لو اختلفنا معكم في وجهات النظر والرأي والمصلحة الشخصية، إلا أنكم تبقون دائما في أعيننا وقلوبنا كما عهدناكم وعهدنا أنفسنا مُتلاحمين بنشيد وطني نردِّده دائما في دائم استحضارتنا للوطن العزيز، فأنتم الأوفياء ونحن من كرام العرب.

شكرًا لكم أيُّها الأوفياء.. كلمة لا تساوي جزيلَ ما قدمتوه لهذا الوطن العزيز كلٌّ منكم في مكانه؛ لأنها صغيرة في حق الأوفياء أمثالكم، فما نعيشه اليوم من رخاء وحياة مزدهرة بكل أنواع الرخاء والازدهار إنما هي ثمار تلك الخدمات والأعمال.

وعلى الرغم من وجود شيء مما تسترغبه النفس الإنسانية، وتراه اليوم نواقص لرغباتها، وهو في حقيقته مؤشر ليقظة الإنسان العماني ومرحلة من مراحل بلوغ هدفه الأسمى الذي أراده له باني النهضة الحديثة الراحل السلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- حيث إنَّ من بوادر الارتقاء المجتمعي الأخلاقي: بلوغ أبناء المجتمع الواحد مرتبة التفنيد والمعرفه بين ما يفيدهم لوطنهم وأرضهم، وبين ما هو غير مفيد وضار بها، وهذا ما يحصل اليوم فعلا من نشوة معرفية عارمة، كل يقيسها بمقياس معرفته التي هو عليها. أما تلك التي تشوبها شوائب المصلحة الشخصية والرغبة الطفولية، فهي خارج هذا الإنسان المعرف في هذا التعريف، وهنا ننصحه بأن يعيد أفكاره إلى مكنونها الحقيقي؛ فالظروف وحدها تحكم على كل ذي صنعة جودة صناعتها، فلو لم تكن هناك أخطاء وإخفاقات، لما كان هناك نجاح وتقدم. أما الذَّود عن كل مسببات الأخطاء، فهذا مقياس يقيسه كل ذي مفهوم سطحي.

... إنَّ قصة ايوان كسرى لا تزال باقية لم تنتهِ بعد من عقول أولئك الظانين بالكمال في كل شيء، والنقد والرفض لكل شيء؛ لأنهم لم يدركوا أيضًا أن لولا بناء العمال لذلك الصرح لما تواجدوا هم هناك لانتقاده .

هؤلاء الأكفاء الذين خدموا الوطن من أجل الوطن، شُكرا لهم، وهنا لا أود أن أشير إلى أحد من أسمائهم أو صفاتهم، لكنه الجميل وحده يطفح إلى سطح السطور لأسجِّل كلمة يرد بها الجميل لأصحابه وما قدموه بعطائهم لهذا البلد الذي إن أردنا أن نقيسه بأعمارهم التي أفنوها في سبيل هذا العطاء والبذل، فإنه يساوي عمر من تولوا الحقائب الوزارية في التشكيل الوزاري الأخير، إنهم أوفياء حقا بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى.