التشكيل الوزاري الجديد

 

 

◄ جميع المواطنين تمنوا التوفيق والنجاح للمجلس.. وأن يظل هدف الوزراء الأول خدمة عُمان وأن يزيلوا كل الرواسب والتراكمات السلبية السابقة

 

خلفان الطوقي

صَدَر قبل عدة أيَّام المرسوم السلطاني بإعادة تشكيل مجلس الوزراء، برئاسة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -أيَّده الله ونصره- وبخليط من القدماء والجدد، لكنَّ النسبة الأقل هي من ظلَّت في نفس مناصبها القديمة بنفس مُسمَّيات وحداتها السابقة، فحتَّى الوجوه السابقة تجد مُعظمها تقلَّد مناصب في وزارات بمسميات مختلفة.. وتبقى ميزة التشكيل الإداري الجديد أنَّ عددًا من الوزراء تقلدوا هذا المنصب لأول مرة، ومن خلفيات أكاديمية وميدانية من المؤسسات العامة وشركات القطاع الخاص.

تنوَّعت انطباعات وآراء المواطنين من المرسوم الأهم الذي يُلامس حياتهم في الأيام المقبلة؛ فمعظم الناس استبشر وتفاؤل، وبعضهم ونتيجة تركمات سابقة تشاءم، وبعضهم انصدم وتفاجأ، وبعضهم ترقب، والبعض الآخر واكب وتأقلم، لكنَّ الأهم أنَّ جميع المواطنين تمنوا التوفيق والنجاح للمجلس، وأن يظل هدف الوزراء الأول خدمة عُمان وأن يُزيلوا كل الرواسب والتراكمات السلبية السابقة، وأنْ يضعوا عُمان والمواطن في قمَّة سلم أولوياته، وأن يضعوا الحوكمة ومعايير الأداء هي الفاصل الواضح في تقييم أدائهم، وأنْ يعتبروا أن هذه المسؤولية والثقة السامية هي مسؤولية وطنية وليست وجاهة اجتماعية.

مسؤوليات الوزراء الجدد عظيمة ولا تخلو من تحديات أعظم، ومن أهم هذه التحديات الثقافة السائدة السابقة في وحداتهم الإدارية، وصعوبة تغيير مفاهيم راسخة، ومقاومة بعض العقليات للتغيير المنشود، وعدم تقديم الدعم اللازم لهم، ومحاولة إفشال أي تغيير في بعض الأحيان، أضف إلى هذا التحدي تحديًا آخر ليس أقل منه، وهو العمل الجاد والمميز والمنشود بما يتوافق مع تطلعات المواطن الذي أصبحت طموحاته وتطلعاته عالية ومتقدمة جدًّا، كما أنَّ هناك تحديات تُكبِّلهم وتكبِّل أي تغيير؛ من تحديات مالية وفنية وبشرية وقانونية ليست بالسهلة، ولن تتغيَّر في يوم وليلة، وعلى هؤلاء الرؤساء أن يتغلَّبوا عليها في أسرع وقت ممكن، وأن يُعِيدوا عجلة المنافسة من جديد.

الوزراء الجدد يتعرَّضون لضغوط كثيرة، ويتَّضح ذلك جليُّا للمتابع في وسائل التواصل الاجتماعي، وهذا طبيعي في أي مجتمع حي به مواطنون لهم تطلعات طموحة ومتقدمة، فمِن الجيد أن يكون المجتمع أكثر تفاعلا مع الحكومة، على أنْ يكون تفاعله إيجابيًّا بالنقد البنَّاء، والتطوع بتقديم مقترحات واقعية وأفكار متطورة، وإتاحة الوقت الكافي للتغيير وعدم الاستعجال في الحكم على أدائهم من الأسبوع الأول من تعيينهم، وعلينا أنْ نتذكر أننا شركاء في التنمية، وأن عُمان تستحق الأفضل، وما علينا إلا أن نضخَّ مزيدا من الجهود لنعبر هذه التحديات، لنصل معا إلى برِّ الأمان، وأننا قادرون على ذلك بإذن الله وجهود المخلصين من مسؤولين وأفراد.