◄ سمو السيد ذي يزن من سن الشباب ومن فئتهم ويحمل نفس أفكارهم وتفكيرهم... هو لهم الأخ وهم له العون والصاحب والصديق
ناجي بن جمعة البلوشي
إذا بدأنا مقالنا هذا من مبدأ قاعدة العلم بالشيء يُلغي الجهل به، فإننا سنكون بهذه القاعدة من أفضل النَّاس معرفة بما نُريد أن نعرفه، ولأنها من أهم قواعد الحياة إذا أراد أحد منِّا العيش فيها بطمأنينة المعرفة والعلم وكل ما عليه فعله هو أنه يسخر كل وجدانات التفكير والبحث في اتجاه كل ما لا يعلمه حتى يصل إلى العلم به ومؤكد أنَّه سيعلم به.
لهذا وقبل أن نترك الناس فيما لا يعلمون من الغاية التي أرادها مولانا جلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظم- حفظه الله ورعاه- من منح الثقة السُّلطانية السامية لنجله سُّمو السيد ذي يزن بن هيثم بن طارق آل سعيد لحمل حقيبة وزارية تعنى بالشباب، وقبل أن تتشعب أفكار النَّاس ووساوسهم فلربما يتساءل أحد مع نفسه أو يكون مصغياً لحاقد وحاسد وفاسد أو يأتي أحدهم فيكتب من باب البغضاء في تاريخ الأمم بأنَّ سلطاناً في سلطنة عُمان نصب ابنه وزيرا، ومن مثل هذه المقولات التي يُراد بها طمس الحقيقة والتوجه إلى الجهل وقلة المعرفة، فيغرر بعقول وصدور الضعفاء إلى يريده ذلك الجاهل منهم، وليوصلهم إلى مراده وحماقته وغبائه، لهذا نحن هنا لنضع النصاب الحقيقي والجواب الفصل والحق في سؤال: لماذا سُّمو السيد ذي يزن في منصب وزير الثقافة والرياضة والشباب؟
وجوابنا هنا نبدأه إذا تمعنا في خطاب مولاي جلالة السلطان هيثم بن طارق- أيده الله وأبقاه- المؤرخ بتاريخ 23 فبراير 2020 فنتوقف مع نطقه السامي الذي ابتدأه بما هو موليه الاهتمام الأول والأكبر فكان في نطقه السامي:
"أيها المواطنون الأعزاء.. إنَّ الشباب هم ثروة الأمم وموردها الذي لا ينضب وسواعدها التي تبني، هم حاضر الأمة ومستقبلها، وسوف نحرص على الاستماع لهم وتلمس احتياجاتهم واهتماماتهم وتطلعاتهم ولاشك أنها ستجد العناية التي تستحق".
هذه الكلمات التي سيُخلدها التاريخ كانت هي أول الاهتمامات التي منحها السلطان هيثم بن طارق -حفظه الله ورعاه- لمسيرة حكمه ومستقبل رؤيته، وهي قبل أي أهتمام آخر على الرغم من ضرورتها فهي قبل التعليم والاهتمام به وقبل التنمية وتحقيق الرؤية المستقبلية "عمان 2040"، وقبل العزم على اتخاذ الإجراءات اللازمة لإعادة هيكلة الجهاز الإداري للدولة، وقبل الاهتمام بجانب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وريادة الأعمال.
لهذا فإنَّ تنصيب سُّمو السيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد في ذلك المنصب نابع من أصل حقيقي لدى مولانا جلالة السُّلطان هيثم بن طارق- حفظه الله ورعاه- في حرصه واهتمامه الخالص بفئة الشباب من أبناء هذا الوطن العزيز حتى يكونوا سواعد البناء والتنمية، وليكن ابنه الوجه الأقرب والداعم القريب لهم، فهو من سنهم ومن فئتهم ويحمل نفس أفكارهم وتفكيرهم فلا يجدون شيئاً مكلفاً في توصيل ما أرادوه ولا يوقفهم حد من حدود الصلاحيات والمسؤوليات والاختصاصات الوزارية، هو لهم الأخ وهم له العون والصاحب والصديق، كما هو لهم ذلك.
فلا حجة لهم اليوم ولا عذر في بناء وتنمية مواهبهم وصقل عطاءاتهم فإن أرادوا الفرصة فهاهي الفرصة بين أيديهم وكل ما عليهم فعله التفكير في صالح الأرض الطيبة النقية التي لا تنبت إلا طيبا وليولوا كل اهتمامهم في كيف بهم أن يرفعوا شأنها عالياً بين الأمم، إنهم هكذا سيكونون ونحن على ثقة بذلك.
حفظ الله عُمان وشبابها وأنعم على جلالة السُّلطان هيثم بن طارق بكل مفاتح العلم.