فايزة الكلبانية
(1)
ها هو الثالث والعشرون من يوليو يطل علينا من جديد للعام 2020، ولكن إطلالته هذا العام لن تكون بذات الإطلالة التي اعتدنا عليها.. فاليوم أصبح الثالث والعشرون ذكرى مضيئة في سجل الذكريات التي يحفظها التاريخ العماني الخالد، الحافل بالمنجزات القابوسية.
لقد اعتدنا أن نستقبل 23 يوليو المجيد باحتفالات ثقافية ومهرجانات فنية وأفراح تضج بها أروقة مؤسساتنا الحكومية والخاصة بمختلف محافظات السلطنة، فضلا عن الأهازيج والموسيقى والأغاني الوطنية؛ حيث يتسابق الفنانون في نشرها لمواكبة هذه المناسبة الغالية التي تطرب مسامعنا عبر وسائل الإعلام المختلفة، ابتهاجا واحتفالا بأفراح يوم النهضة العمانية، وهو اليوم الذي يوافق تولي المغفور له بإذن الله تعالى السلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- مقاليد الحكم في البلاد عام 1970.
(2)
في حقيقة الأمر بتنا نفتقد مظاهر الفرح بحجم الفقد لروح الوطن وباني نهضتها العظيمة، قائدنا الراحل رحمه الله، لكن حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- أبى إلا أن تستمر أفراح يوليو على عمان وأهلها في ظل ما نلمسه حاليا من تغييرات لمسارات العمل في مختلف مؤسسات الدولة، نستبشر بها كل خير وجميل قادم، وعلى رأس هذه المتسجدات كان إنشاء جهاز الاستثمار العماني واعتماد مجلس إدارة الجهاز، إلى جانب ما طرأ من تعديلات على مجالس إدارات الشركات الحكومية التابعة للجهاز وتعيين ذوي الخبرة والاختصاص فيها، حيث خلت المجالس الجديدة من أي مسؤول حكومي لا يزال على رأس عمله، مما حظي بتفاعل كبير وإشادات واسعة من مختلف فئات المجتمع.
(3)
"مشروع الواجهة البحرية لميناء السلطان قابوس" والذي أصبح يدرسه ويقيّمه جهاز الاستثمار العماني، تحول بالفعل إلى استثمار عماني 100%، وذلك انطلاقا من الأهداف الاستراتيجية التي يسعى لتحقيقها الجهاز بهدف تعظيم الفائدة من استثمارات الدولة والمساهمة في تعزيز التنويع الاقتصادي. وهي خطوة جاءت بعد إخفاق شركة داماك الإماراتية في تنفيذ المشروع، لستحوذ شركة عمران الحكومية على المشروع، إلى جانب غيره من المشاريع الأخرى التي طال انتظارها ولم ترى النور حتى الآن.
(4)
"علمتنا الحياة أن لا نجعل ممن يسئ إلينا بطلا".. لقد صدق أمير الإنسانية صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة عندما قال "قابوس ما مات.. وانتو موجودين". ففي لفته أبوية حانية من حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المفدى- أيده الله- وبنظرة أب رحيم بأبناء هذا البلد مهما بلغت إساءتهم وظنوا أنهم "معارضون" عبر تغريدات كاذبة وفيديوهات مسيئة لعمان ورموزها، أصدر جلالته عفوه السامي عن عدد ممن حصلوا على اللجوء إلى بريطانيا لـ"الأسباب التي تعلمونها".
وقد تابعنا جميعا صور وصولهم لأرض الوطن بالسلامة معززين مكرمين، من منطلق "عفا الله عما سلف"، وبالرغم من تباين الأراء بين مؤيد ومعارض كردة فعل لما تعرضت له السلطنة ورموزها من جراء أعمالهم ومنشوراتهم، إلا أن هذا العفو السامي يؤكد أن "كرم السلاطين متوارث.. والمسامح كريم".
فشكرا لعظيم التسامح الذي أبداه جلالة السلطان- نصره الله- ورغبته في اتخاذ كل قرار من شأنه خير هذا الوطن وشعبه.
إن علينا جميعا إدراك أن الأوطان تحنو على أبنائها، وعمان وطن الحنان والرأفة والعفو والتسامح...
****************************
همسة في ذكرى 23 يوليو
على قدر أهل العزم تأتي العزائم// وتأتي على قدر الكرام المكارم
وتعظم في عين الصغير صغارها// وتصغر في عين العظيم العظائم
Faizaalkalbani7@gmail.com