فلننطلق بعمان نحو التعافي

 

د. خالد بن علي الخوالدي

Khalid1330@hotmail.com

منذ بداية جائحة فيروس كورونا (كوفيد 19) والحكومة تبذل جهوداً كبيرة وتعمل بوتيرة متسارعة ولكنها مدروسة بحكمة، وكانت هذه الجهود مصدرها النظرة الحكيمة للقائد الملهم حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- والذي تُذكرني حكمته ورزانته وهدوؤه بحكمة وهدوء مؤسس الدولة العمانية السلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- واليوم عمان تمضي نحو التعافي من آثار كورونا ولكنها بخطى واثقة وهادئة.

فبعد شهور من إدارة ملف تطورات فيروس كورونا والتمعن في الإيجابي والسلبي لآثارها أطلق جلالته أوامره بالتعايش والتأقلم مع هذه الجائحة والسير بهدوء إلى فتح الأنشطة التجارية والاقتصادية رويدا رويدا لتُعلن اللجنة العليا عن فتح أكثر من (%75) من هذه الأنشطة، وتتوالى الجهود الحثيثة نحو العودة إلى الحياة الطبيعية وفتح جميع الأنشطة إلى جانب عودة الجوامع والمساجد والمطارات وغيرها لمسيرة الحياة وذلك حسب خطط مدروسة تراعي جميع الاشتراطات والالتزامات الصحية والوقائية وتغليب المصالح العليا للوطن والمُواطن والمقيم.

إنَّ إطلاق منصة عُمان نحو التعافي جاءت في وقتها المناسب بعد أن ضاق العباد والبلاد من آثار هذا الفيروس المرعب والمخيف والمتحول والمراوغ والذي أدخل البلاد في خسائر بشرية كبيرة؛ حيث وصلت الوفيات حتى يوم الثلاثاء 16/6/2020 إلى أكثر من 114 وفاة وإصابة 25269 شخصًا، كما تسبب في أزمات اقتصادية وتجارية ومادية ستكون آثارها شديدة لسنوات مقبلة، ولا مجال أن نستمر على هذا المنوال، فكانت النظرة الثاقبة هي العودة إلى الحياة الطبيعية ولكن بمحاذير واحتياطات وإجراءات واحترازات واشتراطات صارمة.

إنَّ المضي بعُمان نحو التعافي لا يعني بأيِّ حال من الأحوال أن ترجع الحياة إلى طبيعتها قبل هذه الجائحة وتطبيق المقولة السائدة باللهجة العامية (نفلها) بل لابد أن نعي خطورة المرحلة ونعمل بحذر على ممارسة حياتنا مع الالتزام بكل التعليمات الصادرة من الجهات المختصة، فعمان نحو التعافي لابد أن نطبقه بالتدرج كما هو النهج المستخدم من قبل الحكومة، فالتدرج في كل أمور الحياة سنة حميدة علينا تطبيقها والسير على نهجها في ظل هذه الجائحة.

إن العالم من حولنا أدرك أنَّه لا يستطيع القضاء على فيروس كورونا (كوفيد 19) خلال هذه الفترة لذا بدأت عدد من الدول رفع الحظر والقيود الشديدة المفروضة والتعايش مع المرض، ونحن في عُمان نمضي على نهج سليم ولله الحمد حتى الآن وما كان ينقصنا فقط هو قلة الوعي والاستهتار من فئة قليلة من المجتمع لم تكن عند حسن الظن والمسؤولية الوطنية المُلقاة على عاتقهم، وسوف نمضي في أمر التعايش والتأقلم على نفس المنهج إن شاء الله يداً بيد متعاونين ومتكاتفين بين الحكومة والشعب ومن يقيم على هذه الأرض الطيبة.

إن مضي عمان نحو التعافي لن يكون سهلاً وسندفع الضريبة خاصة إذا ما استمرت الفئة المستهترة على ما هي عليه، لكن هي خطوة لابد منها لتعافي القطاعات الاقتصادية والتجارية وعودة الحياة ليس إلى طبيعتها السابقة ولكن قريب من ذلك، وعلينا جميعًا ونحن ننطلق نحو حياتنا المجتمعية أن نكون عند حسن الظن وأن نعمل بصدق من أجل عُمان وأهلها ومن يعيش على تربتها الغالية فلا استسلام للفيروس ولا استهانة به، حفظ الله عمان وأهلها من كل شر، ودمتم وعُمان بخير.