مستشفى السمنة والبدانة

 

 

◄ ينبغي على الخاضعين للعزل الصحي أو خارجه التقيد بالتعليمات الصحية لتفادي أمراض السمنة والبدانة

 

Jaber.alomani14@gmail.com

جابر حسين العماني

 

من المشاكل الصحية التي تسببت بالعديد من المضاعفات والأمراض الوخيمة والخطيرة في المجتمعات البشرية هي: السمنة التي تتعدد أسبابها وظروفها، فمنها أمراض عضوية، وأخرى وراثية، وأغلبها لها علاقة مباشرة بالعادات الغذائية السيئة التي تسبب تراكم كميات كبيرة من الدهون داخل الجسم، فهي لا تؤثر فقط على الشكل العام لجسم الإنسان، وإنما تؤثر سلبا وبشكل كبير على جميع أعضاء الجسم المختلفة، فهي من أهم العوامل التي تكون سببا للأمراض المستعصية والمزمنة.

هناك دراسة حديثة بيّنت أنّ جلوس الناس في بيوتهم بسبب الحجر الصحي جعلهم يأكلون الطعام بشكل مفرط، وهذا في حد ذاته سبب كافٍ لازدياد الوزن وخطر السمنة داخل الأسرة والمجتمع، خصوصا إذا كان الناس يلتهمون الطعام بشكل كبير بدون ممارسة الرياضة البدنية.

وبحسب ما نقل "موقع شوسن إلبو": أنّ هناك دراسة أجريت في كوريا الجنوبية، وجدت أنّ الناس يلتهمون كميات أكبر من الطعام حين يبقون في البيوت، ثم يشعرون بالملل..

وتمّ إعداد الدراسة أيضا من قبل هيئة "SM C&C" المختصة في الترفيه، وشملت عينة من المستجوبين وصلت إلى 4010 أشخاص تتراوح أعمارهم مابين 20 و50 سنة، ممن اضطروا إلى البقاء في البيوت بسبب قيود التنقل التي فرضتها السلطات لمنع انتشار الفيروس، وقال 43% من المستجوبين إنّ وزنهم زاد خلال الشهرين الأخيرين، فيما أكد 39% أن وزنّهم لم يتغير، لكن18%  فقط خسروا وزنا، وأردفت الدراسة بأنّ النساء هن الأكثر تأثرا بالزيادة في الوزن.

ينبغي على من هم في الحجر الصحي أو خارجه الالتفات جيدا إلى التعليمات الصحية التي ذكرها الطب الحديث، وتعرض لذكرها الإسلام المحمدي الأصيل، لهدف تجنب السمنة والبدانة ومشاكلها الصحية على الإنسان، لذلك نستعرض هنا نظاما صحيا خاليا من الأضرار الجسدية، وهو عبارة عن مستشفى للسمنة والبدانة والأمراض الكثيرة، من توصيات هامة نستلهمها ونتعلمها من ديننا الحنيف مما ذكره الأنبياء والأوصياء والأئمة لكي يكون الحجر الصحي مفيدا لأجسادنا وهو الآتي:

  •  تجنب أكل الطعام حتى تجوع، وإذا جعت فسم الله وكل، ولكن قم عن الطعام وأنت تشتهيه، فقد ورد أن نبي الله عيسى بن مريم قام خطيباً في بني إسرائيل، فقال: "يا بني إسرائيل، لا تأكلوا حتى تجوعوا، وإذا جعتم فكلوا ولا تشبعوا، فإنّكم إذا شبعتم غلظت رقابكم، وسمنت جنوبكم، ونسيتم ربكم".
  •  إذا نويت الأكل فاعلم جيدا أنّ المعدة تتكون من ثلاثة أقسام، الثلث الأول من المعدة للطعام، والثلث الثاني منها للماء، والثلث الآخر للنفس، وهذا ما ذكره حفيد النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وصحبه المنتجبين العالم الكبير والسيد الجليل أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق حيث قال: "ليس لابن آدم بد من أكلة يقيم بها صلبه، فإذا أكل أحدكم طعاماً فليجعل ثلث بطنه للطعام، وثلث بطنه للشراب، وثلث بطنه للنفس".
  •  حاول بقدر الإمكان عدم الإكثار من أكل أصناف الطعام على المائدة، فهناك من إذا فكر بالتهام الطعام وضع أمامه أصنافا مختلفة من الوجبات الدسمة مما لذّ وطاب، وهي التي تسبب له التخمة والسمنة، وهذا في حد ذاته سبب رئيس لازدياد الوزن وحلول السمنة، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه المنتجبين: "سيكون رجال من أمتي يأكلون ألوان الطعام، ويشربون ألوان الشراب، ويلبسون ألوان الثياب، ويتشدقون في الكلام، فأولئك شرار أمتي".
  •  كن ممارسا لرياضة المشي حتى وأنت في داخل البيت، وإذا كنت لا تمتلك مساحة كافية لممارسة هذه الرياضة فاستفد من الانترنت لتقف على التمارين الرياضية الأخرى التي لا تتطلب منك المساحات الكبيرة، بل تستطيع أن تؤديها وأنت في مكانك، لتجنبك مخاطر السمنة، روي أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه المنتجبين قال: "إنَّ لربّكَ عليك حق، وإنَّ لجسدك عليك حق، وإن لأهلِك عَليك حَق".

أخيرًا.. علينا أن نعلم أن البقاء في الحجر الصحي لا يعني الحرمان من ملذات الحياة ولا مصادرة الحرية الإنسانية؛ بل على العكس تمامًا، لذا ينبغي استغلال الحجر الصحي بالبحث عن الأفكار الصحية والإيجابية بهدف تطبيقها على الواقع الأسري، وذلك لتحقيق نتائج عظيمة تساعد في خلق عادات صحية وإيجابية تصب في مصلحة الإنسان.