حمود الحاتمي
مرَّت جائحة كورونا على العالم، وحولت عواصمه كأنها أشباح، فتوقفت الحياة، ولم نعد نسمع سوى أرقام الإصابات الجديدة، ونترقب كلَّ صباح بيانَ وزارة الصحة، وندعو الله ألا يتفاقم العدد ويزداد.
جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم شكَّل لجنة عُليا لمتابعة مُستجدات المرض، وأعطاها صلاحيات واسعة في اتخاذ قرارات. وزارة الشؤون الرياضية امتثلتْ لقرارات اللجنة، وعلقت النشاط الرياضي في السلطنة بعد اجتماع رؤساء الاتحادات الرياضية واللجنة الأولمبية العمانية، وعقد اتحاد الكرة العماني اجتماعا عاجلا، واتخذ قرارا بتأجيل مباريات دوري عمانتل، وبطولة كأس جلالته لكرة القدم، فيما ألغى بطولة كأس الاتحاد وبطولات المراحل السنية.
القرار أحدث تباينا في ردود الأفعال بين مؤيد ومعارض.. المؤيدون للقرار يرون أنَّ التضحيات مطلوبة في هذا الوقت، والدوري بتأجيله يحقق العدالة، ويترك أرضية الملعب هي الفيصل في التتويج، وتحديد المراكز الشرفية، ولعل الصراع سيكون لتحديد الهابطين مع مرباط إلى الدرجة الأولى، ويرون أن البطولات السنية قد حققت أهدافها بلعب أكبر عدد من المباريات، وليس من المنطق تأجيل المباريات للعب مباريات قليلة، ثم إعادة تشكيل فرق مراحل سنية للموسم القادم في زمن قياسي قصير.
أما المعترضون على القرار، فينطلقون من وضعية الأندية المادية الصعبة؛ فهم يرون في التأجيل التزامًا بدفع مستحقات اللاعبين والأجهزة الفنية والتزامات أخرى، ويكلف خزائن الأندية مبالغ طائلة حتى شهر سبتمبر المقبل، كما يرون أنَّ اللاعبين في الأندية المهددة بالهبوط لن يقدموا المستوى، ويفكرون في العروض التي تقدم لهم من أندية أخرى وصعوبة الأندية المهددة في التعاقد مع لاعبين يعرفون أن هذا النادي على شفا الهبوط إلى الدرجة الأولى... وغيرها من المشكلات التي تطال الأندية ويطالبون بإلغاء الموسم.
كما يرون أنَّ الاتحاد حرم المراحل السنية من التتويج؛ كون المباريات المتبقية قليلة، وسوف يتم ترحيلهم إلى المرحلة الأعلى مباشرة بعد البطولات في حال استئنافه؛ وبالتالي يرون إلغاء بطولات المراحل السنية ظلمًا.
فيما يرى آخرون أنَّ اتحاد الكرة هرب من التزامه بتنظيم بطولة الاتحاد إذا علمنا أنَّه لم يبقَ منها سوى جولة الإياب من الدور قبل النهائي بين الرستاق وصحار وظفار والسيب، وبعد ذلك المباراة النهائية. وهي أشبه ببطولة كأس جلالة السلطان المعظم لكرة القدم الذي لم يبقَ منه سوى جولة الذهاب من نصف النهائي، ثم المباراة النهائية المقرَّر إقامتها في محافظة مسندم لأول مرة في تاريخ كرة القدم العمانية يقام الكأس في محافظة مسندم.
تابعت الكثير من قرارات اتحادات كرة القدم في العالم؛ ومنها من قرر إلغاء الموسم بأكمله دون تتويج، والبعض ألغى الموسم مع تتويج بطل الدوري، وألغي الهبوط وألغي بطولة الكأس.
شخصيًّا.. أتمنَّى من اتحاد الكرة أن يلغِي الدوري، ويتوج السيب بطلا؛ كون الفارق كبيرًا بينه وبين ظفار، ويلغى هبوط فريقين مع بقاء مرباط هابطا، ويصعد ثلاثة أندية من الدرجة الأولى، ويصبح العدد ستة عشر فريقا، يهبط منها ستة أندية الموسم القادم، حينها سنشهد تنافسا قويا بين الأندية، ويكون موسما قويا بإذن الله.
مع إعادة بطولة كأس الاتحاد لتتزامن مع بطولة كأس جلالته التي تعد مناسبة وطنية وتقام في محافظة مسندم.. فالإلغاء يتيح للأندية التخطيط الجيد والاستعداد المبكر، وتكون الأندية قد عرفت مصيرها، وهذا يُسهم في ارتفاع المستوى الفني للاعبين، وهو ما يبحث عنه برانكو مدرب المنتخب الوطني الأول، الذي تنتظره استحقاقات مهمة: تصفيات كأس العالم، وبطولة كأس الخليج القادمة.
القرار الحالي بتأجيل الدوري لا يخدم الأندية، ولا المستوى الفني؛ وبالتالي لا يخدم كرة القدم العمانية؛ وبالتالي أرى على الاتحاد إعادة النظر في القرار، وأرى خيار إلغاء الموسم هو الخيار الأمثل مع الإبقاء على استمرارية كأس جلالته، وبطولة كأس الاتحاد يمكن أن تلعب في شهر سبتمبر.