زحمة مشاعر

 

 

عائض الأحمد

 

المشاعر الإنسانية ليست للبيع فثمنها غالٍ جدًّا جدًّا؛ لأنها تتعلق بالأرواح، والروح مُقدسة سرها عند خالقها.

الود في حضورهم جميل والمجاملة قبل أن تصل إلى حد النفاق أجمل والأجمل من هذا كله هو نقاء السريرة والصدق مع النفس واحترام الغير أيًّا كان موقعه، احترام إنسانيته وتجاهل مكانته.. هنا فقط تتعلم الفرق بين الناقد والناقم.

الحياة أشبه بفصل دراسي نجتمع فيه ثم نفترق، كلٌّ حسب ما قُدِّر له من تحصيل. فربما من كنَّا نظنه الأسوأ يعلو ويذهب بعيدًا ومن عقدنا عليه رهاننا يخبو وينتهي هنا.

مهما كانت قدرتك فستجد من هو أكثر منك قدرة، وهذا لا يُعيبك وإنما يطرح عليك تساؤلًا أنت فقط من له الحق في الإجابة عليه.

 

كثيرًا ما ندخل في جدليات، نخرج من غالبها خاسرين مهما كان حضورنا وما يسبقنا من أضواء ومعرفة.

فحضورنا لا يعني الإقرار بأي شيء وربما غيابنا كذلك لمن اعتاد أن ينال كل شيء.

هناك قضايا ليست كما نعتقد لا تقبل الألوان وتعدد الأطياف.

المشاع دائمًا لا حكم له غير ما تملك من أخلاق وتأدب مع النفس في الخفاء قبل العلن.

لدى البعض منِّا صورة نمطية لا يُريد الإقرار بها، بأن حضوره فقط يضفي هالة من نور ويجعل الرؤوس تستدير تهليلًا وترحيبًا به وبِطَلَّتِه المُبجّلة ظنًّا منه أن قيمته وقامته لن تقبل بأقل من ذلك، وربما خانته أو هكذا صُوِّر له بأنه خرج من بين هؤلاء يومًا ثم عاد بحُلَّة غيرهم ويطالبهم بالتماهي مع ما وصل إليه رغبة منه في التميز دون أن يُقدم ما يشفع له في زمان لم يعد فيه قيمة لأشياء كثيرة.

كان أحدهم يقول سأموت وفي فمي ملعقة من ذهب فكان ذلك سببًا في سقوطه فجأة وهو يحمل ما لذَّ وطاب لسيده فعلقت في فمه تلك الملعقة التى أفنى عمره يعمل من أجلها دون أن يتذوق بها لقمة واحدة، فكان له ما أراد في ساعة احتضاره بعد أن قضى عمره خادمًا مُطيعًا يقدّم ما حَلِم به يومًا.

الواقع قدر.. والأقدار محسومة يتخللها عمل فإن شاء وهبها وإن شاء منعها.

 

ومضة:

علمتنى الحياة بأن أعطي كل إنسان قدْرُه كي لا أخسر قدرته.