البحث عن ضحية

عائض الأحمد

يسترها خالق السماوات ويظللها الرحمن بعفوه، فأيما كانت فليس مقامها بمعجزة، لن تقف طويلًا، ببابه كسر الحواجز أنطق الداعين بذكره.

طيب المقام يا أحبتي.. أفضل وأمتع في ساعة، ربي جئتك خاضعًا فاعفُ وتقبل توبتي ها أنذا. فعندما يُراودك حلم، أو يأتيك في غفوة منام، ثم يحاسبك حسابًا أقرب لمن فرط فيما يملكه وكأنه واقع خسف. كان عليك اجتنابه أو القفز فوقه وتخطيه، وليس الالتفاف حوله بغية البحث عن مخرج أقرب إلى هلاك من يسلكه.

لن يحلو حديث به شؤم ورقص على هموم الناس، واستجداء لمشاعر فياضة، أقرب للدمعة منها للحظات أنس ورضا بما قسم الله.

إن فرح أشبعك لطمًا، وحزنًا، ودموعًا. وإن ساءت أحواله شج رأسك، وأسل حنق الثقلين.

من فعل به كمن رضي عنه ساعة بساعة لا يفصلهما غير ذاك الشعور البائس، منتظرًا ضحية أخرى يحملها بين يديه، ناشرًا كل عيوبها، بغية استرضاء نهم شؤمه ودراما وعيه الحاضر والباطن.

تناقضات القدر تقوده إلى أتراحه فاتحة أذرعها، أهلًا بك في عقر دارك، فاندب حظك كما تشاء، واجعل مدامعك سواقيا لغرس أحقاد تضاهي من به داء ويقسم أن قاتله الدواء.

إن مال حالك.. فارحم صغارًا ليس لهم رأي ولن يجرؤ أحدهم بسؤال، كن عوناً لضعفهم، سندًا لقلة إدراكهم. فافعلوها ودعوا القافلة تسير دون إطلاق أصوات العواء ومُلاحقة السفهاء.

يا جليس الشؤم.. يا نذير الشر دهرًا بعد دهر، ألم يظنك كل هذا السرد الخرافي الغبي؛ فبأي حال سنراك غدًا؟ قد يفوت الوقت وتعتذر عقارب الساعة، لن أقف هنا ولن أعود، من يُريد المضي فليمضِ معنا ومن طاب له المقام، فمِن شقاء لشقاء.. قبَّح الله كبارًا صغروا عيش السعداء.

يتساءل: أيكم كان رسولًا ينشر الحب، ويظهر إنسانيته.. فما ظنكم سوف يلقى؟! أو لم تسمع من يقول تعسًا لكم؛ لا شيء يستحق كل هذا العناء؟

 

***************************

ومضة:

يقول الأحمد: "ناقشني فيما أقول وليس فيما فهمت، ولن تجد لدي تفسيرًا لكل شيء، وإلا لوقفت أنتظر عند أبواب منازلكم".

الأكثر قراءة