قابوس العادل

 

د. مصطفي محمد البليهي

 

رحمك الله جلالة السلطان قابوس فقد جعلت العدل أساس الملك وجعلت الرحمة فوق العدل ومنّ الله عليك فتركت بلدا آمنا يجبى إليه من ثمرات كل شيء بلد طيب أهله كريم منبته.. ولا أدري من أين أبدأ الحديث عنك رحمك الله؟!

فقد حفظت أهل عمان في ذمتهم وأماناتهم وأمانهم وكرامتهم وأنفسهم وأهليهم ودمائهم وأموالهم وكنت بهم أبا رحيما كما كنت عليهم حارسا أمينا. لقد منّ الله عليك فجعلت عمان نموذجا يحتذى فتتمسك بأصالتها في وجه طوفان جارف من العولمة وإعصار مدمر من القيم الزائفة.. جعلت للدولة هيبة وللقانون مهابة بعد أن وفّرت للناس الحياة الكريمة والعيش الهاني، فلكل مواطن نصيب في بلده في مختلف المجالات.

لن أحدثكم عن جمال تخطيط الأحياء وتقسيم شوارعها فلا مكان أفضل من الآخر فالجميع شركاء في الشواطئ والمتنزهات بأسلوب فريد غاية في التنظيم والتناسق والجمال.

لن أحدثكم عن المرور ورجاله وأدبهم الجم وحسن معاملتهم يطمئنون عليك أولا.. لا يتعرّضون لسيارة بها زوجتك أو بناتك بل يقفون بعيدا إذا لزم توقيفك، وأمّا الشرطة فهم قمة في حسن المعاملة وتوجيه الأمور.

أمّا الرجال في عمان فتراهم في المساجد بزيهم الأبيض الناصع كأنك لازلت في عصر الصحابة والتابعين. 

والمرأة العمانية التي تملك أعلى الشهادات العلمية، وبلغت أعلي المناصب، والعفة تاجها، والحياء ديدنها، فالاحترام والوقار من السمات البارزة فيها.

أمّا الشعب فكريم طيب الأصل والمنبت كأنهم جميعا من أم واحدة، يوقرون الكبير ويحترمونه ويعطفون علي الصغير ويحنون عليه لا يتمايزون ولا يتعالون. قمة في الطيبة والتواضع لا يمدون بالإساءة يدا بل يمدون يد المعروف والفضل.

تسير في عمان فلا تشعر بغربة ولا تحس بوحشة فأنت في بلدك الذي ولدت فيه أو قل بين أهلك وذوي رحمك، وتسير في مسقط العاصمة في الصباح مبكرًا أو في الليل متأخرا فلا يستوقفك عابر ولا يتعرض لك مار.. آمنا مطمئنا علي أهلك وذويك ومالك وسيارتك ومنزلك.

لا مجال لشيء يجرح عينك فضلا عن أن يلوث أذنك فلا كلمة نابية ولا صوت مرتفع ولا ورقة قمامة أو ذباب أو دخان، الطرقات نظيفة مقسمة والورود على جانبي الطريق وأعمدة الإنارة كأنها لوحة رسمها فنان.

جلالة السلطان الراحل.. لقد أحببتَ شعبك وبلدك فاجتمعت حولك القلوب، فالأرواح مؤتلفة والقلوب متآلفة.. رحم الله السلطان قابوس وحفظ عمان وأهلها وكل بلاد المسلمين.

تعليق عبر الفيس بوك